عبد السلام محمد مؤشرات المشهد الأمني متجهة إلى تفجير الأوضاع في البلاد وإظهارها على أنها صراعات طائفية ومناطقية وقبلية. هناك استهداف لشباب الثورة لإثارة حالة سخط على الرئيس هادي وحكومته. هناك استهداف لقيادات في أحزاب المشترك لخلط الأوراق. هناك استهداف لقادة جنوبيين في الحراك وفي الدولة وإظهارها على أنها تصفيات مناطقية. هناك تسريبات على أن القاعدة ستستهدف قيادات اعلامية مؤتمرية. هناك استهداف لهاشميين بشكل حقيقي، وهناك دفع للحوثيين بالاستمرار في ضرب السلفيين في دماج، وتحريض لقبائل بإعلان الحرب على الحوثي. راجعوا حسابات من يدعون للحرب أو يهددون بها أو يسربون أخبار التهديدات واستعراض القوة.... راجعوا حسابات من ينفخ في الرماد لإضرام النار الآن، وهم موجودون على الفيسبوك وتابعوا علاقاتهم بشخصيات وقيادات وجهات تدعم الفوضى في اليمن، وستصلون إلى الجناة الحقيقيين في حوادث الاغتيالات والاختطافات وتدمير بنى ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية. للأسف فإن تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي والحراك الجنوبي المسلح سيعطون لكل تحركات الفوضى غطاءً مستمراً ، فهم أيضا مستفيدون من انهيار الدولة للتوسع العسكري على الأرض، لكن كل تلك الأحلام ستكون سرابا ربما إذا توصلت الدولة لرأس الأفعى وقطعتها. وربما تكن فرصة مناسبة لانهاء جماعات العنف الطائفية والمناطقية، أما الخيار الثالث فهي الحرب الأهلية وانزلاق اليمن لفوضى وهو ما لا يرغب به اليمنيون الذين خرجوا في ثورة سلمية في 2011م . ولا يرغب بانهيار اليمن أيضا الجوار الاقليمي ، الذي وان لعب البعض منهم مؤقتا لكسب مصالح، فان خيار استقرار الحزام الأمني لهم اليمن هو خيار استراتيجي وعبروا عن ذلك في مبادرة الانتقال السياسي السلمي للسلطة المعروفة بالمبادرة الخليجية. كما لا يقبل المجتمع الدولي بانهيار اليمن وقرارات مجلس الأمن الأخيرة شاهدة. إذن فإن تيارات العنف التي تتحرك على الأرض الآن لن تسيطر وانما ستسلم البلاد لوصاية دولية طويلة الأمد في حال فشل نظام الرئيس هادي بالسيطرة الأمنية الكاملة على الأوضاع. ليس امام اليمنيين حاليا إلا دعم الرئيس هادي، وليس أمام الرئيس هادي إلا الاحساس بآلام اليمنيين ومعالجتها بقوة الدولة وصلاحياته في المبادرة الخليجية، ودعم الثورة الشبابية، ومساندة الخارج له، وإلا سنندم جميعا