أكدت صحيفة الشعب اليومية كبرى الصحف الرسمية في الصين على الأهمية التي تكتسبها زيارة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية للعاصمة بكين في الوقت الراهن بناء على دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. وشددت الصحيفة التي تعد لسان حال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم في الصين في تعليق لها نشرته أمس تحت عنوان «العلاقات الصينيةاليمنية ثابتة ولن تتغير».. أن هذه الزيارة ستحدث نقلة نوعية في العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين وستسهم في تنمية وتوسيع التعاون بينهما في مختلف المجالات. وقالت: «إن تزامن دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ، الرئيس اليمني عبد ربه منصور لزيارة الصين مع وصول الانتقال السياسي في اليمن إلى مرحلة هامة ومعقدة يثبت تماماً دعم الصين لعملية السلام في اليمن، فضلاً عن رغبتها في تنمية الصداقة التقليدية بين البلدين». وأضافت: «إن الصينواليمن لديهما فرصة كبيرة للتعاون في بناء البنية التحتية والتجارة والتعليم والصحة والمجالات الأخرى»، مؤكدة في ذات الوقت أن التعاون المثمر بين الصينواليمن سيستمر ويتعزز في ضوء هذه الزيارة. واستطردت الصحيفة الصينية التي تصدر بعدة لغات وتوزع في مختلف أنحاء العالم قائلة: «إن الصين تولي اهتماماً بالغاً للتغيرات السياسية التي حدثت في اليمن عام 2011، وتأمل أن يواصل الجانب اليمني عملية الانتقال السياسي الشامل بخطوات ثابتة». وتابعت: «إن الصين تحترم طريق التنمية الذي يختاره الشعب اليمني بنفسه، وحل الأطراف المعنية اليمنية خلافاتها عن طريق الحوار والتشاور، وغيرها من الطرق السلمية». وأثنت الصحيفة الصينية في ذات الوقت على الجهود التي قام بها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي خلال العامين الماضيين، في سبيل ترجمة خطوات التسوية السياسية على أرض الواقع من خلال تشكيل حكومة مصالحة وطنية وتوحيد جميع القوى، من أجل استعادة النظام الاجتماعي الطبيعي وإنعاش الاقتصاد الوطني وتحسين حياة الناس، وإعادة البناء السياسي والاقتصادي في اليمن بشكل منظم ومطرد. وذكرت بأن العلاقات التاريخية التي تربط اليمنوالصين قائمة على أسس متينة منذ الحضارات الأولى وبدء العلاقات التجارية بين البلدين الصديقين، والتي تمتد جذورها إلى ما كان يعرف بطريق الحرير في القرن السادس حيث بدأ انتشار الإسلام في الصين، موضحة في هذا الإطار أن العلاقات الدبلوماسية بين الصينواليمن تأسست في عام 1956م، وكان اليمن من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين. وأردفت قائلة: «وخلال نصف القرن شهدت العلاقات بين الدولتين تعاوناً وتطوراً سريعاً، وتوثق التواصل الودي في كافة المستويات والمجالات، وتعززت الثقة السياسية المتبادلة باستمرار، ويتبادل الجانبان دائماً الفهم والدعم في القضايا التي تتعلق بالمصالح الحيوية والهموم الرئيسية لدى الجانب الآخر، ويتعمق التنسيق والتعاون بين البلدين في الشؤون الدولية والإقليمية».. وبينت أن الصين قدمت منذ ستينيات القرن الماضي العديد من المساعدات، بما فيها طريق صنعاء - الحديدة، ومصانع الغزل والنسيج، والمدرسة الفنية، وغيرها من المشاريع للتغلب على الصعوبات التي كانت تواجه اليمن في إعادة الإعمار.. إلى جانب قيام الصين بإرسال فرق طبية كالبعثات الطبية إلى اليمن، وانتشرت البعثات الطبية في محافظات البلاد، وعمل أطباء صينيون على إنقاذ الجرحى ومعالجة المرضى في اليمن، ودربت فرق مدربين رياضيين صينية كثيراً من لاعبين رياضيين لليمن. وخلصت صحيفة الشعب اليومية في ختام تعليقها قائلة: «ولهذا لا غرابة أن نجد الشعب اليمني يؤكد مراراً بأن التغيرات السياسية في اليمن لن تؤثر على العلاقات اليمنيةالصينية، وأن الصداقة التي تجمع بين البلدين لن تتغير وسوف تبقى ثابتة إلى الأبد».