تختتم غداً الأربعاء بمقر الاتحاد اليمني لكرة القدم في العاصمة صنعاء فعاليات دورة مدربي البراعم التي ينظمها الاتحاد بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في إطار برنامج تأهيل الكوادر اليمنية للعام 2013م بمشاركة (30) مدرباً خلال الفترة (25 - 29) مايو الجاري حاضر فيها الخبير الدولي التونسي بلحسن ملوش - مدير مكتب التطوير بمنطقة شمال أفريقيا. كثير ما تحدثنا عن أهمية التركيز على الفئات العمرية بما فيهم البراعم الذين يشكلون نواة كل الألعاب وإعطاء البراعم مساحة كبيرة من الاهتمام مع متابعتهم خلال تدرجهم في سلم الصعود حتى يصلوا إلى الفرق الأولى في أنديتهم أو المنتخبات الوطنية، والاهتمام بالفئات العمرية يعني كذلك الاهتمام بمن يشرف عليهم ويتولى إعدادهم وتدريبهم “المدربون” الذين هم أساس البناء الصحيح لهذه الفئة «البراعم» وأعتقد أنها خطوة صائبة تلك التي كانت من الاتحاد العام لكرة القدم في إيجاد دورة لمدربي الفئات العمرية حتى يعرفوا أسس تدريب هذه العناصر الطرية والرقيقة والتي يمكن تشبيهها ب«عجينة» يسهل تكوينها وتشكيلها حسب الرغبة والحاجة. فكثير ممن يدربون الفئات العمرية في الأندية اليمنية عامة وتعز خاصة هم أكثر الناس حاجة للدورات التأهيلية وللتدريب على أيدي خبراء عرب وأجانب يعرفونهم فنون التعامل مع الطفل الصغير الذي يعشق كرة القدم ويحبها منذ وعيه بها كقطعة جلد مستديرة تتدحرج أمامه. بدون شك أن الدورة ستكون مفيدة للمدربين الذين التحقوا بها من كافة الأندية في المحافظات ولكن الذي نتمناه أن يستوعب مدربو البراعم المهام الجديدة والمعارف الحديثة التي أعطيت لهم في الدورة حتى يعكسوها على واقعهم كمدربين وهم لا يقلون عن المعلم الذي يعلم الطفل في المدرسة قيماً وأخلاقاً يتصف بها في تعامله مع المجتمع، فكذلك نريدهم أن يغرسوا فيهم قيم وصفات الرياضي الذي يجب أن يكون محط احترام المجتمع بأخلاقه وقيمه وحبه للرياضة واستشعاره أن الرياضة رسالة ومجموعة من القيم تترجم في سلوك الممارس لها. نتمنى ألا نرى مدربي البراعم وهم يعرضونهم للخطر والإصابات من خلال تمارين لا تتناسب مع سنهم، ولا تتوافق مع مواصفات التدريب الخاص بهم، نتمنى ألا نراهم وهم يقدمون التدريب للبراعم على ملاعب قاسية “خرسانية” أو مرصوفة، فتلك من المهلكات للبراعم، نتمنى أن تتفهم اتحادات كرة القدم في المحافظات وتعطي مساحة زمنية لتدريب البراعم أو بقية الفئات العمرية على الملاعب المعشبة لما لها من انعكاس إيجابي على نفس وحيوية الصغير حيث يزداد حباً للرياضة فيبدع ويقدم الجهد المتناسب مع سنه للفت الأنظار إليه. وأعتقد أنها فرصة من مدربي البراعم أن يستفيدوا من الخبير الدولي التونسي بلحسن ملوش - مدير مكتب التطوير بمنطقة شمال أفريقيا - فهو صاحب خبرات عالية ويمتلك من العلم التدريبي الكثير وأن يكونوا صرحاء معه في شرح كيف يعيش البراعم في الأندية حتى يعطيهم الوصفة الصحيحة للتعامل مع البراعم وكافة الفئات العمرية. كما نرجو من الاتحاد ومن خلال الخبير “ملوش” أن يحدد موجهات يتعامل بها المدربون مع البراعم ومنها: - تحديد وقت مخصص للبراعم والفئات العمرية بأن يمارسوا التدريب في ملاعب معشبة. - منع التدريب والمباريات الحبية وبطولة الحواري الخاصة بالبراعم والفئات العمرية على ملاعب خراسانية “صبة” أو “إسفلت” أو مساحة تشكل خطورة عليهم. - الاهتمام بإقامة بطولة البراعم وبقية الفئات العمرية على مدار العام؛ لأنها هي التي ستحدد من يستحق الانضمام للمنتخبات الوطنية. - دعم المدربين بمستلزمات رياضية ومنحهم حوافز تشجيعية وتكرار دورات التأهيل والتدريب لهم. - إلزام الأندية بتصنيف الفئات العمرية وفق الرؤية الجديدة للاتحاد. - توفير الحماية النفسية والجسدية للبراعم وبقية الفئات من الممارسات الخاطئة ضدهم من المدربين والأندية والأسرة والمجتمع. - إيجاد مرشدين نفسانيين وتربويين للفئات العمرية إلى جانب المدربين حتى يكون التعامل مع اللاعب البرعم من منطلق علمي. - توفير الحوافز للبراعم للاستمرار في اللعب من خلال تحديد معونة عينية لكل لاعب تصرف لأسرته حتى تشعر أن الرياضة لها فوائد عليها. - تحديد طبيب خاص للبراعم والفئات العمرية في الأندية حتى يمارس البرعم الرياضة وهو سليم جسدياً وعضوياً. عمق الهامش : العالم يهتم بالبراعم من المدرسة حتى يصل إلى المنتخبات ونحن ندفنهم أحياء على مساحات «الصبة»؛ فيصاب الصغير مبكراً ويتعطل ويكره الرياضة وتكره أسرته الرياضة فنكون قد أوجدنا حاقدين وليس محبين للرياضة. الناس أوجدوا أكاديميات للبراعم والفئات العمرية وعندنا هناك من نهب وأكل وصادر مساحات الحدائق والملاعب في أكثر من مكان، وتحولت ملاعب الأندية وأراضيها إلى عسل يسال له لعاب سماسرة الأراضي.