لازلت عند قناعتي التامة أن القات سيظل هو سبب تخلفنا في هذا البلد لقرون مالم نتخلص منه وننساه ونخرجه من قاموس حياتنا ، وقناعتي تنطلق من مسلمة واضحة أن شجرة القات وعبر مئات السنين لم تغدق الخير على الأسرة اليمنية بقدر ماتركت العناء والشقاء لأرباب الأسر وللمواطن اليمني وعاش في وهم وتخيلات لحظية تنتهي بانتهاء «البحشامة». مظاهر التخلف التي نتحدث عنها كثيرة وواضحة للعيان بدءاً من السلوكيات والممارسات الخاطئة التي تحدث قبل وبعد القات ، ومروراً بما يحدثه القات من تلوث بيئي واستنزاف مائي ، وتدمير لصحة الإنسان وإهدار لماله ووقته ، وعدم الإنتاجية التي يدّعي متعاطي القات أنه ينتج أكثر كلما تعاطاه ، وتناسى أن يسأل نفسه لو كان القات سبباً رئيسياً في زيادة الإنتاج لكانت أرقى الدول تزاحمنا عليه وتلزم شعوبها بأكله وزراعته. التخلف ضرب في كل شيء حتى الرياضة بكل ألعابها صرنا بسبب القات متخلفين ومتأخرين عن الآخرين وصارت نتائج فرقنا «خزي وعار» نستحي من ذكرها ومقارنتها مع أفقر وأتعس دولة جارة لنا ، الرياضيون اليوم في اليمن يعانون من مشكلة تعلقهم بشجرة القات أكثر من تعلقهم بحب الوطن وأكثر من حبهم للرياضة وتعطشهم لها. - فلاعبونا اليوم أول ماينهون تدريباتهم مع فرقهم يتجهون بسرعة إلى أسواق القات قبل بحثهم عن الغذاء الذي يعوضهم مافقدوه في التمارين من سعرات حرارية ، ويكون عطاؤه في الملاعب في النهاية سيئاً ولا يسر أحداً. والمصيبة أن كثيراً من القائمين على الشأن الرياضي في البلد يقدمون النموذج السيئ للاعبين فماذا يعني أن يصطحب إداري لاعباً إلى سوق القات ويذهبا للتخزين معاً ؟! وماذا يعني عندما يكون مدرب فريق هو من يقدم القات للاعبيه ؟ وماذا ...؟ نماذج أقل وصف لها أنها نماذج غير صالحة لأن تكون محط ثقة على مصلحة اللاعبين أو الأندية ولايمكن أن تطلب من الرياضي أن يتوقف عن القات ويمتنع من تعاطيه. قبل فترة كانت قرارات صدرت بمنع تعاطي القات في الملاعب وهي خطوة كنا نلمسها في بعض المباريات ولكن السواد الأعظم يحضرون الملاعب والفعاليات الرياضية وهم في قمة «البحشامة» والقات مرافق لهم مما يستدعي قوة في تطبيق قرار المنع. ونحن على أعتاب بداية موسم كروي جديد وعودة دوران الكرة في الملاعب اليمنية نتمنى أن يرفع الجميع وزارة شباب واتحادات رياضية شعار عملي يطبق على أرض الواقع عنوانه «موسم رياضي بلاقات» أو «رياضة بلاقات» وأن يشارك الجميع في تفعيله وتطبيقه ، فالرياضة وسيلة ترفيه ومن يدّعي أنه لا توجد بدائل عن تعاطي القات نقول له: الملاعب وسيلة للحد من القات وتعاطيه. كما نتمنى أن يتم فرض غرامات وخصومات على اللاعبين المحترفين الذين يتعاطون القات وأن تكون العقوبات صارمة بحق من يتعاطى القات من اللاعبين والإداريين في الأندية. شعار «رياضة بلاقات» سيكون له قيمته أمام الآخرين الذين ينظرون إلينا على أننا شعب متخلف بسبب القات والتعامل مع الشعار من منطلق الحرص على سمعة وطن قبل سمعة أفراد سيعزز من القناعات عند الرياضيين للتخلص من القات. أتمنى من الجهات العاملة في مجال التوعية بأضرار ومشاكل القات وخاصة «منظمة أجيال بلاقات» أن تطرق أبواب الأندية بقوة وأن تنزل للشباب والشارع والملاعب وتعمل على نشر الوعي وتقديم ماتقدر من جهود لإقناع الجميع أن القات ضرر ومشاكل وأوهام يعيشها الجميع. «أجيال بلاقات» بدأت منذ فترة تقديم برامجها التوعوية من خلال الرياضة والأندية واليوم مطالبة أكثر أن تكون متواجدة بقوة في كل مكان وملعب فالمسؤولية مشتركة بين الجميع والتعاون معها واجب وطني،لأنها تسعى لانتشال الجميع من واقع متخلف سببه القات إلى واقع أكثر رقي وتحضر يقدمه شباب ورياضيون ومثقفون ووجهاء وقادة لايزالون يرون أن القات سبب كل مصيبة تحل بالوطن والمواطن وأنه وراء كل مظاهر الفوضى والفساد التي يعيشها المجتمع والوطن.. عمق الهامش : - ليكن شعارنا القادم «رياضة بلاقات» وليطبقه كل واحد منا في واقعه ..ولنسخر قيمة القات في أعمال إنسانية ، وهناك في المجتمع فئات تحتاج إلى من يمد إليها يد الخير والمساعدة ، ولنضع قيمة القات في أماكن أخرى كتعاون لمرضى السرطان أو العجزة أو الأرامل والأيتام وأبواب الخير كثيرة حتى ممكن تكون لتغذية الرياضيين أنفسهم في الأندية. [email protected]