لم يكن في حسبان أهل القرار وأصحاب الكلمة العليا في اتحاد القدم أن بطولة نخبة الكبة ودوري الكفتة المكلفتة سيشهد في جولاته الخمس الأخيرة تنافساً محموماً,فتنقسم فيه الفرق الأربع عشرة إلى رقعة شطرنجية أسود وأبيض.. سبع فرق تتصارع على اللقب,ومثلها تبحث لها عن نقاط الأمان,وتقاتل من أجل البقاء مع أندية توصف بأنها فرق النخبة والممتاز والأضواء والمحترفين وكلها تحت مظلة الدرجة الأولى. الدوري بنظام «المضغوط» تسبب في تدمير أندية عدن تدميراً شاملاً مثله مثل صواريخ اسكود ذات التدمير الشامل..أما كيف ؟ فسأخبركم.. وحدة عدن دخل في أزمة الموسم الماضي من حيث قانونية وشرعية إدارته ,وتأثر الفريق بالتجاذبات والاختلافات التي وصلت إلى النيابة والمحكمة وصدرت أحكام ابتدائية فيها,ودخل النادي في مماحكات أتت على استقراره الداخلي,كان لاتحاد القدم ضلع فيها بطريقة غير مباشرة ابتداء من تدخلات رئيس البيارق سابقاً «العيسي»..ولما خاض استحقاق دوري المحترفين كانت مخاطرة للإدارة الجديدة,صحيح أنها شجاعة,لكنها ذات عواقب وخيمة,بسبب ظروف الوحدة العدني المالية والإدارية,والتشققات في كيانه.. فكان الدوري المضغوط سبباً أعظم للقضاء على آمال البقاء لهذا العملاق,فهل يستحق بيارق الهاشمي السحق والمحو من خارطة أندية الأضواء؟ شعلة البريقة..الوهج البحري الذي شكل حضوره في الدوري اليمني اشتعالاً للكرة الجميلة,وأسهم لاعبوه في رفد المنتخبات الوطنية بالعديد من نجومها,فهاهو الفريق المشتعل يخفت وينحسر ويتلاشى من دوري الأضواء ..لأن سياسة اتحاد القدم دفعته إلى أن يكون مجرد شعلة شمعة وليس بركاناً بحممه الكروية..تلكم الشمعة تنطفىء بعد توهج..لقد أحرق الاتحاديون شعلة البريقة,وتعاملوا معها كأنها شمعة تذوب في الدوري وتنصهر ليتم لم شتاتها في ظلمة الدرجة الثانية..فماالذي منحها دوري مضغوط سوى التلاشي بدلاً عن التوهج وإشعال المباريات بالكرة الجميلة التي تعودت جماهير الشعلة أن تراها من لاعبي الكتيبة الصفراء؟!. وضع تلال صيرة قد لايختلف كثيراً إلا بمضاعفة الأعباء والنكد والتعب والإرهاق حتى اللحظات الأخيرة..فهاهو الفريق الملقب بعميد الجزيرة العربية يعاني السكرات واللحظات الأخيرة ويوم الإثنين سيتحدد مصير أسود صيرة في البقاء أو الفناء من الدرجة الأولى.. شيء غريب ما يحدث في الدوريات التي ينظمها اتحاد القدم في بلادنا ..فالتطور لم يحدث في المستوى الفني,ولاسلمت الرياضة اليمنية وأنديتها من الأضرار المعنوية والفنية..بمثلما لم يسلم اللاعبون من الإصابات والعقوبات والضغوطات النفسية..وبالإجمال خسرت الكرة اليمنية وبلغت الدرك الأسفل من التصنيف العالمي الذي أصدره (فيفا) نهاية الشهر الفائت وتجمدت في المركز 173 عالمياً وهو أسوأ ترتيب لها منذ تدحرجت الكرة على ملاعبنا!!. اعتجن الدوري ..فرأينا «ربشة» في المراكز المتنافسة على لقب الدوري..و«حربشة» في فرق الوسط..و«تخربت الرّصّة» في فرق الذيل,الساعية للنجاة,(فمنهم من قضى نحبه,ومنهم من ينتظر)..ففي الصدارة قتال شرس على الذهب بين شعب حضرموت واليرموك والصقر..وفي معركة البقاء سيكون على الثلاثي الهلال والتلال والوحدة صنعاء التشبث بالأمل حتى الرمق الأخير..وبالذات الزعيم الصنعاني وعميد الجزيرة..فبالله عليكم أهذا مؤشر على أن الدوري المضغوط لصالح الكرة في بلادنا وهو يطيح بالفرق العريقة إلى المواقع السحيقة؟!.. لقد طرحت رأياً في العام الفائت ,وهاأنذا أجدده ثانيةً,وأضعه بين يدي اتحاد القدم ويتمثل في إعادة النظر في تشكيلة فرق أندية المحترفين باللائحة وتعديلها..بحيث يصبح عدد الفرق 16 فريقاً,مايعني هبوط فريقين هذا الموسم وصعود أربع فرق كما هو مقرر في اللائحة..على الأقل كي لايتم تغييب أندية عدن وأبين نهائياً عن خارطة دوري النخبة..ففي ذلك أيضاً إصلاح مادمرته السياسة العبثية الفوضوية للجنة المسابقات طيلة سبعة أعوام عجاف..فهل من مجيب في اتحاد القدم؟! .. ركلة حرة: إذا ركلك الناس من الخلف , فاعلم أنك في المقدمة «مثل فرنسي».