أغلب القنوات هذا العام ظهرت بأعمال درامية ضعيفة من حيث المحتوى “التأليف ورسم السيناريو” وغياب الكوادر النسائية ذات الخبرة مما يشكِّل ضعفاً في الإنتاج الدرامي أو في الجوانب الفنية أيضاً، مثل “التصوير أو الإضاءة”.. وملابس ومكياج الممثلين والرداءة في الصوت وضعف الموسيقى التصويرية”. إذا كنا نريد مسلسلاً ناجحاً بكل المقاييس فإننا لا نريد للدراما اليمنية أن تعيد إنتاج نفسها كل عام بصورة مكررة في الأداء والأفكار والأشخاص.. ولا ترتقي الى الدراما الحقيقية النابعة من واقع المجتمع اليمني. الأعمال الدرامية اليمنية صالحة للعرض على المستوى المحلي فقط ولا ترتقي إلى الأعمال الدرامية العربية. الدراما اليمنية مازالت في دائرة مُغلقه لم تأتنا بجديد ومازالت تلك الأعمال المقدمة التي تؤثر بشكل كبير في كثير من القضايا المعيشية للمشاهد اليمني, لاترتقي الى مستوى الأعمال العربية، فالكل يدرك دور الفن في حياة الشعوب وماله من ارتباط مباشر في التأثر والتأثير على المجتمع. ولا تزال الدراما اليمنية للأسف موسمية الإنتاج ويُهتم بها في شهر رمضان فقط, ومازالت تعاني من جفاف إبداعي في الشكل والمضمون وتفتقد الى مقومات العمل الفني من حيث الفكرة والأداء والإخراج وأعتقد أن غياب القطاع الحكومي الذي اصبح همه الوحيد هو الاستحواذ على المال العام بعيداً عن صنع الإبداع والتميز وليس لهم أي هدف للارتقاء بالدراما اليمنية التي بسببهم نراها تمضي نحو الأسوأ وكذلك غياب الشركات والمكاتب المٌنتجة والمتخصصة, دفع بعض القنوات الفضائية الخاصة بإنتاج مثل هذه الأعمال لتوفيرتكاليف الإنتاج الباهظة.. قد تكون في رأيي السبب في ضعف الأعمال الدرامية, لأنها في الغالب تحاول إخراج تلك الأعمال بأقل تكلفه وبغض النظر عن جودة ومحتوى العمل, فيصبح هناك ما يسمى ب “الشِللية” في الإنتاج الإعلامي و الدرامي وكل قناة لديها طاقمها الخاص في الإخراج والتمثيل والكتابة والتأليف، فيتم إنتاج أعمال بما يتناسب مع سياسة القناه, فظهرت بعض الأعمال خاليه من الرسائل والمحتوى واكتفت فقط بإظهار الطابع الكوميدي الهزيل لغرض “جلب الجانب المادي فقط” لكسب الوقت الإعلاني كمردود وحيد للقناة. فلابد من وجود شركات إنتاج متخصصة تُقدر العمل الفني أولاً قبل المردود “المادي”من العمل. ولأن بعض الأعمال الدرامية تتطلب الكثير من الوقت والتخصص وتُكلف الكثير من الإمكانيات والجهد هذا اذا كنا نريد مسلسلاً ناجحاً بكل المقاييس،لأننا لا نريد للدراما اليمنية أن تعيد إنتاج نفسها كل عام بصورة مكررة في الأداء والأفكار والأشخاص.. ولاترتقي للدراما الحقيقية النابعة من واقع المجتمع اليمني. فكنا نطمح أن نشاهد دراما يمنية تتنوع في مستويات العمل الفني والحرية المطلقة خصوصاً بعد ثورات الربيع العربي وظهور الطاقات الإبداعية الشبابية والتي تمتلك اليمن مخزوناً كبيراً ومتنوعاً منها في الساحة الفنية مما يجعلها تتميز درامياً وبكل حرية للارتقاء بالدراما اليمنية. فقد أنتجت أعمالاً درامية ومسلسلات وبرامج تلفزيونية كوميدية وشبابية وتوعوية في أكثر من قناة “حكومية وخاصة” وإن كان يصعب كثيراً على المشاهد اليمني تحديد الأفضل نتيجة لوضع البلاد العام والانطفاءات المتكررة للكهرباء التي حرمت جمهوراً كبيراً من مشاهدة تلك الأعمال , بحيث يصبح من المستحيل متابعة جميع ما يعرض على القنوات ، خصوصاً وأنها أعمال موسمية تعوّد الجمهور على مشاهدتها في رمضان.. لكن تبقى هناك بعض الأعمال التي يكون عليها إجماع من قِبل الجمهور ونُقاد الصحافة والإعلام بأنها أعمال تحمل رسائل توعوية وتناقش قضايا وهموم المواطن اليمني وقيماً ومواضيع راقية. ظهرت أعمال وبرامج تلفزيونية بسيطة اهتمت بمواضيع اجتماعية كانت موضوعية في الطرح وساهمت كثيراً في اختفاء بعض العادات السلبية في مجتمعنا و لامست قلوب الكثيرين ممن تابعوها. وعموماً فإن بعض المسلسلات اليمنية نجحت في تقديم رؤاها ورسائلها.. لكن أغلبها ظهرت بأعمال درامية ضعيفة من حيث المحتوى “التأليف ورسم السيناريو” أوغياب الكوادر النسائية ذات الخبرة مما يشكّل ضعفاً في الإنتاج الدرامي أوفي الجوانب الفنية مثل “التصوير أو الإضاءة”..وملابس ومكياج الممثلين والرداءة في الصوت وضعف الموسيقى التصويرية” وغيرها من الفنيات التي تخدم العمل وتعمل على إنجاحه. فنحن لا نريد أعمالاً درامية، خالية من روح الفن والإبداع. وتكون صالحة للعرض على المستوى المحلي فقط ولا ترتقي إلى الأعمال الدرامية العربية, فلابد أن يدرك الجميع أن مثل هذه الأعمال تشكّل طبيعة ما وصل إليه فننا وثقافتنا وبالتالي علينا إيصالها بجودة عالية واحتراف وبقدر من الثقافة والإمكانيات المرتفعة بعيداً عن البحث وراء المردود المادي لتلك الأعمال ويجب أن تتخصص شركات إنتاج خاصة بذلك في ظل غياب القطاع الحكومي الداعم الرئيس لهذه الأعمال، لكي تنهض هذه الأعمال الدرامية بمستوى الفكر والثقافة التي تمثل الفن اليمني الراقي, فاليمن تحمل من أبنائها من هم قادرون على صنع الإبداع وان ينهضوا بفنهم إلى أعلى المستويات, إذا ما وُفرت لهم الأجواء المناسبة «مادياً ومعنوياً وتأهيلياً». fb akrm.alrasny