Fuad Alsalahi الوهم والوعي الزائف عندما يجتمعان في ثقافة أمة ووجدانها إنما يرسخان تبلد المشاعر وجمود العقل وينجم عنه تثبيت التخلف ..وهذا حالنا باليمن ..فالصغير والكبير ..الجاهل وأنصاف المتعلمين يقولون ب “ الحكمة اليمانية “ مع العلم ان حديث النبي (ص) كان من باب الاطراء الجميل لليمنيين الذين اسلموا وقدموا إليه لمبايعته وهي عملية خاصة في زمانها ..والمفروض ان نستثمرها في تربية الاجيال وثقافة المجتمع ليكون الجميع على قيم الحكمة والمعرفة والتسامح واحترام الانسان لأخيه الانسان ..اما السائد حالياً ونراه جهاراً نهاراً فهو غياب الحكمة او مايمت اليها بصلة .. والا فليقل أحدكم أين الحكمة من القتل العشوائي في عموم المدن .. وأين الحكمة من انتشار السرقة والفساد ..أين الحكمة في اصرار مراكز القوى على تدمير الاستقرار وتخريب المنشآت العامة .. اين الحكمة من اعادة انتاج دعوات مذهبية وسلالية واخرى تكفيرية وثالثة قبلية ضد مصالح الوطن الموحد ..أين الحكمة من تغييب الدولة الموحدة وتدميرها .. أين الحكمة من استلام نفر من ابناء اليمن فلوس من دولة خارج اليمن ..أين الحكمة من نشر السلاح والعنف واستمرار الفوضى الامنية والعسكرية ..أين الحكمة من استمرار نهب الاموال العامة الى الخارج؟ ....حان الوقت لإعادة النظر في هوية اليمنيين واعادة الاعتبار لمفاهيم العقلانية والحكمة وان تدمج في مناهج التعليم ضمن فلسفة تربوية وتعليمية وتثقيفية عامة ليكون لدينا في المستقبل جيل يؤمن بالعقل والمساواة والحرية يعمل ضمن سياق الدولة وآلياتها ومؤسساتها لأنه لامجال في عالم اليوم الا للدول المدنية الحاضنة لشعوبها ومجتمعاتها ...؟ محمد الظاهري التعايش ضرورة ! كم أمقُت مقولة ( من لم يكن معي فهو ضدي) ! لأن أنصارها يفتقرون للاعتراف بالآخر المختلف , فكريًا وسياسيًا , ومذهبيًا ! كما أنَّهم يكرهون التسامح , ويساعدون على ترسيخ حالةٍ استقطابيةٍ , تصنع من تنوعنا المجتمعي ثنائيةً نزاعية , تغذي - بدورها- ظاهرة عدم الاستقرار السياسي التي تملَّكت نظامنا السياسي , وسيَّجت حياتنا الاجتماعية ! إنَّنا نحتاج لتحوير المقولة آنفة الذكر , ليغدو منطوقها ( مَنْ ليس معنا ليس ضدنا بالضرورة ) . أيها النافون للآخر, والداعون لاستئصاله , والثأر منه : اعلموا أن التعايش المشترك ضرورةٌ وبقاء , بينما نفي الآخر شرٌ وفَناء أيها (الاخوةُ - الأعداء) تعايشوا تتطوروا.