كلمة الحوثي حول استحقاقهم الحكم باعتبارهم من قريش الخ ترددت كثيراً في التعليق عليها لكونها من آخر المسائل الخلافية التي يمكن ان نختلف معهم فيها فالقوم نختلف معهم أصولاً وفروعاً علم ذلك من علم وجهله من جهل وإن كان أغلب الجهلة بخلافنا معهم كثير من المثقفين وبعضهم من حملة شهادات عليا وبعض العلماء وأغلب العوام. ومع ذلك سأفترض انه لا خلاف عقدي مع الشيعة الإمامية أو الجارودية على أحسن الأحوال إلا في مسألة استحقاق أئمتهم حكم الأمة لأدلة وردت في كتب السنة وسنبدأ النقاش معهم كما يلي: 1 حديث الأئمة من قريش رواه احمد والنسائي والطبراني وغيرهم ومعناه في الصحيحين وهو صحيح بل متواتر كما قال الحافظ ابن حجر : فيما نقله الشيخ علي القاري في “ شرح النخبة “ وأخذ به جمهور أهل السنة بل نقل كثير منهم الإجماع عليه ولكن ذهب جمع من أهل السنة إلى انه ليس على ظاهره في استحقاق القرشي للخلافة وانه على جهة الأخبار عنهم لا عن طريق الحكم فيهم فاذا صلح الناس وبروا وليهم الأخيار وان فجروا وليهم الأشرار كما يقول ابن الأثير في النهاية ومنهم من قال ما ملخصه ان هذا كان أيام قريش لمكانتها في العرب ونحوها من التأويلات التي تصرف الحديث عن ظاهره وبصرف النظر عن دقتها إلا ان ما صح عن عمر يثبت معنها في صرف ظاهر الحديث فقد ثبت عن عمر انه قال ان ادركه أجله ومعاذ بن جبل حي انه سيستخلفه رواه احمد وصححه الحافظ في الفتح ومعلوم ان معاذا أنصاري لا صلة له بنسب قريش فلا شك ان عمر رضي الله عنه لم يخالف الحديث إلا لعلمه ان المسألة اجتهادية لا قطعية طبعا سيدنا عمر غير معتبر بل غير مسلم على الراجح عندكم ولكن الأمر يفرق عندنا فعمر صهر علي وزوج بنته من فاطمة وهو مرجع أهل السنة الذين تريدون ان تحكموهم بحديث لعمر فيه راي آخر. 2 هل تعلمون ان حديث الأئمة من قريش مقيد بشروط يستحيل عليكم التزامها خاصة مع أهل السنه بشهادة التاريخ القديم والمعاصر وحتى غير المسلمين وبعض عقلائكم وجميع أهل دماج وكثير من أهل المحويت والجوف وعمران وصعده وسوريا العراق وغيرها وغيرها ومن هذه الشروط. *حديث ( الأمراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث ما رحموا إذا استرحموا و أقسطوا إذا قسموا و عدلوا إذا حكموا )رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي فهل سترحموا أهل السنة بل الشيعة المخالفة لكم وهل ستعدلون معهم ان حكمتم كما فعلتم في الأحواز والعراق وغيرها من الدول الخاضعة لكم. *حديث (الأئمة من قريش ان لهم عليكم حقا ولكم عليهم حقا مثل ذلك ما ان استرحموا فرحموا وان عاهدوا وفوا وان حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) رواه احمد والنسائي بسند صحيح فهل ستعرفون حقا أهل السنة وتوفوا عهدهم كما وفى ابن العلقمي للخليفة العباسي أم هي اللعنة. 3 لا شك ان رضى الأمة معتبر في اختيار حكامها لعموم الأدلة الدالة على ذلك ومقاصد الشريعة والمعقول وقد كان الخلفاء الراشدون يغيرون بعض الولاة إن رفضهم الرعية مهما كان صلاح الولاة كما فعل عمر مع سعد لما شكاه بعض أو قلة من أهل الكوفة وكما فعل عثمان معهم أيضاً لما رفضوا احد عماله والقصتان ثابتتان في السنة فلا يعقل ان تقفزوا فوق كل هذا لتحكموا الأمة رغماً عنها لاسيما وأنتم لا تعترفون بكل السنة الصحيحة المخالفة لكم فكيف تلزمون الأمة بحديث حملتموه عليكم. 4 هل تقبلون قرشياً علوياً هاشمياً سنياً يحكمكم طبعاً لا ولن تنفعه أدلتكم في حكمكم نحن سنقبله إعمالاً للحديث واتباعاً لجمهور الأمة أو إجماعها ان رضيت الناس وكان أهلا للحكم وهل تعلمون إننا لو أجرينا تعداداً سكانياً لأهل البيت سنجد غالبيتهم العظمى من أهل السنة وأقلية جداً من الشيعة فأهل السنة مليار ونصف والشيعة في العالم 200 كما قال الخميني نفسه في كتابه الحكومة الإسلامية. 5 أخيراً من كفر الصحابة وقذف عائشة رضي الله عنها وغيرها من قوادح الاعتقاد في مذهب الإمامية ليس أهلاً إلا للاستتابة لا الاستخلاف ونعلم أنكم تنكرون كل ذلك ونعلم انه في كتبكم ثابت على الأقل كفر الشيخين وعائشة ونسأل الله ان يمن علينا وعليكم بهداية تجمعنا على حب ال النبي صلى الله عليه وسلم وحب صحبه كما عاش الال والصحب ونسأل الله ان يهديكم لحقن دماء مخالفيكم من أهل السنة كما حقن أهل السنة دمكم عبر التاريخ عندما حكموكم إلا ما ندر و بسببكم غالباً. 6 بعض الأخوة من المثقفين هداهم الله كرد فعل على الحوثيين انكر أحاديث الأئمة من قريش وربما قل أدبه على ال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا منكر سببه الجهل والعصبية فحديث الأئمة من قريش الّف فيها العلماء ومنهم الحافظ ابن حجر الّف كتاب (لذة العيش بطرق الأئمة من قريش)قال انه ورد من نحو 40 صحابيا وسبب تأليفه إنكار بعض الفضلاء لكثرة طرق هذا الحديث فلا يجوز ان نواجه الغلط بغلط وعلينا ان نعلم ان العلماء قد أجابوا على كل ما يستشكله البعض من مسائل الشريعة .. هدى الله الجميع للإنصاف وتقوى الله وحشرنا مع النبي وآله الأطهار وصحبه الأبرار.