غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    "وزير الكهرباء يهرب من عدن تاركاً المدينة في الظلام!"    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    جيسوس يحسم مستقبله مع الهلال السعودي    هجوم إسرائيلي كبير على مصر    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    أزمة الكهرباء تتفاقم.. دعوات للعليمي والحكومة بتقديم الاستقالة    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    مصدر مسؤول: لملس لم يدلي بأي تصريح ولا مقابلة صحفية    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    دموع ''صنعاء القديمة''    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    مارب.. الخدمة المدنية تدعو الراغبين في التوظيف للحضور إلى مكتبها .. وهذه الوثائق المطلوبة    صحيفة لندنية تكشف عن حيلة حوثية للسطو على أموال المودعين وتصيب البنوك اليمنية في مقتل .. والحوثيون يوافقون على نقل البنوك إلى عدن بشرط واحد    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    شاهد.. الملاكمة السعودية "هتان السيف" تزور منافستها المصرية ندى فهيم وتهديها باقة ورد    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    صورة حزينة .. شاهد الناجية الوحيدة من بنات الغرباني تودع أخواتها الأربع اللواتي غرقن بأحد السدود في إب    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    باريس يسقط في وداعية مبابي    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    دموع "صنعاء القديمة"    فساد قضائي حوثي يهدد تعز وصراع مسلح يلوح في الأفق!    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    للتاريخ.. أسماء الدول التي امتنعت عن التصويت على انضمام فلسطين للأمم المتحدة    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    الأمم المتحدة تعلن فرار مئات الآلاف من رفح بعد أوامر إسرائيل بالتهجير    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    لو كان معه رجال!    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعز.. العاصمة الثقافية في موسم الجفاف

في الوقت الذي تعاني فيه تعز من شبه غياب تام للمراكز والمؤسسات الحاضنة للثقافة، وتنتظر عقلية ثقافية تفكر على أية صورة نريد العاصمة الثقافية أن تخلق نفسها، نجد المثقفين والمبدعين مازالوا تحت وطأة الاحباط والتهميش والتحجيم، ولا يقومون بدورهم، بعدما أمست الثقافة مجرد مكتب تنفيذي “رديف” لمكتب الثقافة، لا يتصل بالمشهد الثقافي لكنه يحتل موقع الرأس في إدارة الثقافة.. فكيف لتعز أن تعيش عاصمة ثقافية وهي بلا روح ولا تغيير في الرتابة والروتين، ولا أمن ولا ماء ولا نظافة؟!.. على هذا المسار تستمر حكاية الثقافة تروى للأجيال عبر ندوات وفعاليات “الفرجة لحال الثقافة” على صعيدها الآخذ في الانحسار، تتنفس أطلالها بين روائح المخلفات والمجاري لتفتح “طريقاً بين من يضع تعز أمام التحديات، ومن يبحث عنها دون الاستناد على شروط ومعايير بناء العاصمة الثقافية”.
المشهد الثقافي
ماهو المشهد الراهن، وماهي مقومات وشروط التجديد الثقافي، وماهي خصوصية الثقافة وطريقها القائم في تعز، هذه الأسئلة وغيرها تفرض نفسها وسط ما تعانيه الثقافة من غياب؟؟
في البداية نستجلي المشهد الثقافي،
يقول أحمد محمد الحربي باحث ومؤلف وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي: المشهد الثقافي اليمني في الزمن الراهن، بائس بصورة عامة، ما أنعكس على تعز، فأصبح مشهده فيها كسيحاً حتى ولو لم نستثن الظاهرة الحالية المستجدة في مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة التي تحاول إدارتها إزاحة الكساح الثقافي.. ويعدد السلبيات بقوله: أبرزها نزعات المديح التي يلجأ إليها المهزومون أمام مشكلات الواقع لتبرير عجزهم وتعزية أنفسهم والتنصل من مسؤولياتهم، ونزعة التسامي، وغلبة “الآخر” وهي نزعة جعلت من أصحابها يتخذون موقف الرفض لثقافة “الآخر” والتمترس بما أنتجه الأسلاف لمقاومة ضغوطات الحاضر والمستقبل.. وهي نزعات تشكل آلية دفاعية لبحث تمييز الذات عن “الدخيل” وهذا ما يفسر بعض ردود الأفعال لدى بعض التيارات عن “الآخر”.
أما الأستاذة مسك الجنيد فترى: المشهد في تعز غائماً، طفت عليه مشاهد أكثر سخونة ووجعاً، وصار منظر السلاح أكثر حضوراً من صفحة جريدة أو غلاف كتاب.
المشاريع الاحيائية
قبل الحديث عن المشاريع الاحيائية للثقافة، يقول الباحث أحمد الحربي: مشكلة المجتمع اليمني هي حضارته التي سقطت بعد ارتفاع، وأفلت بعد شروق دام لعقودٍ طويلة.. موضحاً: نعني بالحضارة كما قال بها “مالك بن نبي” في معادلته الشهيرة هي حصيلة تفاعل “الإنسان + تراب+ وقت” وإذا سلمنا بهذه المعادلة سنجد الإنسان هو المعني بها أولاً بما يملكه من قدرات ومهارات تؤهله للتفاعل مع التراب والوقت، أي ما يملكه في الأصل من فكر.
ولهذا يرى الباحث الحربي: أن المسألة الفكرية تحتل حيزاً مهماً في المشروع الثقافي، ويشرح ذلك: النظر إلى مشكلة الحضارة اليمنية يكون بتناولها انطلاقاً من الإنسان وفي سياق النظريات العلمية لعلماء النفس المعنيين بالنظرية الثقافية، وعلماء الاجتماع اليمنيين، متسائلاً: أين هؤلاء العلماء ودراساتهم ومشاريعهم الاحيائية للثقافة.
والمشكلة الحضارية برأي الباحث أحمد الحربي: هي مشكلة الإنسان ما بعد “الموحدين” كما يشير إلى تسميته المفكر مالك بن نبي أن الإنسان الذي يعيش هجرة حضارته، أي في منطقة السكون، حيث يفقد الفعل الحضاري شروطه، وتتفكك الروابط التي كانت تجمع بين الروح والعقل والغريزة.. ويرى الباحث أن الإنسان هو جوهر المشكلة سواء ظهر في صورة باشا أو شيخ أو عالم مزيف أو مثقف مغترب أو متسول أو تاجر، وحسب ما يقوله الباحث الحربي: لا فائدة من أي نقاش أو حوار إن لم نبدأ بجوهر المشكلة، أي تحليل واقع الإنسان اليوم والبحث في أسباب جموده وعطالته الحضارية.
مشاريع خارج الزمن
من وجهة نظر الباحث أحمد الحربي: الإنسان اليوم في مجتمعنا منشطر بين زمانين. يوضح: نعيش مع غيرنا في زمن، ولكن قيمياً نعيش في زمن آخر، فالمشاريع التي جرت الدعوة إليها في الماضي أو الحاضر، أكانت إصلاحية، تنويرية، تغييرية، تخاطب الإنسان اليمني بخطابات تقع خارج الزمن، وتكشف لنا المفارقة التي نراها في حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية، والتي تبدو واضحة بالهوة العميقة التي تفصل بين استخداماتنا لمنتجات الحضارة وبقائنا خارج نطاق التحضر.. ويرى: أننا نعيش حالة انتكاسة من قيم التحضر إلى قيم البداوة.. موضحاً: يعني حالة الارتداد إلى قيم البداوة التي تعتز بمجد الفرد والعائلة أكثر مما تعتز بمجد عقيدة أو انتصار مبدأ، وهي قيم سابقة لمرحلة التحضر، وتحولنا كمجتمع إلى كائن استهلاكي همه ملاحقة آخر ما انتجه الآخر.
الثقافة طريقة حياة
لا يمكن أن نتصور تاريخاً بلا ثقافة، كما ينوه الباحث أحمد الحربي منذ البداية فيقول مشيراً إلى ما كتبه مالك بن نبي: ينبغي أن نفهمها بأنها ليست علماً، وإنما محيط يحيط بالإنسان وإطار يتحرك بداخله ليغذي الحضارة في أحشائه.
والثقافة هي الكتلة نفسها بما تتضمنه من عادات متجانسة وعبقريات متقاربة وتقاليد متكاملة وأذواق متناسقة وعواطف متشابهة، ويشير إلى تعريف جامع للثقافة: هي مصدر لوجوه السلوك، لا تستورد بنقلها من مكان إلى آخر.. ويضيف: قيم الثقافة ليست المعارف التي يتلقاها الطالب في المدرسة أو الجامعة، وإنما هي طريقة للحياة يسلكها الفرد منتجاً ومثمراً اجتماعياً.
شهرة تعز بالثقافة
من أكثر الأخطاء الشائعة عن الثقافة في تعز هو النظر إليها في السياق الذي ظهرت فيه، سألنا ماهي المسألة الجوهرية التي ميزت تعز بشهرة ثقافية، ولما اعتبرت ذات خصوصية ثقافية؟
يجيب الدكتور أمين أحمد ثابت: يرجع هذا إلى الزمن الحديث، كونها كانت مهبط الريادة السياسية والتعليمية والخبراتية المهنية المختلفة والتجارية، بمعنى أنها المنطقة المتقدمة، مما عرف باليمن الشمالي سابقاً من حيث كونها تتمتع ببنية اجتماعية متقدمة، ذات طبيعة مدنية انتقالية عن سائر المناطق، ولذا بقدر ما كانت قائدة الثورات اليمنية لصناعة التغيير، بقدر ما كانت حامية التحولات ومرجعيتها وهو ما جعلها مستهدفة على الدوام، ومن الإرث الحديث لمرجعية تعز في الريادة الثقافية من ثلاثينيات القرن الماضي تم الاهتمام من قبل النخب التقدمية لبحث خصوصية العطاءات الثقافية القديمة والتجارب المجتمعية وعلاقة تعز بنظم الحكم القديمة مقارنة ببقية أجزاء شمال الوطن المعلم بالمرجعيات القبلية السائدة في الحكم ومنتجاتها الثقافية المعبرة عنها بطابع البدوي كالمزمار والزوامل والبرع والزي الشعبي بالجنبية التي كلها تعبر عن منتجات ثقافية عصبوية متوغلة في نزعة القوة وتمجيد القبيلة والشيخ والحاكم الفرد باستثناء منها تلك الزوامل النادرة حكماً في مقاومة الظلم بكل أشكاله، ويخرج عن المعادلة الجانب الصنعاني في إرثه الثقافي المنتمي لأرستقراطية شبه الإقطاع والنظم السلطانية.. من هنا تتجسد تعز في خصوصيتها الاجتماعية في المنتج الثقافي المتنوع الفلكلوري، الفني، والمجسدات التاريخية بكل صورها والخصائص الطبيعية، وعلاقة حضور ثقافات متنوعة عبر التعليم والارتحال والتجارة والتزاوج مع عدن في القرنين الماضيين.
أما الباحث أحمد الحربي فيقول: إن تعز اشتهرت بالثقافة منذ زمن الموحدين بالطرق الصوفية التي نشأت فيها وارتبطت بالمسألة الاجتماعية التي لا تقبل الظلم ولا القهر، ويزيد: وظهور حركة التنوير الثقافي فيها والذي واجه حكم القهر والاستبداد واستناداً إلى ظاهرة التضامن الاجتماعي المستندة على العقيدة في قوله تعالى:{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
الثقافة من أولها
نحن في تعز وصلنا إلى مرحلة الدولة في الاربعينيات من القرن المنصرم بهذا المعنى بدأ خالد أحمد محمود عبدالحميد مدير مكتب الثقافة حديثه متأسفاً: أننا نفقد هذه الثقافة شيئاً فشيئاً السبب يعود في رأيه إلى الحُكم المركزي الذي أرسى منهج إفراغ تعز من ثقافتها، ويتابع: تعز وابنائها هم المثقفون الأوائل ليس على مستوى اليمن فحسب، بل والجزيرة العربية فأغلبية الذين يشتغلون في دول الجوار سواء في الجامعات أو دور الثقافة أو المصانع وفي مختلف المجالات هم من أبناء تعز، لما يمتلكونه من الإرث التاريخي على مدى عشرات السنين.. مشيراً إلى أن اليمن بلغت أوج تطورها وازدهارها في العهد الرسولي عندما كانت تعز العاصمة تحمل فكر الدولة.
انتشال الثقافة
ونعود إلى أصل الهم الثقافي الذي يبدأ في مكتب الثقافة، يقول خالد محمود إنه يفكر: بانتشال المكتب من حالته ومداواة جراحه التي تركت آثاراً عميقة منذ الثمانينيات وحتى اليوم لدرجة أنه كاد يغلق.
بينما يشير إلى شحة الإمكانيات، قائلاً: أن النفقات التشغيلية للمكتب اليوم لا تتجاوز “205 آلاف ريال” وهي موجهة للفروع والإدارة العامة والمكتب الثقافي.
ويقارن: هناك مكاتب لا يوجد بها سوى 5 6 موظفين ولديها مليون وثلاثمائة ألف نفقات، مشيراً إلى أن محافظ المحافظة شوقي هائل وجه بدعم المكتب بمبلغ “300 ألف ريال” قبل أربعة أشهر، إلا أنها حتى الآن لم تخرج من الأدراج.
ويلخص نشاط المكتب، بقوله: قمنا بورشة عمل بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية لإعادة تأهيل الكادر الذي ظل مجمداً مع الأسف لفترة طويلة، واستطعنا تحريك المياه الراكدة بمخرجات متواضعة يمكن تطبيقها وفقاً للإمكانيات الشحيحة، وبما لدينا من الكوادر الجيدة التي نفتخر بها أمثال المخرج أحمد قائد وشكري عبدالقوي، ونحاول أن نقدم لكوادرنا ما يحرك الدماء في عروقها لإعادة الإنتاج من جديد، وبصدر رحب يقول إن مكتبه مفتوح للجميع، وإنه بالإمكانيات المتوفرة رهن إشارة من يحمل مشروعاً ثقافياً.
ويحدثنا خالد محمود حول دور قيادة المحافظة وما يراه في اهتمامات المحافظ وما يبذله من الجهود بشأن الثقافة، قائلاً: قام الأخ المحافظ بعدة جولات لمتابعة المخصصات لمشاريع العاصمة الثقافية، وبتفاعل الأخ الوزير أسفرت عن إقرار مبلغ 21 ملياراً كاعتماد سيصرف على مدى ثلاث سنوات على مشاريع البنية التحتية سواء في مجال الثقافة أو الأشغال أو الصحة أو الآثار، وهي مشاريع من شأنها أن تؤسس منظومة متكاملة للعاصمة الثقافية.
الثقافة ليست كرنفالات
لتصوير مكتمل للكيفية التي تواجهها الثقافة، يقول خالد محمود: إذا عدنا إلى أرشيف الثقافة في بداية الثمانينيات نلاحظ ظهور الفرق الفنية والمسرحية وبعض البنى التي كانت تقوم بمهمتها آنذاك على أكمل وجه وتلعب دوراً كبيراً في المجتمع، ولكنها اختفت بالتدريج بشكل ممنهج، وأصبحت المدينة الآن تفتقر إلى بنية أساسية للثقافة.
ولكي نفهم المشهد الثقافي، يقول: تعز بحاجة إلى بنية أساسية متكاملة للثقافة من مسرح قومي متكامل وبيوت ثقافية في كثير من المديريات، وفرق فنية في مختلف المديريات وعاصمة المحافظات، ودار للنشر حتى نستطيع النهوض بالثقافة، والأخذ بيد المثقفين الذين هم بأمس الحاجة إلى لقمة العيش، فالمثقف يعطي، لكن للأسف لا نتمكن من توفير ولو “20 ألف ريال” لمثقفين ليس لديهم دخل، فأين ستكون الثقافة مالم تتوفر البنى الأساسية لخلق بيئة ثقافية تنتج ثقافة مستمدة لتوليد الثقافة وليس تظاهرات كرنفالية.
تجاذب الصلاحيات
تم تشكيل مكتب تنفيذي برئاسة مدير الثقافة السابق للقيام بدور إدارة مشاريع الثقافة على أنقاض المكتب التنفيذي الأصيل.
هنا يعترف خالد محمود باستيائه من خلال حديثه عن الوضع القائم، بقوله: أصبحنا نتجاذب الصلاحيات مع ما يسمى بالمكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية.. ويرى فيه: تداخلاً في الكثير من الاختصاصات، وبحسب ما ذكره: أنشئ المكتب التنفيذي بقرار من وزير الثقافية.
ويأمل من معالي وزير الثقافة: أن يكون المكتب الرديف للعاصمة الثقافية من كبار مثقفي تعز وأن تكون المكاتب التنفيذية القائمة هي الهيئة التنفيذية لما ترتسم من السياسات.
مشروع ثقافي
في ذات السياق يرى فهد العميري: أن لدى مكتب الثقافة اليوم رؤية للتواصل مع الشباب نحو مشروع ثقافي وإتاحة المجال لهم لتقديم إبداعاتهم، ومن وجهة نظره، أن المكتب يعاني من حصار خانق، وطالب المحافظ ووزير الثقافة بإحداث اختراقات لفك الحصار وتمكين المكتب من القيام بدوره من خلال إعادة تشكيل إدارة ثقافية بديلة للمكتب التنفيذي تضم مختلف التخصصات وقادرة على التواصل مع المثقفين.
في حين يرى الدكتور أمين ثابت في معرض حديثه عن الشباب أنه: لا يوجد بقاموس الإبداع مسمى إبداع للشباب، ولكنه تخريج سياسي إعلامي لسيناريوهات وأجندات سياسية.
ويرى أن الاهتمام بالإبداع يتم عبر: النشر والترويج ورفع الرقابة والحظر عن الإبداعات الحقيقية بتمييزها عن الغث الرديء والهابط المسف، وفتح باب التثاقف المجتمعي، وأبواب الاحتكاك الثقافي للمبدعين مع الثقافات العالمية الأخرى، وإعادة الإنماء لاحترام الكتاب ومحو الأمية للتعامل مع تكنولوجيا المعلومات وإنشاء المكتبات العامة والكبيرة والشاملة وإعادة بناء المسارح ومدرجات المحاضرات العامة وأخيراً إنهاء ثقافة التكفير والإقصاء في الحياة الاجتماعية، وتحرير الجامعات من الفساد وتغيير حالة الهبوط الشامل فيها، وإعادة بناء مقرراتها وأدائها على أساس التنمية الاجتماعية وحاجات المجتمع.
رأس المال.. دور ثانوي
حول الحديث عن رأس المال كديانة رسمية مهدت لتراجع دور الدولة، قال خالد أحمد محمود: دور رأس المال ثانوي، لأننا كنا نعيش في ظل شرعية الدولة المركزية وفرض قانون المركز على كل شبر من الوطن، ويتابع: نستطيع القول إن رأس المال كان متخلفاً عن دعم الثقافة أو المشهد وكان دوره محدوداً في دعم الفعاليات عن دعم الثقافة أو المشهد والمشاركة لم تصل إلى تأسيس البنية الثقافية المستدامة.
دور الأحزاب
وللتركيز على دور الأحزاب يتحدث الباحث أحمد الحربي بصيغة الاحتجاج، فيقول: من الخصائص الثقافية المعنية بها تعز أن الأحزاب انطلقت منها فكانت المتفردة بين المدن الأخرى عدا عدن التي نافستها، ومثلت على اختلاف مناهجها مدارس في التربية السياسية والفكرية، إلا أن الاضطهاد السياسي الموجه ضدها من أنظمة الحكم، أبهتت الدور الثقافي للأحزاب بانتقالها إلى مركز الدولة حيث تماهت بعضها مع السلطة، وأصبحت رسالتها الفكرية والثقافية في خدمة السلطات القمعية.
الدكتور أمين ثابت من جانبه قال: إن الأحزاب لديها مشاريع ثقافية ولكنها لا تخرج إلى النور، لخصوصية استمرار سيادة السياسي على الثقافي وتلاحق مفاصل الصراع السياسي بشكل معقد لا يعطي لأي قوة سياسية الالتفات لما هو غير سياسي.
يضيف الدكتور أمين في معرض حديثه عن عدم قيام الأحزاب بمهامها الثقافية، فيقول: يتجسد ذلك بوضوح الفقر الثقافي داخل الأحزاب المنتج عبر عناصرها القيادية التي يعاني جزء كبير منها من الضحالة الفكرية والثقافية والتعليمية، إضافة إلى الانتهازية النفعية الضيقة، ويواصل: حتى التثقيف السياسي يظل بعيداً عن الجماهير والمجتمع، باستثناء القوى السياسية الإسلامية التي يحضر فعلها عبر الدين في المساجد واستغلال معتقد المجتمع الديني للوصول إليها لتحقيق أهدافها وأغراضها السياسية.
بيروت وتعز
وبالنسبة لسلوك المجلس المحلي تجاه ملف الثقافة، تجيب الأستاذة مسك الجنيد: أن الجميع يتحمل المسئولية عما تعيشه تعز بلا استثناء.
وتضيف: أننا بحاجة إلى الاشتغال على ألف باء الإنسان قبل الثقافة في تعز، ما حدث في تعز من دمار حقيقي في وجدان ساكنيها وبسطائها قبل مثقفيها يجعلك تحتار من أين نبدأ، هل من قضايا الوعي بأبسط المفاهيم المدنية الحضارية من تعايش واحترام أم نبدأ بقضايا الأدب والفن والفكر، متساءلة: أين كان موقع الثقافة في بيروت إبان الحرب وهل كان صوت الثقافة مسموعاً، وترى أنه كذلك الحال تشهد تعز حرباً لكن صامته، مؤكدة أن تعز لن يذهب سكانها لمشاهدة عرض مسرحي وهم يعانون العطش، ولن يتذوقوا لوحة فنية ولن يطربوا لأغنية بينما رائحة القمامة تزكم الأنوف، وتستغرب كيف سنطلب من شعرائها أن يستنشقوا عبير الورود في قصائدهم والمجاري تطفح أمامهم.
كيف نخلق ثقافة نوعية..؟
عندما صدر قرار تعز عاصمة ثقافية كان يعني ذلك الانتقال إلى وضع مدني ينقذ تعز من بين حصار روائح المخلفات من جهة وطفح المجاري وانتشار السلاح وانقطاع المياه عنها من جهة ثانية فهل تعيد الثقافة المياه المقطوعة عن أحيائها نتساءل فتعلق الأستاذة مسك : لا تزدهر الثقافة في ظل العنف واللااستقرار وعندما نعيد الأمن والبهجة لهذه المدينة حينها ستأتي الثقافة لكن الثقافة لا تأتي إلا بتوفير المقومات اللازمة لها.
الدكتور أمين ثابت يقول : لخلق ثقافة نوعية وتفاعل ثقافي فإن الأمر يحتاج لتحول انقلابي مجتمعي وثقافي سياسي نحو تأصيل التحول المدني.
التجديد الثقافي
لنعود إلى حديث الثقافة يقول الدكتور أمين تعز تمتلك مقومات ثقافية عديدة ومتنوعة منها السياحية والأثرية والمنتجعية والمتنوعية في مختلف الفنون والفلكلور الشعبي لكن نسأل في ظل افتقادها للمؤسسات والمراكز التي تلعب دوراً مهماً في الحياة الثقافية والاقتصادية عن شروط التجديد الثقافي، يقول الدكتور أمين ذلك يتحقق بقيام دولة مدنية مؤسسية ينتهي معها كل أساليب الاستهداف للإبداع والابتكار، بل تخلق ذاتها شروطاً وحوامل وظروف لتنميتها بحرية.
أما الأستاذة مسك الجنيد فترى أن مسألة التجديد تحتاج إلى أمرين الأول: الشجاعة والجرأة على الخروج عن المألوف، والثاني: توفر الشجعان والجريئين بزخم وكثرة تضمن خلق مشهد ثقافي جديد.
من جهته يرى الباحث أحمد الحربي أن تعز في حالة كساح ثقافي ولا يتوفر فيها مواصفات الفعل الثقافي..يزيد مدينة كرتونية ضاقت بسكانها لا نتوهم بأن باب موسى بما طرأ عليه من تحديث يشكل ظاهرة ثقافية جاذبة ولا قلعة القاهرة التي أنفق لأجل صيانتها المليارات كمعلم أثري يمكن أن تكون قلعة جذب ثقافي.
أصعب من استخراج النفط
هل تستطيع تعز أن تعيش بلا تغييرات جذرية في النظام الذي انتفضت بثقافتها لتغادره..
يقول شكري الوجيه مخرج مسرحي: لا يمكن ان تكون تعز عاصمة للثقافة إلا إذا تربع المثقفون على رأس الثقافة فيها .. مشيراً إلى أن مكتب الثقافة يحيد عن أي مهرجان ثقافي يدلل بمهرجان الفضول، وينتقده شكلاً وأدباً، كما يقول : تعرضنا للإحراج من زملاء في حضرموت بسبب احتكار المهرجان يضيف ليس من حق أحد احتكار العاصمة الثقافية.
ويوجه دعوة للمحافظ إلى البحث عن المثقفين والمبدعين وتنظيم مؤتمر ثقافي لهم من مختلف محافظات الجمهورية كون تعز عاصمة ثقافية لليمن كلها يستدرك: تنمية العقل والفكر يعني أن تأتي بمثقف يحب الوطن وله دور تنويري يضيف : الثقافة أصعب من استخراج النفط وهي السلاح القوي للأمن والاستقرار.
عبدالحكيم الحاتمي مخرج يتحدث عن المشهد الثقافي بالمقارنة بين الماضي والحاضر ويصل إلى خلاصة الحاجة إلى استراتيجية شاملة للنهوض الثقافي.
ويضيف: أن تنشد الثقافة فلا يعني أن تذهب للقراءة في المكتبة لكن من أولويات الثقافة التي ننشدها أن يهتم القطاع الخاص بإقامة مكتبة. توجهنا إلى مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، فتحدث محمد سيف نعمان مدير مكتبة السعيد القائم بأعمال مدير عام المؤسسة قائلاً : ان الفعل الثقافي بدأ يتبلور من خلال إعلان تعز العاصمة الثقافية بعد أن حصل نوع من الركود الثقافي على إثر الأحداث التي مرت بها تعز خلال 2011م وكان لها تأثيرها المباشر على الثقافة والفعاليات.
ويرى مدير مكتبة السعيد أن مهرجان الفضول مثل الانطلاقة الجديدة في المشهد الثقافي عامة وفي تعز بخاصة.
وبناءً على كلامه لابد أن يكون هناك برنامج أو خطة زمنية موثقة ومكتوبة ومدروسة لإقامة المهرجانات الثقافية.
همزة الوصل
يتحدث محمد سيف حول الثقافة في تعز: هي حاضنة للثقافة من الماضي ولها أكثر من مميز سواء من الناحية التراثية والتاريخية أم من الناحية الطبيعية والسياحية.
معتبراً ان مكتبة السعيد هي همزة الوصل للفعل الثقافي كمؤسسة رائدة على المستوى العربي والدولي مشيراً إلى أن المؤسسة لديها برنامج حافل في إقامة الفعاليات والندوات الثقافية والعلمية وورش العمل. يضيف : نحتضن الآن ما يزيد على 10 معارض تشكيلية لفنانين من كل المدن اليمنية كان آخرها معرض الشهر الماضي لفنانين من مدينة عدن ومدينة ذمار.
وحول الجوانب المعرفية يقول: نقدم خدمة معرفية عبر مكتبة السعيد العامة التي تعد الأبرز على مستوى الوطن ومكتبة مركز ثقافة الطفل ومركز التراث الذي يحتوي على ثروة عظيمة من التراث الشفهي والنظري من خلال المصكوكات والمخطوطات.
ويوضح: تقدم المؤسسة أقصى ما عندها من خدمات معلوماتية لما يقارب نصف مليون زائر منذ إنشائها حتى الآن كمكتبة مفتوحة، لكافة شرائح المجتمع بما فيهم الأطفال.
ومع أن المؤسسة ربما هي الوحيدة التي ترصد جائزة سنوية لتشجيع البحث إلا أن أي محاولة للاستفادة منها لم تبدأ بعد.
يشير محمد سيف إلى ذلك بقوله : تقدم المؤسسة جائزة سنوية باسم المرحوم هائل سعيد كما تقدم دعماً مالياً كبيراً للمتميزين في البحوث العلمية والذين يدرسون خارج الوطن أو في الداخل من خلال صندوق لدعم البحث العلمي يتابع.. لدى المؤسسة نوع من التعاون والشراكة مع المنظمات الأجنبية مثل اليونسيف واليونسكو منها إقامة ورش كبيرة للاهتمام بالطفل تحت ما يسمى “المساحات الصديقة للطفل والطفولة”.
وعن المخرجات يقول تتمثل في إصدارات معرفية من الكتب المطبوعة ومنها الكتب العلمية المحكمة والتي وصلت إلى مئة مطبوع إضافة إلى إقامة المعارض ودعم المدارس والمساعدة في إقامة المكتبات.
وحول الاستفادة من المخرجات والتنسيق مع الجهات الرسمية يقول محمد سيف.. لا يوجد تنسيق مباشر مع الجهات الرسمية الراعية لعاصمة الثقافة ويكاد يكون ذلك بصفة عامة في نطاق ضيق.
سألناه عن أهم حدث ثقافي بالنسبة للمؤسسة فأجاب : إقامة مؤتمر تعز للتنمية المستدامة الذي قدم فيه أكثر من ثمانين بحث علمي وستقوم المؤسسة بطباعتها قريباً.
ويشير إلى تشجيع الشباب تساهم المؤسسة من خلال تمكينهم من إقامة ندواتهم ومشاريعهم وورش العمل الخاصة بهم بشكل مجاني، وكذا من لهم أنشطة مجتمعية جماهيرية بشكل دائم، لا تخلو المؤسسة من ورشة أو فعالية أو لقاء في سبيل النهوض بالمجتمع.
الصناعات التقليدية في مركز التراث
على الرغم من المحاولات التي تبذل لتوثيق التراث في مركز التراث الكائن بباب موسى تعز وهي محاولات تستحق الإشادة إلا أن الامر الأكثر أهمية يكمن في توفير المناخ الثقافي كبديهية لعاصمة ثقافية من خلال قيام الجهات الرسمية بدورها للاهتمام بحفظ التراث وتوثيقه.
تحدثت إلينا سعاد العبسي المدير التنفيذي لمركز التراث حول الثقافة التقليدية وأدواتها وحول نشاط المركز بقولها : لدى تعز ثقافة تقليدية هامة لكن للأسف ليس هناك استراتيجية وكل مافي الأمر أن هناك بعض الأشخاص أو الأسواق تظهر من وقت إلى آخر تحت مسمى الثقافة أو التراث.
مشيرة إلى أن هناك عادات وتقاليد وتراثاً شفهياً بما فيه الزوامل وأغاني الحصاد والعادات والتقاليد في الأعراس والمواليد وحتى في الموالد وكل ما يخص المجتمع وهناك ما يخص التراث المادي وكل ماهو تاريخي من الآثار والمخطوطات والمعالم وغيرها..
ولعل أكثر ما يلفت سعاد العبسي هو أن العمل المنهجي لا يستقيم وسط العشوائية في عمل المشاريع فالبقاء للعبث كما تقول.تشير إلى أن مركز التراث هو مركز متخصص ولديه فريق من المتخصصين، تم تأسيسه بمبادرة فردية وبدعم من المحافظ الذي يشغل رئيس مجلس إدارة المركز ولديه استراتيجية للتراث استناداً على استراتيجية الموروث الشعبي للجمهورية اليمنية التي تم إقرارها عام 2002م لافتة إلى أن هناك اتفاقية تعثر دعمها من قبل المجموعة الأوروبية لإنعدام الدولة الحاملة لمشاريع الاستراتيجية.
تقول سعاد العبسي: القطاع الخاص يمضي في الجوانب الاستهلاكية ولا يهتم بالتراث معتبرة أن اهتمامه يأتي على شكل مجاملات وليس اهتماماً ثقافياً ناجزاً.
وعلى حد تعبيرها لدى المركز خطة تتضمن مشروعات في التراث المادي واللامادي كما أن لديه بحوثاً فيما يتعلق بإحياء التراث من الأزياء الشعبية والفلكلور الشعبي كمشاريع تم قبولها ضمن خطة تعز الثقافية وتعتقد أن تعز ستظل منبع الثقافة وأنها تنفرد بخصوصية ثرية من التراث الشعبي عن سائر المحافظات.
تتحدث في معرض حديثها عن خطة المركز: لدينا برنامج لإحياء الصناعات التقليدية مثل صقل الأحجار الكريمة والفخار والفضيات باعتبار تعز مكاناً لاستخراج المادة الخام وأفضل الأماكن.
لتواجد العقيق ولدى المركز برنامج للتدريب للنهوض بالصناعات التقليدية وتدعو الشباب إلى الاهتمام بهذه الصناعات للمحافظة عليها من خلال التعليم والتدريب.
عاصمة ثقافية تعني الانتقال إلى وسط اكثر احتفاظاً بالتراث تقول سعاد العبسي: كنا قد استكملنا التخطيط لمشروع توثيق التراث لتعز القديمة خاصة فيما يتعلق بالأسواق والأسوار والأبواب والمنازل القديمة خاصة فيما يتعلق بالأسواق والأسوار والأبواب والمنازل التي هي بحاجة إلى ترميم، لكن مؤخراً نجد صعوبة في دعم المنظمات الدولية مشيرة إلى نجاح دراسة بتمويل صندوق التراث العالمي وأن لدى المركز مشروعاً لترميم الحمامات بعد موافقة مركز التراث العالمي باعتبارها ضمن التراث العالمي لافتة إلى ما حدث في مسجد الأشرفية من تشويه أو ما يحدث في مسجد المظفر من نبش وحفر دون حسيب أو رقيب.
تنهي حديثها بالقول: ينقصنا في تعز فريق متخصص في جانب التراث لا يكون فيه من أولاد إبليس الذين اعتادوا على الفردية، يحتاج إلى فريق استشاري يضم من التقليديين والخبرات والمهندسين والفنيين المتخصصين بالتراث فالعقول المتخصصة يبدو أنها هاجرت إلى صنعاء أو إلى الخارج.
على هذا المسار تأتي أهمية الإعداد لحفظ التراث وإن حالة الركود الثقافي قد دفعت بعض المثقفين إلى إلقاء حجر في المياه الراكدة شيئاً يتعلق بالتراث.
قدم الباحث فيصل العامري مشروع أوبريت عرقب الحمامة (ألعاب وأهازيج وأبطال شعبيون) والذي قال عنه إنه تحقيق لدرامية التراث في الاستصلاح والتمركز على جذب الماضي في قوة فاعلية ويضيف نستمد من المحتوى المخزون في أذهاننا للتراث استلهام النجدة والفروسية والشجاعة والقوة والفرح والذكاء.. ويتحدث عن الفكرة استعادة صور الماضي على أسس مشرقة، تجسيد تراث الشعب وترديد قيم الإنسان على أساس من المحاكاة الفنية.. والثقافية وحول الأوبريت يقول فيصل العامري أبطاله يجسدون الماضي بكل عواهنه تتفاقم الصورة ليحيا بها أبطال شعبيون شقوا طريقهم إلى الأعالي كجزء محاك للأبطال التاريخيين مثل أسعد الكامل والملك المظفر وسيف بن ذي يزن وللأوبريت عشرون قصيدة درامية تتربع عليها عدة وقائع منها اللعبة الحربية والثورية ومحاكاة الحمامة والبيرو الشظوية كفلكلور.
خلاصة
انقلوا إلى تعز كل مؤسسات الثقافة من وزارة ومؤسسات للسينما والمسرح والمتاحف والفنون والآثار والكتب .. هكذا تحدث الباحث أحمد الحربي حول كيف تكون تعز عاصمة للثقافة منهياً حديثه نريد ثقافة منتجة لا ثقافة يافطية.
وعن المطلوب لتناسق المظهر الجمالي والثقافي للمدينة والتي تفتقد الكثير من التخصصات العلمية والإنسانية في ظل جامعة واحدة يقول الدكتور أمين ثابت ختاماً لحديثه في الجانب الروحي حرية الصحافة وإيلاء إبداعات التعبير الفردية الفكرية والعلمية والفنية ، أما في الجانب المادي ببناء منظومة علمية صادقة لقيام مجسدات المنتجعات وترميم الآثار والمخطوطات والمعالم، وتوفير كافة الخدمات مع البدء بوقف البناء العشوائي وتمزيق مساحات الأرض بالبسط والنهب وحصر ممتلكات الدولة للأرض واعتماد التخطيط الهندسي المدني المعاصر كانت هذه تعز الثقافة في عقول بعض مثقفيها بما تحمله من واقع وهموم وتطلعات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.