كانت الجماهير الحالمية تنظر بتفاؤل قبل انطلاق دوري المحترفين إلى أندية تعز الثلاثة(الصقر . الطليعة . الرشيد) كونها فرضت وجودها وتأثيرها على المشهد الكروي في بطولتي الأولى والثانية ومسابقة كأس رئيس الجمهورية الرابعة عشرة التي حسمها أيضاً أهلي تعز في الموسم السابق..ولدى الجماهير الحق في تفاؤلها ذاك. فالتفاؤل لم يكن أحلام يقظة , ولارؤى في عز النوم..ولا هي أوهام وهلاوس أفرزتها ساعات سليمانية خلال تخزينة عرمرمية بقات شامي أو عمري,ولا حتى بحشامة بقرن سوطي..بل إن التفاؤل تولد من معطيات المستجدات التي أعادت الصقر والرشيد إلى منظومة كبار دوري المحترفين بجوار الطليعة وصيف بطل كأس الرئيس أهلي تعز. وعليه..فإن التراجع الذي ظهر على نتائج الثلاثي شكل صدمة للجماهير وحيّر المتابعين..وأربك إدارات الأندية..لكننا نقرأ الوضع بأنه نتاج طبيعي أفرزه نظام «الضغّاط» الذي اعتمدته لجنة المسابقات في اتحاد القدم للحاق بمن سبقونا في تنظيم دورياتهم ولو على حساب الأندية والرياضيين فتأثرت أندية تعز بطريقة «هبيس» العشوائية الفجائية التي أجبرت عليها الفرق المتنافسة..فظهر الصقر بدون كواسره وجوارحه..والطاهش بلا مخالب ومنزوع الأنياب..وافتقد الرشيد لحنكة لاعبيه وغابت عزيمتهم..وأدركنا فعلاً أن أندية تعز كانت هي الفرق الأشد تضرراً معنوياً وبدنياً وفي المحصلة خسرت على ملاعبها وأمام جماهيرها المكلومة. .لعل الطاهش الحوباني هو الفريق الذي تناوشته المصائب والنوائب بقسوة وظلم..فأصيب بداء «رهاب ملعب الشهداء» أعظم من إصابته ب«فوبيا ملاعب منافسيه» فتذيل الترتيب حتى الآن..وتجاوزاً لوقوع الطلعاوية في فكي كماشة المهاترات ,والدخول في معمعة البحث عن شماعة وكبش فداء للتهدئة وإسكات غضب أبناء البيت الأبيض كانت هذه المداخلة منا إسهاماً في التنوير ومنعاً للتدمير..وكي لايخرب الطلعاوية بيتهم بأيديهم. حتى لاتتسرع الجماهير الطلعاوية بنعي طاهشهم ,أو دفنه قبل موعد أجله..ودعوة منا للتدارك .وامتصاص قوة الصدمات,وتلافي انهيار قوة المقاومة والصمود في الكتيبة البيضاء,فإننا نضع بين أيدي أبناء القلعة الطلعاوية رؤية موجزة تسهم في تلمس هذا النادي العريق طريق البقاء,وضمان إيقاف الانهيار..أو تخريب البيت الحالمي الأبيض وذلك باتباع الآتي: التمسك بالأمل كحافز,والتوقف عن إشعال نيران الخلافات أو التصريحات السلبية من كل الأطراف الطلعاوية, تجنباً للوقوع في حرب جانبية ,بين الجماهير الغاضبة وبين اللاعبين والجهاز الفني من ناحية..وبينها وبين إدارة النادي من جهة أخرى..فالأمل قوة تحفيزية,وتماسك الجبهة الداخلية قوة مضاعفة. إعلان حالة الطوارىء في الهرم الإداري..والالتقاء مع الجهازين الفني والإداري للفريق بصورة دورية.. والعمل على عدم انخراط عقد الإدارة في هذا الظرف الحرج..والاستماع إلى أعضاء الفريق وضخ مزيد من جرعات الثقة والحماس والروح القتالية في نفوسهم. دراسة الاحتمالات حسابياً,بوضع تصور من الجهاز الفني بقيادة السوري أحمد هواش عن النتائج للجولات ال(11) المتبقية من الدوري..مع افتراض النسبة المئوية لقدرة الطليعة على إحراز نقاط النجاة. بناء عليه يتم اتخاذ قرار واقعي,يراعى فيه مصلحة الفريق , سواء أكانت عملية الإنقاذ ستنجح وإمكانية النجاة لاتزال متوافرة..أم أن الوقت بات متأخراً وحالة الطاهش تشير إلى أنه في العناية المركزة,ولن ينقذه التنفس الاصطناعي..فعندها نرى أن تتخذ الإدارة قرارها بما يراعي مصلحة الفريق مستقبلاً.. في اعتقادي أن تثبيت الجهاز الفني بقيادة السوري أحمد هواش واستقراره مهم جداً..ومنحه الثقة,مع ترفيع عناصر شابة إلى التشكيلة الأساسية,ليكتسبوا الخبرة الكافية,فيتم الاعتماد عليهم فيما تبقى من مباريات الدوري..فمادام أن الهبوط صار قدراً محتوماً فإن شباب الطليعة أولى بالثقة من أجل بناء فريق خالٍ من الشوائب المترسبة من أخطاء الجهاز الفني للموسم الماضي..وبالتوازي مع تنقية الفريق من اللاعبين الذين ثبت ضعفهم وانتهاء صلاحيتهم. ولجماهير الطليعة وأنصاره نقول: من يحب فريقه فلا يفتح عليه النيران,ويقف دفاعاً عنه من زوابع المتربصين.. فعاشق الطليعة الحقيقي ليس الذي يشوشر ويعارض ويرتفع صوته على الإدارة واللاعبين والجهاز الفني دون روية وحسن رؤية..بل هو من يكمل عمل الإدارة والفريق والجهاز الفني لمصلحة الطليعة النادي..والجماهير الغاضبة يمكنها أن تدرك أن العاطفة أحياناً تدفعها إلى التعصب المقيت المدمر للبيت الأبيض القابل للصمود..نأمل أن نكون قد نصحنا وبلغنا رسالتنا كصحافة أولاً وكمحبي كرة القدم في تعز ثانياً..والله المعين.