ثلاثة أيام عاشتها مدينة التربة تتذوق عبق شعر وألحان الفضول .. ثلاثة أيام انقضت وسكان مديرية الشمايتين يستحضرون سيرة المناضل والشاعر والصحفي والأديب عبدالله عبدالوهاب نعمان «الفضول» شاعر الأرض والإنسان من خلال مهرجان الفضول الثقافي السياحي الأول الذي نظمه المكتب التنفيذي لعاصمة الثقافة اليمنيةتعز والسلطة المحلية بالمحافظة والمجلس المحلي بمديرية الشمايتين. المهرجان الذي حضرته جموع شعبية غفيرة وبمشاركة وزير المياه والبيئة ومستشار رئيس الجمهورية ومحافظ وأمين المجلس المحلي بلحج وأعضاء مجلس النواب أعلن خلاله محافظ محافظة تعز شوقي أحمد هائل أن اطلاق مهرجان الفضول يعد تدشيناً فعلياً لتعز عاصمة للثقافة اليمنية ، مشيداً بتفاعل أبناء المنطقة مع هذه التظاهرة الثقافية التي شهدتها مدينة التربة لأول مرة، تكريماً ووفاء للشاعر الفضول وتقديراً لعطاءاته الإبداعية وأدواره النضالية وتكريس كل حياته من أجل اليمن .. وأضاف المحافظ شوقي: إن المهرجان يأتي تكريماً وتخليداً للدور الثقافي والفني والنضالي والوطني للشاعر المرحوم الأستاذ عبدالله عبد الوهاب نعمان،منوهاً ان إقامة فعاليات المهرجان التي تزامنت مع احتفالات بلادنا بأعياد الثورة جعلت منها مناسبة وطنية كبيرة تحمل في طياتها أبعاداً ودلالات ثقافية وتاريخية وتنموية واقتصادية واجتماعية وكحدث جماهيري وتنموي متنوع. وأضاف المحافظ : إن المهرجان يعد تأكيداً وتكريماً للفاعلية والأهمية الثقافية والحضارية والمدنية والاجتماعية لمنطقة الشمايتين ولأبنائها الذين عرفهم الوطن اليمني الكبير وحفظت بصماتهم الكثير من مجتمعات المهجر كقامات فكر ورجال علم وأدب ورواد ثقافة وفن . من جانبهم أشارت أسرة الفقيد إلى أن المهرجان هو رد اعتبار للحجرية حاضنة الثورات،وقالوا: يكفينا فخرا ًأن أسرة النعمان أنجبت هذا الطود وغيره من أعلام اليمن والذين يقف في مقدمتهم أستاذ الأحرار أحمد النعمان والذين أسسوا مداميك النضال الوطني. مشيرين الى ان الفضول عنوان بارز ولحن مسموع تشدو به العقول والقلوب يمنيا وعربيا تشدو به الأجيال واصبح تاريخاً لجميع اليمنيين. موضحين ان الفضول يعد ركناً للأدب والسياسة والصوت الثائر المعبر عنه بقوله « وحدتي وحدتي ».. و هو السياسي الحصيف والشاعر المفعم بدفء العاطفة. فنان الوطن والإنسان أيوب طارش أشار الى أن الصدفة العابرة هي من جمعته بالشاعر المرحوم الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان “الفضول” حيث سطرها القدر بفترة ولقاء غير محدد مسبقاً ، وأشار أيوب إلى أنهما سلكا رحلة طويلة يسطرا القيم والاخلاق وكانا ثنائياً لا يستغنيان عن بعضهما. وأقيم خلال المهرجان ثلاث حفلات غنائية شدا خلالها فنان الوطن الفنان أيوب طارش عبسي بمصاحبة الفرقة المؤسيقية أجمل أغاني الزمن الجميل وبعضاً مما كتب الشاعر الفضول منها «يا أنتي »والتي تظهر معاناة الشاعر العاطفية ، كما شدا أيوب بأغنية «جنحت واجناحي» و« من يوم عشقنا قامت القيامة» بالاضافة الى الأغاني الوطنية “ تعز”والتي كتب كلماتها أربعة شعراء وتعد أحدث أغاني أيوب ، كما غنى «ارفعوا في الارض هامة.. مطر مطر.. جوال » فيما الفنان عبدالباسط عبسي أمتع الحضور بأغانيه «حسنك لعب بالعقول »و«خلف الوعود» و«بردان» واختتمها بأغنية «احبك قلتها من قلب عاشق .. سيل شوق سال ، واشتي اسافر بلادي»، الفنان عبدالرحمن الحداد صوت ملأ سماء الوطن نغماً وارتبط بعشقه، سامر العشاق ومسح دموعهم.. أغانيه مازالت وستبقى تشبّ الحنين إلى الوطن وتهيج الأشجان، قدم أغنية « سلام الله على ذبحان» وقدم ايضاً «ياعين لا تذرفي الدمعة» واختتمها ب« انت فينك » أما الفنان الصاعد رشدي ماريو فقدم أغنية «ساكت ولا كلمة ويلك ياظالم ، محبوب قلبي سالني ». كما تم اقامة ندوات فكرية عن الشاعر الفضول ،الاولى أدارها مشرف المهرجان زيد النهاري، مدير مكتب محافظ تعز وحضرتها قرينة الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان، حيث أشار الدكتور رضوان الأسودي إلى ان الفضول تغنى بتفاصيل حياة الإنسان اليمني حيث كتب أروع أغاني الحب والحنين. وأشار الأسودي في الندوة الفكرية الأولى عن الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الفضول الثقافي والسياحي الأول بمدينة التربة الى أن الحب طاقة خلاقة جعلت الشاعر «الفضول» يحلق في فضاءات خياله ليرسم لمحبوبته صورة ابداعية نادرة ،منبعثة عن صدق فني نادر ،مضيفاً أن الصورة تتلون بلون العاطفة وتنقل صورة من الطبيعة . وتناولت الدراسة صورة اخرى رسمها الشاعر لذاته، فهي متنزهه من الطبيعة التي شغفت الشعراء فتأملوها تأملاً فريداً بوجدانية وروحانية عالية القمية، وكأنهم وجدوا في الطبيعة مرآة لأحاسيسهم ومشاعرهم فتناغموا معاً. المحاضرة الثانية قدمها الأديب نبيل الحكيمي، حيث قدم قراءة من شعر الفضول وانتقد الحكيمي عدم ادراج أشعار وسيرة الفضول في الموسوعة الشعرية لشعر اليمن مشيرا إلى انه سيتم ادراجه في موسوعة . وقرأ الحكيمي نصوصاً متنوعة ، العاطفية والوطنية منها، «الخوازيق و ركاب المجانين ، و من اجل عينيك ،وحسنك سلاب العقول ومهلنيش ودق القاع دقة» . أما الندوة الأخرى التي أدارها الشاعر نبيل الحكيمي بعنوان «الفضول مفكرا وشاعراً وسياسياً وصحفياً »تحدث فيها كل من الدكتور عبد العزيز علوان والدكتورة احلام البريهي والباحثة سمية الفقيه وعبدالجليل الرعدي حول مختلف نتاجات الفضول الفكرية والسياسية والفنية والصحفية من خلال صحيفة «الفضول» التي صدر أول عدد منها في 15 ديسمبر 1948 م اضافة إلى دور مدينة عدن في نشر إبداعات الفضول.