بالفعل أجدني كمتذوق موسيقي أولاً كعاشق لفن الأستاذ عبدالمجيد ثانياً - وفي حضرة هذه الرائعة “ فزت بالأشواق “ مع قوالب موسيقية أدمنتها منذ نعومة أظافري .. تلك القوالب التي تعتمد التحويلات المقامية والانتقالات العرضية بين سلم مقامي وآخر ,استهلالاً وختاماً , صعوداً وهبوطاً في تتابع يجعلك تحلق برفقة الأغنية في فضاء جميل يعيد للذهن تلك الحبكة الموسيقية التي ميزت الأغنية الشرقية عموما والعدنية بوجه خاص حيث اعتبر أن “ فزت بالأشواق “ هي أغنية تنتمي إلى هذه المدرسة العريقة وطابعها الذي مزج الكلمة مع القوالب الإيقاعية المحليتين - على الأغلب - مع أسلوب التلحين الشرقي بخصائصه المذكورة آنفاً .. فزق الأشواق كلمات / ساري الحان / احمد الهرمي توزيع / وليد فايد المقام / نهوند دو الإيقاع / 4/4 , بإمكانك وأنت تتبع سياق العمل والقائم على أساس ( مذهب + كوبليه ) وتستمتع لحظة بلحظة بمتوالية الشجن العاطفي والنغم الرومانسي الأصيل أصالة عبدالمجيد عبدالله ..ملامح العمل / ادليب موسيقي قصير من مقام نهوند يليه ادليب غنائي مماثل من نفس المقام يمضي في سياقه المقامي مع دخول الإيقاعات ، حيث نلحظ جنس الكرد على درجة الصول بشكل واضح ( العقد الثاني في مقام النهوند ) ? ينفك إلى مستقره على درجة الدوا؟ في ختام المذهب .. لينتقل السياق اللحني بعد ذلك مباشرة مع لازمة لطيفة من مقام البياتي والذي يشكل بتمازجه مع النهوند حالة وجدانية ساحرة كأشهر الانتقالات اللحنية التي تعشقها الأذن الشرقية. بالطبع الكوبلية يحلق بك على جناح البياتي في المقاطع قبل أن ننتقل مع لحظة سلطانية جداً تتجسد في التعريج على مقام الراست في المقطع : و? احد اص? يحب الانهزام ? و? واحد على الحب مغصوب يعود بانسيابية إلى البيات فيما يليه مباشرة .. لنصل إلى القفلة الرائعة هبوطا من درجة الصول إلى درجة الراست (دو ) عبر سلم النهاوند كاستقرار مع العبارة “ فزت بالأشواق واحتار الكلام.” الحقيقة لايمكنني نقل الحالة الشعورية التي أعيشها بالفعل عبر اسطر كلمات .. دعوني فالموسيقى اعظم من أن توصف.