الفن هو النافذة التي تطل على الجانب السامي من النفس البشرية لم يكن الفن في يوم من الأيام مظهراً من مظاهر الحياة العقلية بل كان ولا يزال مظهراً من مظاهر الحياة الشعورية النفسية وخلقاً ذاتياً ينبض بالحياة ويكشف عن إحساس الفرد ويجمع بين الدقة في التفكير والجمال في التعبير. ولعل “ فرويد كان أغرب الباحثين في هذا المجال إذ حدد الفن بمظهر من مظاهر إشباع الرغبات المكبوتة في الشعور. ونهضة الفن في بلادنا على الرغم من حداثة عهدها ترعرعت ونمت بسرعة فائقة في نطاق واسع وقطعت شوطاً بعيداً. وهي لا تزال كما بدأت تسير في طريقها نحو التقدم مؤدية ما نرجوه لها من قدم ثابتة وتطور شامل، ولا يحتاج الفن إلى شرح أو تفسير فهو في مفهومه يعطي صورة حية عن حياة الشعوب ويعبر عن تقاليدها وعقائدها وعاداتها. وهو المرآة الصادقة التي تتجلى فيها نهضة الأمم وحضارتها وتقدمها ولكل إنسان في هذه الحياة استعداد طبيعي لممارسة الفن فالطفل منذ حداثته يبدي ميلاً ملموساً لالتقاط كل ما يشاهده أو يصادفه من مواد يحركه بأصابعه ويقلبها بين يديه ويتعرف إلى صفاتها تارة يتأمل في أشكالها وطوراً يشكل منها يتراءى له من تعبيرات فطرية بحتة هي نتيجة لما يجول في نفسه من تصورات وخواطر قد نعجز نحن عن تفسيراها أو ندركها.