استطاعت المرأة اليمنية مؤخراً وخلال السنوات الماضية وعقدها المنصرم تحقيق ظهور قوي ومنقطع النظير في المجال الإعلامي بشتى مجالاته وفئاته، ولعل الإعلام المرئي المتمثل بالقنوات الفضائية التي شهدت هي الأخرى انتعاشاً وانتشاراً ملحوظاً استطاعت المرأة “كمذيعه ومراسلة” من خلاله أن تحجز وتنقض على غالبية مقاعد التقديم البرامجي المتنوع والتغطية الميدانية للأحداث على الساحة المحلية وتحديداً لمصلحة تلك القنوات.الأمر الذي ساعد على تحقيق قفزة نوعية فضائياً وإذاعياً بجهود الكادر النسوي والإبداعي، وظهرت فيه العديد من المذيعات المبدعات والإعلاميات وكانت قناة السعيدة الفضائية “أول قناة يمنية خاصة” من ساعدت على بروز وظهور تلك الكوكبة ومن أبرزها المذيعة المبدعة أشواق محمد اليريمي “نجمه قناة اليمن اليوم” صاحبة الأداء المتميز والهادئ، حيث كان لنا معها حوار صحفي كشفت من خلاله ل “إبداع” تفاصيل لأول مرة تتحدث عنها حول مشوارها الإعلامي وانطلاقتها مع قناة السعيدة وأسباب تركها للسعيدة وانتقالها إلى قناة اليمن اليوم وكيف تعاملت أسرتها مع إطلالتها على التلفزيون مكشوفة الوجه وغيرها من القضايا والخفايا.. فإلى التفاصيل.. .. في البداية.. من هي أشواق اليريمي؟ - أشواق محمد علي اليريمي “إعلامية” خرّيجة قسم العلوم المالية والمصرفية من جامعة تعز ولدت وترعرت في مدينة تعز. .. كيف كانت بدايتك مع الإعلام؟ وانطلاقتك كمذيعه في التلفزيون؟ - كانت بدايتي مع الإعلام مليئة بالعراقيل والصعوبات حيث عملت في أول المشوار “مذيعة إذاعية” في إذاعة تعز ومن ثم مذيعة تلفزيونية في قناة السعيدة، وحالياً في قناة اليمن اليوم مقدمة ومعدة البرنامج الصباحي “موكا كافيه” وفي هذه الفترة انتقلت الى العمل بحقل الأخبار السياسية كمقدمة. أما انطلاقتي مع التلفزيون اليمني فكانت صعبة في بدايتها بحكم العادات والتقاليد اليمنية التي لاتتقبل بسهولة ظهور المرأة على شاشة التلفزيون لكن أؤمن دائماً بأن البدايات الصعبة تولّد النهايات السهلة والناجحة. .. قناة السعيدة.. هي القناة التي ظهرت على شاشتها أشواق اليريمي لأول مرة ووصفت بالحضور المميز الذي عرف من خلالها المشاهد أشواق.. من له الفضل عليك بذلك الظهور وما سر غيابك عن شاشة السعيدة والتحول الى قناه “اليمن اليوم”؟ - الفضل قبل كل شيء لله عزّ وجل وحده وقناة السعيدة هي من فتحت لي باب الشهرة من خلال تقديمي وإعدادي لبرنامج “الدار” ولكن لم استمر معها لبعض الأسباب التي دفعتني الى لانضمام لقناة ليمن اليوم التي وجدت فيها أموراً مختلفة عما هو موجود في قناة السعيدة، وتلك الأمور جعلت قناة “اليمن اليوم” مميزة وموفقة حسب وجهة نظري، ومن خلال عملي فيها فهي تتميز بالكادر الإداري الناجح والمبدع المتميز الذي يحترم المذيع ويقدر جهوده ويمنحه حقه ومكانته ويشيد بما تقدمه وتبذله ويكون منصفاً لك، وعندما تجد هؤلاء الناس القادرين على احترام الشخص العامل معهم فإنه بلا شك تشعر برغبة كبيرة في العمل معهم والاستمرار وبذل المزيد من الجهود وتحقيق الكثير من النجاحات. .. أين تجد أشواق نفسها “مبدعة” كمذيعة إعلامية، تقديم نشرة أخبار “سياسية رياضية أم اقتصاد” أو برامج أخرى؟ - أجد نفسي مذيعة في كل مكان وأؤمن بأن المذيع الحقيقي يجد نفسه في كل البرامج مع اختلاف طبيعتها. .. ظهورك مكشوفة الوجه في القنوات الفضائية في مجتمع يمني محافظ ألم يسبب لك أي إحراج؟ وما موقف أسرتك من وضعك كمذيعة تلفزيونية؟ - تطلق ابتسامة سريعة وتقول: لا يمكن لي أن اخفي عليكم أو أتهرب من حقيقة ومضمون الإجابة الواقعية فإن ظهوري مكشوفة الوجه على شاشة فضائية يمنية سبب لي العديد من المشاكل المجتمعية والأسرية التي واجهتها ولا أزال أواجهها للتو، ولكن لا يهمني ذلك ولن يوقفني عاجزة أمام مشواري الطويل والكبير كإعلامية مثابرة ما دمت مقتنعة برسالتي التي أقدمها على أية شاشة فضائية كانت وأينما كانت.. وبالنسبة لأقاربي وموقفهم فقد جرّموني كثيراً، لكن لايهمني أي شخص منهم ما دام وان المحيط الأسري القريب مني والمتعايشة معهم وفي مقدمتهم أمي الحبيبة أطال الله في عمرها وحفظها لنا وكذا إخواني الأعزاء لأنهم والحمد لله مقتنعون بذلك وبظهوري على الشاشة التلفزيونية والفضائية لثقتهم الكبيرة بنجاحي وإخلاصي لأسرتي الحبيبة ولمهنتي ورسالتي الشريفة والعظيمة بل والوطنية. أما وضعي كمذيعة تلفزيونيه عادي جداً لأني أراها كأية مهنة يعمل بها الأشخاص رغم اختلافها. .. مع الحديث عن المرأة اليمنية كيف تجدين وضعها في الوطن؟ وما العوائق التي تجعلها مسلوبة الحقوق والمكانة إن كان هذا حاصلاً؟ - وضع المرأة اليمنية يبشّر بالخير وفي حال أفضل وإنصاف كبير لها وتمكينها من حقوقها الكثيرة ومشاركتها في مختلف الأصعدة والمجالات والحياة العامة سياسياً، ثقافياً، إعلامياً واجتماعياً ومن منظور شخصي أدق فإنني أرى أن مستواها ووضعها العام في الحياة في اليمن مُتحسن ومتقدم ومتطور مقارنةً بوضعها في بقية الدول العربية، وذلك بحكم البيئة المحلية والمجتمع اليمني الذي يطلق عليه بالمحافظ الخاضع للعديد من العادات والتقاليد والأعراف على مدى الزمن، فتجدها في اليمن تقود السيارة بينما في مجتمعات عربية صار لها حلم وأمرمرفوض وقد يكون مجرّماً. فالمرأة اليمنية استطاعت كسر ذلك الحاجز والعائق الذي ظل مخيماً عليها ومفروضاً في حياتها وبالذات الريفية، فاليوم نجد أنها تتقلد أرفع المناصب والأعمال والمواقع، فهي الوزيرة والمستشارة والقاضية والبرلمانية، ومن كان يتوقع أن تظهر المرأة اليمنية كإعلامية ومذيعة وتصول وتجول في الساحة المحلية بشتى المجالات؟ كما أن للمرأة حضور كصاحبة قرار ورأي ومشاركة قوية في تحقيق مستقبل اليمن الجديد وشكل الدولة القادمة في الوطن ونظام الحكم فيها من خلال تواجدها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نتمنى له النجاح بإذن الله تعالى. أما بالنسبة للعوائق التي تجعلها مسلوبة الحقوق ًوالمكانة فهي تكمن في تقييد المجتمع ونظرته الخاطئة تجاه المرأة، بالإضافة الى عادات وتقاليد قديمة وأسلوب تفكير الآخرين تجاهها. ..بمن تأثرتِ وهل من شخصية معروفة أثرت عليك وتتمنين الوصول إلى مستواها؟ لا توجد أية شخصية تأثرت بها ولم أتأثر بأحد ولكنني صنعت شخصيتي بنفسي وبذاتي ومستمرة في مسيرتي بإذن الله تعالى من خلال البذل والعطاء والاجتهاد وتقديم مستوى أفضل ، فطبيعي أن يسعى الإنسان الى تطوير قدراته وتنميتها وتقديم الكثير والكثير من العطاء كي يحقق ما يطمح إليه ويسعى للوصول إليه والإعلام رسالة قبل ان يكون مهنة وطموحاً. ..ما الذي حققته أشواق اليريمي حتى اليوم؟ وما مدى رضاك عن ذلك؟ - حقيقةً لا أستطيع أن أسرد لك ما حققته في مسيرتي الإعلامية والتي لاتزال في تواصل واستمرار وبخطى ثابتة وبتوفيق من الله تعالى ولكنني على كل حال راضية عن نفسي كل الرضى لما قدمته ونجحت في تحقيقه، حيث وباختصار شديد حققت مكانة جيدة مجتمعياً والحمد لله فإن حياتي ومشواري في مجال عملي يسيران على خير. ..شيء لم تستطيعي تحقيقه؟ - لايوجد شيء معين في نفسي لم أستطع تحقيقه.. ولكنني سأفكر في ذلك بلا شك وأملأ السطور وسأجد شيئاً أحققه وأعمل على تحقيقه والوصول إليه بمشيئة الله عزوجل. ..ماهي طموحات وأمنيات أشواق اليريمي كإعلاميه؟ وكامرأة؟ - كإعلامية: طموحي كبير بأن أصل إلى مستوى إعلامي كبيرعلى مستوى الخارج بإذن الله. كامرأة: لا يختلف طموحي وحياتي كأية امرأة أخرى، العيش بسلام وحياة يملؤها الحب والوئام ويغطيها الأمن والأمان في وطن ثخنت جراحه وزادت مشاكله وثقلت أوجاعه، وأتمنى أن أستطيع فعل شيء من أجل هذا الوطن الغالي الذي يستحق أن نقدم من أجله دماءنا ونفديه بأرواحنا ونقدم الغالي والرخيص فداءً له ولأرضه الطيبة وترابه الطاهر، وأتمنى ليمن الإيمان والحكمة الخروج الكامل من كافة المحن والفتن والمشاكل والخلافات الدائرة بين أبنائه وأهله وناسه، وأن يجمعنا الله تعالى على كلمة واحدة ورأي واحد وهمٍّ واحد، وحب واحد ويدٍ واحدة، ويظل يمناً واحداً موحداً وأجده عما قريب في أمن ورخاء وتنمية واستقرار وفي أفضل حال. .. كلمة أخيره تحبين قولها في ختام هذا الحوار? - هي كلمه شكر لك أخي فواز وللصحيفة ولكل العاملين فيها.