ولو متأخراً.. فالطليعة يستحق أن نبارك له العودة إلى دوري النخبة بعد عقدٍ قاسٍ من المراوحة بين آلام الهبوط وآمال الصعود.. فعودة الطاهش الحوباني هذه المرة جاءت نتيجة طبيعية للرغبة الأكيدة التي تملكت محبي زملكاوية الحالمة.. وتتويجاً مستحقاً للجهود الوفية والمخلصة للهيئة الإدارية التي تكاملت أداءً وتخطيطاً, واجتهدت متعاضدةً, وعملت بتناغم وانسجام وتجانس, بحيث شعر أعضاء الفريق الكروي وجهازه الفني بذلك, وتبلورت المهمة بصورة ممتازة في ذهنياتهم.. وآلت الطموحات التي كانت مستحيلة وعسيرة إلى حقيقة تجسدت أفراحاً رياضية, في ظروف شهدت انكساراً مجحفاً للصقر والرشيد.. غير أن رد الاعتبار لم يتأخر كثيراً.. .. نبارك للرياضة الحالمية انضمام الزملكاوية إلى الأهلاوية في دوري الدرجة الأولى.. سفيرين تاريخيين.. وقلعتين تحظيان بالجماهيرية, وتخرج منهما نجوم الزمن الجميل, وسطرت أجيال الفريقين الكرويين حينها أسفاراً من التنافس الرائع, والديربيات التي لاتزال عالقة في الذهنية الجماهيرية, وتتحدث عنها ألبومات الصور التي رصدت مسار تلك الحقبة التاريخية, والذكريات المتوافرة في تلافيف الأدمغة لمن عاصروا زمن العشق الصادق للكرة السبعينية والثمانينية, التي أسست للأجيال الرياضية المعاصرة لترى العطاء الكروي مستمراً.. .. لايمكن لنا المرور عامدين أو غافلين على مسيرة العودة الطلعاوية, دون ثبيت حقيقة أن الدعم الكبير الذي ضخه الأستاذ شوقي أحمد هائل لناديه الأول الطليعة هو الذي أسهم في ترجمة الآمال والطموحات لجماهير الطاهش الحالمي إلى أفعال واقعية, خالية من الأحلام الخيالية, والأوهام التي عاشتها طيلة الفترة القاسية, وسنوات الحرمان والغياب من خارطة رياضة الكبار.. .. وللتذكير فإن المحاولات للإدارات المتعاقبة انتهت عند المربع الأول من المسار, لأنها افتقدت لعنصر التكاملية في العمل الإداري, فسادت الانقسامات, وشحت الإمكانات, وتضاءلت الجهود الناجحة, وانعدمت الثقة بإحراز تقدم في سبيل تحقيق العودة إلى مصاف الدوري للأندية المحترفة.. - لكن التفاعل الإيجابي للأستاذ شوقي أحمد هائل تأكد للطلعاوية بنجاحه حينما بادر الرجل إلى تشكيل إدارة للزملكاوية, وأوكل المهمة الأصعب إلى إدارة شابة إضافة إلى خبرة الكوادر الطلعاوية, فاتسمت المرحلة الجديدة بالانضباطية, وأبدت حماسة وشجاعة منحت بهما الفريق الكروي الثقة, وضخت في الطاهش الحوباني تيار الحياة, وعززت التفاؤل بأن فريق طليعة تعز سيردُّ على القرار الظالم من اتحاد القدم الذي نفّذ شكلاً من أشكال الثأر بحق رياضة الحالمة, وإقصاء حامل اللقب الصقر والرشيد.. فكانت عودة الطلعاوية رداً رياضياً, يؤكد أخلاقيات الأستاذ شوقي أحمد هائل تجاه الممارسة غير الصحيحة لاتحاد القدم لصلاحياته وانتقائه وتوظيفه اللائحة بمزاجية.. - يإيجاز نؤكد أن الطلعاوية بدعم شوقي هائل صعدوا لدوري النخبة كرد اعتبار للرياضة الحالمية من تعسف الاتحاديين.