يقول العالم شكسبير:«إن الدنيا مسرح كبير وان الناس جميعاً ليسوا سوى ممثلين على مسرح الحياة” بناء الذات مستوى عالٍ من الرقي بالأداء والسلوك البشري للوصول إلى غايات سامية تعانق سمو الروح. الذات أو الشخصية هي الشيء الأكيد الذي يمتلكه كل منا دون عناء. في البداية سأتطرق إلى بعض المفاهيم التي لابد من أن ندركها قبل الدخول إلى صلب الموضوع للاستفادة. الذات: هي فكرتك عن نفسك وشكلك وقدراتك وعلاقاتك ومشاعرك ومدى حقيقة تصورك عن نفسك وفكرة الناس عنك وفكرتك عن تصور الناس لذلك.. الأصل اللغوي لمصطلح الذات: كثيراً ما نسمع عن كلمة(الذات) يتردد في مواضيع مختلفة، وقد يتشابه أو يختلف مع مصطلحات أخرى مثل الشخصية. مصطلح الشخصية: Personalityفي اللغات الأوروبية فيرجع إلى الكلمة اللاتينية وهي ،persona أي القناع الذي يلبسه الممثلون على المسرح ليتحدثوا من خلاله، ومع مرور الزمن أطلق اللفظ persona على الممثل ثم على الأشخاص عامة. والذاتي(لكل شيء) مايخصه ويميزه عن جميع ما عداه، وقيل ذات الشيء(نفسه وعينه) والفرق بين الذات والشخص هو أن الذات أعم من الشخص لماذا يا أعزائي القراء؟ لأن الذات تطلق على الجسم وغيره.. وأما الشخص لا يطلق إلا على الجسم. النسبة الحقيقية التي نميل لإقرارها هنا.. هي شخص واحد منا من كل 100 من الناس يكون قائداً ويملك القدرة على التغيير والتميز، وهذه النسبة لا تعني بأي حال أن يعتبر بعض الناس الذين لا يرون في أنفسهم القدرة على القيادة أنهم معفون من موضوع “بناء الذات” لأن هناك الصف الثاني الذي تعتمد عليه الأمة بعد القياديين وهم يشكلون 18% تقريباً من المجتمع، ومن دورهم لا يكون هناك تغيير، فهم في الحقيقة أول من يناصرون الفكرة الجديدة والتغيير الناجح وتميزهم يكمن في أنهم شاهدوا ما لم يشاهده بقية المجتمع من حيث أن هذه الأفكار ناجحة- قوية- مهمة، فاستحقت منهم البذل.. ولا تعتقدون أن الصف الثاني أناس لم يعدوا أنفسهم ويقومون على بنائها البناء المتكامل والقادر على تدعيم الأفكار الجديدة ، بل هم ممن جاهدوا في أنفسهم وتعبوا لكي يكونوا مؤهلين للعمل والتضحية والمساندة.. ويقول المتنبي “لولا المشقة ساد الناس كلهم.. الجود يفقر والإقدام قتال.. والله من وراء القصد.