كان معروفا عنه، أنه عالم زمانه في القطر الجزائري في علوم التفسير، العقيدة، الفقه، والتصوف، وغيرها من العلوم الدينية الأخرى و هو أحد أعلام القرن التاسع الهجري ذلك أن الإنتاج الفكري للثعالبي انتشر في مختلف مكتبات العالم العربي والغربي. عكف عبد الرحمن على التدريس والتأليف، وكانت معظم مصنفاته في علوم الشريعة، وقد ترك في هذا الحقل ما يزيد على تسعين مؤلفا في التفسير والحديث والفقه واللغة والتاريخ والتراجم وغيرها ولد عبدالرحمن الثعالبي سنة 786ه /1384م بوادي يسر بمدينة ( يسر) الواقعة حاليا بولاية بومرداس شمال شرقي العاصمة الجزائرية، نشأ عبدالرحمن الثعالبي في بيئة علم ودين وصلاح، استهل تعلمه على يدي علماء منطقته. ثم انتقل وتكون في الجزائر ثم قصد المغرب الأٌقصى بصحبة والده محمد بن مخلوف فتعلم أصول الدين و الفقه فأخذ عن العجيسي التلمساني المعروف بالحفيد وزار مدينة بجاية فمكث بها سنة ثم عاد إلى مسقط رأسه بعد وفاة والده ثم رجع لمدينة(بجاية) فنزل بها سنة 802ه/1399م مكث فيها حوالي السبع سنوات، و تعلم على أبي الحسن علي بن عثمان المانجلاتي، وأبي الربيع سلمان بن الحسن، وأبي العباس أحمد النقاوسي، وأبو القاسم المشدالي، وأبي زيد الوغليسي، وغيرهم. ثم انتقل إلى تونس سنة 809ه/1406م فتعلم على الأبي، والبرزلي تلميذ ابن عرفة. ثم ارتحل إلى مصر سنة 819ه /1414م، فلقي بها البلالي، وأبا عبد الله البساطي، وولي الدين العراقي وغيرهم، ثم ارتحل إلى تركيا، ومنها قصد الحجاز فأدى فريضة الحج، واختلف إلى مجالس العلم هناك، ثم قفل راجعا إلى مصر واصل دراسته فيها ، ومنها إلى تونس، فوافى بها ابن مرزوق الحفيد التلمساني، فلازمه وأخذ عنه الكثير. ثم عاد بعد هذه الرحلة الطويلة في طلب العلم والمعرفة إلى الجزائر، فاهتم بالتأليف و صار يلقي دروسه بأكبر مساجدالجزائر آنذاك ، تخرج على يديه كثير من العلماء، من بينهم: 1 - محمد بن يوسف السنوسي 2 - أحمد زروق 3 - محمد المغيلي التلمساني 4 - أحمد بن عبد الله الزواوي 5 - محمد بن مرزوق الكفيف، وغيرهم. تولى القضاء زمنا قصيرا، ثم تركه لينقطع إلى الزهد والعبادة، كما قام بالخطابة على منبر الجامع الأعظم بالجزائر العاصمة. صفحة تاريخ الأمم