مازال عشاق كرة القدم حول العالم ينتظرون بشغف بدء الموسم الجديد من الدوري الاسباني (الليغا) لا لشيء سوى لمشاهدة ثنائي الأحلام الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا يتشاركان في قيادة هجوم برشلونة. وكان الدولي البرازيلي قد انضم إلى البارسا الشهر قبل الماضي قادماً من سانتوس البرازيلي مقابل 57 مليون يورو بعقد لمدة 5 سنوات، وهذا ما أعلنه النادي الكاتالوني عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. لا شك أن وجود نجمين كبيرين في فريق واحد - لاسيما إذا كان فريقاً كبيراً مثل برشلونة - هو شيء رائع وعظيم؛ لكن هذا لا يمنع طرح بعض الأسئلة الشائكة مثل: هل قدوم نيمار للبارسا من شأنه أن يضر ميسي، وهل ميسي مستعد كي يتشارك النجومية مع الفتى البرازيلي المدهش، وهل ينجح نيمار في التكيف مع طريقة لعب البارسا أم ان مصيره سيكون مثل السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والذي قضى موسماً واحداً فقط على ملعب الكامب نو؟!. البعض قد يرفض هذا الكلام مؤكداً أن فريقاً مثل برشلونة قادر على استيعاب أكثر من نجم كبير في صفوفه، فهذا ما يميّز الفرق الكبيرة عن غيرها، لكن يجب النظر إلى بعض الأمثلة التي حدثت أيضاً في أندية أوروبية كبيرة أخرى: 1 - بالوتيللي والشعراوي: الشعراوي كان هو نجم الميلان الأول في النصف الأول من الدوري الإيطالي الموسم المنصرم إلا انه منذ وصول ماريو بالوتيللي من مانشستر سيتي في يناير تراجع وانحدر مستوى الشعراوي بشكل ملحوظ حتى توارى عن الأنظار ليصبح بالوتيللي هو رقم واحد على ملعب سان سيرو. 2 - فان بيرسي وروني: روني أيضاً كان هو النجم الأول لمانشستر يونايتد لكن منذ قدوم روبن فان بيرسي من ارسنال لملعب اولدترافورد الصيف الماضي تراجع دور صاحب ال27 عاماً ليصبح مجرد مساعد وصانع ألعاب للدولي الهولندي والذي أخذ من روني مركز المهاجم الصريح ليتراجع روني إلى وسط الملعب وهو المركز الذي لا يفضله، ولعل هذا كان السبب في طلب روني الرحيل من النادي نهاية الموسم المنصرم. نعود إلى نيمار وميسي، فعلى الرغم من ان البعض كان يعتقد ان نيمار لن يتمكن من خطف الأضواء من أسطورة مثل ليونيل ميسي إلا ان الوضع قد تغير بعد كأس القارات التي نجح فيها الفتى البرازيلي الذهبي في قيادة منتخب بلاده للفوز بلقبها وعلى حساب من؟ على حساب اسبانيا!! زملاؤه المستقبليين وزملاء ميسي في البارسا وبفوز ساحق بثلاثية نظيفة، نيمار بهذا الإنجاز أرسل رسالة إلى العالم كله ولميسي بالتحديد ان بإمكانه ان يصبح قائداً لفريق كبير وانه لا يقل في شيء عن الارجنتيني صاحب الكرات الذهبية الأربع. 3 - طريقة البرازيل وطريقة برشلونة: لكن لابد ان نلاحظ أيضاً ان طريقة لعب البرازيل تختلف بشكل كبير عن طريقة برشلونة، ففي البرازيل: الفريق يعتمد على الكرات التي يتم نقلها إلى الأمام بسرعة للمهاجم نيمار الذي يعتبر هو النجم الأوحد للسيلساو، والأمر في برشلونة يختلف، فالبرسا يعتمدون على نقل الكرة بهدوء على الأرض حتى الوصول إلى مرمى الخصم (التيكي تاكا) .. هذه الطريقة تعتبر بطيئة لحد ما.. ولا شك أنها كانت السبب الرئيسي في فضيحة برشلونة وخسارتهم بسباعية نظيفة أمام بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا الماضي. فبالاضافة إلى ذلك فإن برشلونة لا يوجد فيه نجم اول يدور الفريق كله حوله.. الجميع في برشلونة - مهما كانت نجوميتهم - يتعاونون من اجل خدمة الفريق.. عكس منتخب البرازيل والذي يقوم فيها الفريق كله بالتخديم على النجم الأوحد والفتى المدلل نيمار. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ينجح نيمار في التأقلم مع مناخ البارسا وتقبل فكرة أنه مجرد لاعب ضمن فريق، أم انه سيفشل ويصبح مصيره مثل ابراهيموفيتش والذي رحل من الكامب نو بعد عام واحد، والسؤال الأخطر: هل يمكن أن نرى برشلونة يقوم بتغيير طريقة لعبه من أجل نيمار؟!. لكن رغم كل ذلك ومن وجهة نظر متفائلة قد يرى البعض ان وصول نيمار قد يكون أيضاً مفيداَ لميسي.. صحيح ان ميسي قد يخسر نصف نجوميته لصالح صاحب ال21 عاماً.. إلا ان وجود نيمار قد يقلل الضغط الإعلامي والجماهيري على الدولي الارجنتيني.