Mohammad Amrani أبشع نتائج ثورات الربيع العربي أنها لم تترك مركزا للثقة يمكن أن يصدقه الناس وأظهرت أن المجتمع ينقاد كثيرا للأكاذيب . لكلّ مصادره التي لا يثق بغيرها قليلون هم الذين يدققون في مصادرهم ويتأكدون مما تنقل وإلا كيف تحتشد الجماهير على الدوام وبأعداد كبيرة لدى كل طرف ؟ سئل الرئيس التونسي المرزوقي “ ماذا تقول للشعب التونسي “ أجاب بكلمة قرآنية واحدة “ فتبينوا “ . نعمل أحيانا كثيرة كموظفين دون حتى أن نشعر ، ذلك حين نعمل بطريقة التفكير الجمعي فقط ولا نسمح لعقولنا بالتحري والتساؤل . القناعات الجاهزة هي الحقيقة الوحيدة التي صارت مؤكدة عند الجماهير ، على الأقل بالنسبة لي . منشغلون على الدوام بالتصنيف والقولبة ربما كي نسلم عقولنا دون تعب الأسئلة . هناك دائما من يخاطبك بصيغة الجمع، في تقديري هذا أسلوب متطور في الابتزاز . كنتيجة تحولت صفحاتنا ومجموعاتنا على الفيس بوك إلى مقايل مصغرة ، أماكن تقليدية لتجميع المتشابهين ، لاعب محترف و مجموعة مشجعين ،هم لا يشجعونه بل يشجعون مايعتقدون . لم يعد الجمهور وسيلة المثقف لقد صار العكس ، الجمهور المعبأ هو من يصنع المثقف ويمارس عليه الضغوط . هناك دائماً نوعان من الضغوط ، القدح والمدح كلاهما وسائل لإرهاب المثقف . قبل قرون كتب الفيلسوف جستسترن “ يا إلهي ، لماذا هذا العالم مليئ بالأطفال العباقرة والأطفال الحمقى “ ، لأن الأطفال يتساءلون .