اليوم كثير من الممثلين يسمون أنفسهم فنانين ، ويتطاولون على غيرهم ، بل على منهم أكبر وأعلى منهم شأناً ومكانة ورفعة ، ويذمون هذا ويمدحون ذاك ، كونهم أصبحوا فنانين ونجوم كبار وتتطورا إلى النقد ، ونسوا أنهم مجرد ممثلين ولم يرتقوا بعد حتى إلى كونهم ممثلين ، وقد يسعون للشهرة والحصول على المال فقط ، فكيف لهؤلاء أن تطلق عليهم كلمة فنان ، ليس كل ممثل فنان ، وممثل إلى ممثل يختلف كثيراً. لا يمكن أن نصف كل الممثلين بالفنانين ، إن الفنان يمتلك إلى جانب موهبته وإبداعه حس وذوق وأخلاق ، فليس من المعقول أن يطلق على شخص بلا أخلاق وعديم الذوق وسيء لقب فنان ، وأن أدعى أنه فنان ، وإن كان ممثلاً فيبقى ممثل وليس فناناً ، فالفن بريء منه ومن تصرفاته وأخلاقه التي لا تليق بأي شخص عادي فما بالك بفنان. متى أصبحوا فنانين ؟ وكيف لهم أن يكونوا فنانين وأخلاقهم فاسدة وتصرفاتهم مخزية ، إذا كان بإمكانهم أن يصبحوا ممثلين ، فهذا لا يعني أنهم أصبحوا فنانين ، ونأسف اليوم على هذه الأسماء والألقاب والصفات التي تذهب إلى غير أهلها ك فنان – نجم – مبدع – موهوب .. الخ... كثير هم الممثلون اليوم ، وقليل هم الفنانون الحقيقيون من الممثلين ، أصحاب الأخلاق الحسنة والذوق الرفيع ، والموهبة الرائعة والإبداع المتميز ، الذين يحملون رسائل سامية وأهداف قيمة ، ولا يسعون وراء الأموال أو الشهرة ، صفاتهم الحب والاحترام والتواضع ، لديهم إحساس وشعور عالي وخيال واسع وأفكار كثيرة.