هو مشروع وطني ديني إنساني يستهدف شريحة (المختلين عقلياً ) المصابين بأمراض النفس والعقل, ويندرج المشروع ضمن مشاريع مستقبلية عديدة للمنظمة بأهدافها الخمسة المتضمنة : الرعاية والاهتمام وتقديم العون والمساعدة وتأهيل الأبناء ( القصر) لأفراد هذه الشريحة ونشر التوعية الصحية بين أوساط المجتمع , وكمرحله أولى يهدف المشروع إلي نقل جميع مرضى النفس والعقل ( المختلين عقلياً ) من شوارع المدينة عاصمة المحافظة تعز إلي مستشفى الإمراض النفسية والعصبية . . حول هذا المشروع الإنساني التقينا الأخ / محمود الباروت رئيس المنظمة , وخرجنا معه بالحصيلة التالية : النشأة والضرورة .. كيف تولدت فكرة إنشاء المنظمة وما أولوياتها الرئيسة ؟ لا شك بأن الضرورة حتمت إنشاء المنظمة والأسباب كثيرة منها أن عددا كبيرا من المختلين عقلياً , ومؤشر عددهم يتزايد من عام لآخر بانتشارهم على طرقات وأحياء مدينة تعز, ويفتقرون إلي الرعاية والاهتمام والعطف من قبل الأهل والمجتمع كما أن البعض منهم يحاول إفزاع المارة من الأطفال والنساء ومنهم من يمشي عارياً ويخدش حياء النساء , كما أن وجودهم يعكس النظرة الحضارية للبلد أمام الزوار الأجانب , وقد رصدت المنظمة نحو ( 20 ) من أولئك المرضى ورفعنا كشفا بأسمائهم ومواقعهم بل وأبدينا استعدادنا لإيصالهم إلى المصحة غير أن مديرها الدكتور طالب غشام رفض استيعابعهم لأسباب واهية , ونحن نعلم أن أسباب الرفض لأن لا أحد متكفل بدفع ألف ريال يوميا عنهم , وكأنهم في فندق لا في مصحة حكومية خصصت لها ميزانية لمواجهة ذلك . البداية متى بدأ الاهتمام بهذه الشريحة المهمشة (المختلين عقلياً)؟ لما ذكرنا من أسباب , بدأت منظمتنا منذ عام ألفين تقريباً من خلال تسليط الضوء على أفراد هذه الشريحة في العديد من الصحف الرسمية والأهلية , لا سيما ملحق الإنسان (صحيفة الجمهورية ) آملين بأن يحظون بأياد خيرة تأخذ بأيديهم , ولكن دون جدوى من ذلك ولقد بذلنا جهداً كبيراً حتى عملنا على تأسيس (منظمة آفاق الإنسانية ) لرعاية أمراض النفس والعقل من الجنسين كون هذه الشريحة من المجتمع أضحت تؤرق العديد من الأسر وبسبب الفقر الذي اتسعت رقعته وطالت الكثير منها ازداد عددهم فمنهم من يجوبون المدينة هنا وهناك ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء ومنهم من يقبعون في بيوتهم داخل غرف محكمة الإغلاق , دون رعاية أو اهتمام من ذويهم إلي أجل غير مسمى , لهذا أشركنا معنا عددا من الباحثين والباحثات في العمل كفريق واحد سواء كان العمل في البحث على مستوى الشارع أو المنزل , مبدئياً أجرينا مسحاً ميدانياً لشريحة المختلين عقلياً المتواجدين وسط المدنية وأطرافها من خلال فريق من الباحثات الإناث بمعدل 96 % من الباحثات في المنظمة حيث كان اختيارنا لهن باعتبارهن يتمتعن بكل ثقة ومصداقية وشفافية بأداء دورهن كونهن يتمتعن بالإنسانية والرحمة , ويسهل دخولهن إلي البيوت أثناء إجراء البحث عن المرضى النفسيين ولاسيما هناك العديد من النساء والفتيات يقبعن في البيوت داخل غرف مغلقة كون المرأة في مجتمعنا تعد وصمة عار على الأسرة لذا فهن لا يعرضن على طبيب نفسي أو يعرف المجاورون للأسرة بأن هناك مختلة عقلياً وحتى لا تندرج الأسرة ضمن القيل والقال .. ومن خلال المسح الميداني لمرضى الشوارع فقد بلغ عددهم (165) تقريباً (8) حالات نساء . أهداف المشروع وحول أهداف المشروع يقول الأخ محمود الباروت رئيس منظمة آفاق الانسانية: الأهداف عظيمة تتلخص في . 1 - تجسيد روح التعامل الديني والإنساني نحو أفراد هذه الشريحة كونهم إخوة لنا 2 حماية حقوقهم النفسية والبدنية والمعنوية , وإعادة تأهيلهم ومساعدتهم وتنمية قدراتهم في مختلف الميادين المهنية وتيسير اندماجهم إلى أقصى حد ممكن في الحياة العادية . 3 العمل على حمايتهم والدفاع عنهم وعن حقوقهم واستعادة مظالمهم . 4 السعي الدائم والمستمر إلى جانب الأبناء (القصر)لإفراد هذه الشريحة . 5 - تقديم العون والمساعدة للأمهات في حال بقائهن في العيش مع الأبناء دون تركهن لهم والتخلي عنهم . 5 نشر التوعية الصحية بين أوساط المجتمع وبصورة دورية للوقاية وللحد من الإصابة بأمراض النفس والعقل. حيث توزع المهام في فريق العمل ضمن المنظمة وبشكل دوري لتحقيق الأهداف. الإطار الزمني والمكاني للمشروع أما الإطار الزمني للمشروع فيضيف الباروت قائلاُ : بما أن مشروعنا الأول من نوعه في اليمن انطلق من تعز فبعون الله لن يستغرق الوقت بإذن الله ودعم الخيرين أكثر من عام لينتشر على باقي مديرياتها , ونتمنى أن تأتي السنوات القريبة القادمة وقد توسع نشاط المنظمة على باقي المحافظات. النتائج وحول النتائج المتوقعة من المشروع يقول الباروت رئيس المنظمة : 1 يشعر المختل عقلياً بارتياح نفسي يساعده على الشفاء وبأن له كيان مؤهل عند لزوم الأمر لحماية شخصه ومصالحه وحمايته من الاستغلال والتجاوز ومن المعاملة المتصلة بكرامته . 2 الحد من الإصابة بأمراض النفس والعقل بين أوساط المجتمع . 3 إعادة من تقبل للعلاج والرعاية والاهتمام الكافي من المرضى المختلين عقلياً إلي وضعهم الحياتي السابق . 4 أما أبرز النتائج التي حققتها المنظمة في هذه الأيام الشتوية فتتمثل في شراء 160 بطانية لتوزيعها على مرضي الشوارع عي نفقة رجال الخير والتجار , ونتمنى أن نحصل على المزيد منها لنوزعها على كامل المرضى في شوارع تعز البالغين نحو ( 168) من بينهم ( 8 ) إناث , وسنقوم بتوزيعها عليهم هذا الأسبوع إن شاء الله . آثار المشروع على المجتمع أما الآثار المرجوة من المشروع والمنعكسة على المجتمع فيوجزها الباروت في: ارتياح جميع أفراد المجتمع من التخلص من هذه الظاهرة وعدم وجود المختلين عقلياً على أرصفة الشوارع ., وذلك لن يتسنى إلا بخلق روح التعاون عند الجميع في دعم منظمة آفاق الإنسانية التي تقدم الرعاية والاهتمام الكامل لكافة المرضى المختلين عقلياً وتأهيلهم وتوفير لهم الدواء والكساء والغذاء على السواء لمن هم نزلاء في المصحة أو لأولئك القابعين في البيوت .