قيل لي أن الغربة قاسية قلت فليكن فأحياناً يشعر المرء بالغربة حتى في وطنه وبين أهله قيل لي عليك أن تنسى ماضيك وتاريخك قلت يكفيني الحاضر وذهبت إلى بلاد الغربة بلاد النجاح والفرص كان أول شيء صادفني هو صقيع وبرد قارص حتى لتشعر أن رأسك أصبح منفصلاً عن باقي جسدك قلت فليكن لا يهم طالما سأرضي طموحي وأصبح ذا شأن صادفني عدد هائل من الوجوه وجوه بيضاء سمراء بنّية وحتى صفراء قلت هذا هو ما يسمى التقاء الحضارات ولكني وجدت أن هذه الوجوه بلا ملامح كذلك الأطعمة بلا مذاق وأنه عليّ أن أمحو شخصيتي وأتقمص شخصية أخرى عندئذ فهمت ما قيل لي عن الغربة ولكن للأسف بعد فوات الأوان..