عز الاصبحي صباح الخير ثانية ! لا يزال الوقت هنا باكرا في هذا المحيط البعيد الكل نائم منهك بعد يوم طويل جدا في بنما الصغيرة البارحة هو يوم الجمعه الاسود! Black Friday نفس العادة الامريكية في جعله يوم للتخفيضات الهائلة ودفع الناس للتسوق هناك اكثر من رأي حول عادة جعل هذا اليوم في العام موسماً لتصفية المحلات من البضاعة ...وخلال العام كاملا ينتظر الكثيرون الفرصة ! قيل انه مرتبط بعيد الشكر وقبل رأس السنة الميلادية ! لكن الرأي الآخر يقول انه عائد الى امريكا منذ 1929 عام الكساد الكبير وان الفكرة ارادها التجار لتشجيع الناس على تصفية البضائع من مخازنهم بدلا من اتلافها وبالفعل رأيت منذ يومين حملات الدعاية واستعداد الناس للمناسبة في الذهاب الى التسوق واقتناص التخفيضات. انها الفكرة الامريكية المسيطرة على بنما في كل شيء ابتداء من العملة وانتهاء بحراسة اهم منجزات بنما أي قناة بنما! هنا كل شيء امريكي بامتياز. اكملت الاسبوع ولم اعرف شكل العملة البنمية ! لأن عملة التداول هي الدولار الامريكي، قيل لي ان ( البوا البنمي )وهو اسم العملة تم تسويته كقيمة بالدولار فصار الدولار الواحد يساوي واحد بوا بنمي ! ولهذا الناس تتعامل مباشرة بالدولار. والحكاية طويلة! تبدأ منذ 1903 عندما ارادت امريكا ان تفرض سيطرتها على هذه القطعة من وسط القارة الامريكية لتسهيل المرور وتنفذ موضوع شق القناة وكانت المشكلة ان بنما هي ولاية تابعة لكولمبيا التي مانعت الفكرة، فتم اقامة ثورة شعبية في بنما وطالبت بالاستقلال عن كولمبيا ! وسارعت الولاياتالمتحدةالامريكية لدعم الثورة البنمية ! وتحقق استقلال بنما عن كولمبيا في 1903، وطالبت الحكومة البنمية الجديده بحماية امريكا لها !! وسنتحدث لاحقاً عن السيطرة الامريكية وقناة بنما. الآن دعونا بيوم الجمعه الأسود ( Black Friday ). اكتظت المحلات بالبشر وفي بعض المولات التجارية رأيت طوابير الناس بشكل ملفت! اني لا احب التسوق ولكن لا يمكن ان تفوت زيارة هذا اللحظة وتدافع الناس في المتجر المكتظ بكل السلع الاستهلاكية اقنعتني البائعة الشاطرة بأن استفيد من تخفيضات العطور الجديدة، بعد صراع مع اللغة الاسبانية والاستنجاد بمن يمر من الحسناوات والشباب الذين يتكلمون الانجليزية عرفت اني حصلت على قسيمة سحب في المول الضخم وان عليّ أن كتب بياناتي لأني سافوز حتماً. قلت لهم اني مسافر ! اصرت البائعه الشاطرة ان اكمل الاجراءات وانها واثقة من فوزي مع ابتسامة توحي بأني سأفوز، تذكرك بمن يغش باختبار القبول!. ورايتها فرصة لأعيش هذا الجو الاكثر بياضاً في اليوم الاسود ! احترت اين اكتب العنوان للتواصل قلت لها ليس هناك غير الايميل ( البريد الالكتروني هو الحل) هو الوحيد الذي يحقق التواصل لأننا كائنات افتراضية لا حقيقية!. لم تفهم بالطبع؟!. - قالت ليس لك مكان ثابت باليمن ليس لديك بقعة أرض !؟ قلت لها معي مترين بالفيس بوك !!! فتحت عينيها دهشة مع نصف فمها ! ( للناطقين باللغة القديمه نصف مقعي !!) كيف تشرح هذا الوضع المعقد؟ الاجابة ستكون خلال ايام وهي تريد هاتف يرن ويرد عليها وعنوان على الارض ! وانا لا املك هاتفا ارضيا او رقما ثابتا ! بل وليس لدي حقيبة للتبضع اصلا !!؟ خلال عامين ونصف عشت في خمسين رحلة على الاقل ! هي لا تفهم ! وكان تبسيط السؤال - اين ستكون يا فتى خلال اسبوع من الآن؟. وكان الجواب الأصعب - سأبدا بالبرازيل بعد غد ! ثم اعود الى اسطنبول ثم اذهب الى بروكسل واحب ان اخطف يومين في صنعاء ولكن لم تحسم الرحلة بعد ! فكيف ترين ؟ - اخذت الورقة وهي فاغرة فمها ( كما تقول العرب ) ورددت حسب تقديري لا حسب الواقع مقولات مثل - لا حول ولا قوة الا بالله !- وعطفت الورقة بنفسها وادخلتها الى آلتها وقالت: - روح توكل على الله ! فقلت لها ولكن اذا نجحت بالفرز ما هي الجائزة؟ ردت وفمها لازال _ فاغرا _ وكأنها في برلمان عربي. ستكون زيارة سياحية الى بنما ! ورأيت نفسي اصرخ ... لاااا