من كان يظن أن نادي الطليعة بتعز سيتقهقر عاماً بعد عام، وتتدهور أوضاعه إلى الدرك الأسفل من الإهمال، والغياب التام عن الاهتمام؟! إن معظم الطلعاوية لم تمر بخواطرهم في أسوأ التشاؤم أن تؤول حالة الانتشاء بتحقيق وصيف أهلي صنعاء بطل الموسم الكروي 1999/2000م، إلى حالة التشرذم والتمزق والانهيار الكبير الذي حطم جبلاً من الآمال البيضاء، وحوله إلى هباءً تذروه الرياح.. وهاهو الطاهش الحوباني الذي أرعب أندية دوري الممتاز عاجز عن الخروج عن عرينه، حيث أجبرته الأزمات بكل أنواعها إلى البيات في دياجير الدرجتين الثانية والثالثة سبع سنوات عجاف على التوالي.. متكئاً على عصا الأوفياء من أبنائه المخلصين، لكنهم لم يستطيعوا التغلب كلية على عوامل الإنهاك، والإقصاء الجبري، رغم محاولاتهم وجهودهم مادياً ومعنوياً وجهادهم بوقتهم واستثمار مايمتلكونه من حضور على الساحة الرياضية.. ومع ذلك أثمر ماعملوه على إبقاء جذوة متوقدة من الأمل بعودة مرتقبة لطليعة تعز.. إنما ذلك وحده لايكفي.. ولا يفي بتحقيق الطاهش الحوباني النهوض والاستعداد للبدء في الخطوة الحقيقية التي تتبعها خطوات سريعة وجريئة تتوالى وصولاً إلى تمثيل الحالمة في دوري الأضواء، بنفس المنهج الذي درج عليه، والطريق الذي سلكته أندية الصقر الرشيد الأهلي.. التي أحدثت حراكاً رياضياً جيداً في تعز بعد غياب دام عقداً ونصف من الزمن في الدرجات المظلمة وأندية المظاليم.. إصلاح ذات البين ولكي تتحقق أمنية الجماهير الحالمية جمعاء، وجماهير الطليعة خاصة، وحتى تتمكن الكتيبة البيضاء من الانضمام إلى الثلاثي الموجود في الدوري العام للنخبة، فإن المساعي الحثيثة للهيئة الإدارية المؤقتة تتواصل لإبقاء الأمل، وتوسيع التفاؤل، من أجل إحداث بعض النهوض والتأسيس الصحيح لعودة مرتقبة.. ولكن!! دعونا نجلي هنا بعض الأمور التي تقف عائقة في درب الطاهش، وكيف يمكن للطليعة بحق وحقيقة أن يغادر الدرجة التي حبسته الظروف القاسية في القمقم كعفريت يبحث عن الخلاص لينطلق قوياً، ويستعيد حريته وقوته المختزلة والمختزنة. إن أول خطوة ينبغي البدء بها هي إصلاح ذات البين، وعودة اللحمة لأسرة البيت الأبيض الحالمي.. وفي ظني أن هذه أولى لبنات الترميم وإعادة القوة إلى هذا النادي المظلوم من أهله وذوي القربي والجيران قبل الخصوم والحاسدين.. ولا ننكر أننا وجدنا استعداداً تاماً من الموجودين الآن في إدارة الطليعة الموقتة، لإغلاق هذا الملف المثخن بالجراح لتضميدها، غير أن الاعتذار عن الأخطاء للفترة السابقة لا يكفي لمحو الآثار، بل لابد من إتباع الأقوال ببعض الأفعال والسلوكيات التي ستدفع إدارة الطليعة السابقة ورئيس مجلس إدارتها عزيز الحروي الذي ازدهرت رياضة الطلعاوية في عهده، ووصل فريق كرة القدم إلى وصيف البطل لأول مرة إلى الإسهام في نمو الأمل وتجديد التفاؤل، وهذه الخطوة إن تم اتباع قولها بالفعل والتواصل مع جميع الفرقاء الذين تكمن في نفوسهم حب الطليعة.. ويتمنون أن يجدوه أحد ممثلي أندية تعز في الدرجة الأولى لتكتمل منظومة الرياضة الحالمية. الانطلاق من نقطة الصفر وفي لقاء جمعني ببعض إداريي الطليعة، ودار الحديث عن أوضاع هذا النادي وماهي قدراته المالية، وكيف ينظرون إلى المستقبل، فكان الرد مضخماً بالدم، وكمن نكأ الجراح، وحرك الآسى الجاثم في الصدور على تاريخ رائع للطليعة اندثر، ولايزال الطاهش تتناوشه السهام والرماح للظروف القاسية حد الشفرات التي تقطعه إرباً إرباً.. والفريق الذي تبتلعه دوامة الأمواج بلا رحمة. إن أبناء الطليعة يدركون أن هناك من تسبب فيما آلت إليه أحوال بيتهم الأبيض.. لكنهم اليوم وبعد سبع سنوات من العذاب لايزالون في نقطة الصفر.. وهم يؤمنون أنهم لن يستطيعوا التحرك إلى الأمام قيد أنملة مالم يكن للداعم شوقي أحمد هائل اليد الطولى في ذلك. صحيح أنه قد أصر على إدارج تسوير أرضيتي ملعبي النادي الأهلي ونادي الطليعة ضمن المناقصة التي سيتم فتح مظاريفها قريباً لمنع الاستيلاء عليهما من قبل ناهبي الأراضي.. وصحيح أيضاً أن ديون الموسم المنصرم للطليعة قد سددها الداعم شوقي هائل وأنقذ الإدارة الموقتة من ورطة كبيرة التي منها صرف المستحقات المتأخرة للاعبين.. إلا أن الحال لو استمر هكذا، فإن الطلعاوية سيراوحون مكانهم.. رغم بعض الدعم الذي تحصلوا عليه العام الماضي من الشيخ أحمد العيسي، وهذا العام جزء منه بادر به الشيخ/حاشد الأحمر، إلا أن كل شيء في البيت الأبيض الحالمي ليس بخير فمعظم مخصصات النادي من الوزارة قد تم إصلاح به باص النادي الذي يعد الوسيلة الأهم لتنقلات الفرق إلى المحافظات لإجراء مباريات الدوي في تلك الألعاب.. حيث أسهم نادي الرشيد والأهلي في تيسير المواصلات بحافليتهما لتنقلات الطلعاوية في المواسم السابقة. الطليعة من اللحد إلى المجد وهكذا.. فإن حالة الطليعة مستعصية على أهلها ومحبيها، والحل والدواء الناجع أن تكون العناية به ورعايته من ابن الطليعة الأول شوقي أحمد هائل الذي عرفناه حليماً بأبنائه وإخوانه، ولدينا من المعلومات الموثوقة أن الرجل جاد في إعادة الطاهش إلى الطليعة، من حيث الاهتمام والدعم اللامحدود، لكنه لايزال يبحث عن شخصيتين يثق بقدرتهما على إنجاز المهمة، المتمثلة في رئاسة النادي الطلعاوي، والمسئول أو المحاسب المالي، كون ذلك سيجعل الأمور واضحة في كيفية تسيير شئون هذا النادي إدارياً ومالياً. وإذا ماصدقت تلك المعلومات فإن استقراءً خاصاً أجريته مع معظم الطلعاوية أجمعوا فيه أنهم مع توجهات الداعم شوقي أحمد هائل الذي يمثل مجموعة الخير الداعمة للرياضة والرياضيين في اليمن.. وأنهم يتمنون عليه أن يشكل إدارة ممن يراه مناسباً.. وسيقبلون بذلك، ويعملون بكل تفانٍ، بعيداً عن استجرار الماضي الذي يقرون أنهم كانوا فيه من الخاطئين، وأن المستقبل لن يكون نسخة من ماضٍ جلب الويلات والمآسي للطلعاوية وأطاح به من قمة المجد إلى ظلمة اللحد.. فهو اليوم «بالكاد» يستطيع إجراء التمارين لفريق كرة القدم بجهود ذاتية وأبناء النادي، فهو لا يمتلك محترفين ولا مدرباً على مستوى عالٍ يراهنون عليه في الوصول إلى الدرجة الثانية، والعودة المرجوة إلى مصاف دوري الدرجة الأولى عن فريق.. وهو مايجعل الطليعة تحت الحاجة وبمسيسها العاجل.. ولن يتأتى لهم ذلك إلا من الداعم شوقي أحمد هائل الذي سيعيد إليه الحياة ثانية، ويبعث الطاهش الحوباني من اللحد إلى قمة المجد.. والله المعين