(يا الله سترك).. فرقعت هذه العبارة وأنا في حالة سرحان شديد.. يا الله سترك من واقع القنوات الفضائية العربية، والتي تبث إلى الوطن العربي.. فمن سنوات حين اشتريت أول جهاز استقبال للقنوات الفضائية، كانت هناك حوالي عشرين قناة عربية، ومنها القنوات الإخبارية، التي كانت سلعة رائجة في ذلك الوقت، لما كانت تقدمة من سرعة في نقل الخبر، وتواجد في كل مناطق الأحداث إلى جانب بعض القنوات الترفيهية والتي كانت تلتزم بانضباطها في حدود الحرية والأخلاق. وأنا هنا لا أحاول مس جانب حرية الانتشار والرأي والرأي الآخر.. ولست أدعو لمحاربة أحد أو إقصاء آخر. تحت أية دعوة إطلاقاً.. ولكن من وازع أخلاقي بحت، فالمعروض الآن يخرج من إطار الأخلاق إلى طور التفسخ والانحلال وتنمية جيل غير واع، بعيداً جداً عن الثقافة، إلا عن برنامج لا يتجاوز ساعة في هذه القناه أو تلك. يا الله سترك.. بس بالجيل الصاعد الذي يشرب كل هذه الثقافات ليل نهار، ويتجرع سمها كالحليب.. فبعض المسلسلات مجال مفتوح للترويج للخيانات وأساليبها وطرقها.. وبعض الأفلام نوع من الأفكار المنحلة والعري لأجل العري لا أكثر.. والبعض مثل جهاز غسل للدماغ، يحاول بث أفكار ومعتقدات هدامة. يا الله سترك.. كنت زمان قبل وجود القنوات الفضائية أجمع مصروفي حق الأسبوع إلى يوم الأربعاء، من أجل أن اشتري مجلة ماجد، أو العربي الصغير أو حتى الرجل المستحيل أو أية قصة من قصص الأطفال، مع أنني لم أكن ذلك الطفل المجتهد، الذي يحاول تثقيف نفسه لكن كانت رقابه الأسرة واستيعابها لمفهوم الرقابة وحماية الأفكار من التلوث الأخلاقي تمنعني حتى من فيلم عربي أبيض أسود.. أما في زمن الأنترنت والتلفزيون والمحمول فالرقابة صعبة جداً.. فالقنوات الفضائية تستحوذ على كل وقت أطفالنا، ومن عليه رقابة يلتزم بقنوات الأطفال، ولا أعتقد أن الجميع في هذه الظروف قادر على متابعه أطفاله 100 % نظراً لمشاغل الحياة.. على العموم أنا أدعو كل أب وأم أن يقوموا بالامتناع عن مشاهدة تلك القنوات، وعلى الأقل مع أولادهم ومحاولة إدراج أولادهم في أية نشاطات مدرسية أيام الدراسة، وفي العطل الصيفية أيضاً وتنمية مهاراتهم ودعم مواهبهم وتحفيزهم علي الإبداع والقراءة في أي مجال وعدم تركهم لقمة سائغة للتلفزيون وأفكاره أياً كانت والله يستر..)