غزالة المقدشية: شاعرة يمنية نشأت في منطقة “إسبيل” من المقادشة عنس منطقة الحداء “ذمار” نشأت مع الشاعرة “ظبية النميرية” وكانت أشعار غزالة تسري في المدن، وأشعار ظبية مقصورة على القرى المجاورة لقريتها. كانت غزالة المقدشية شاعرة فصيحة جميلة وطويلة ممتلئة، تبدو عليها مظاهر القوة والحُسن والصحة، كما أخبر عنها عارفوها في عشرينيات القرن الماضي، وكانت تلقب في كل منطقة تسكنها بالحصان، إلى جانب أن لها جمال المرأة الفاتنة واستعداد الرجل المقاتل حيث كانت تحرس حقول أبيها في أشد الليالي خوفاً وأقتمها ظلاماً، وكان والدها يأمن عليها من ذئاب البشر، لثقته بقوتها وإقتناع الرجال من مراودتها لأن شهرتها بالصلابة والشجاعة كشهرتها بالجمال، وشهرتها بالشعر كشهرتها بتواضع الطبقة، لهذا طمع فيها كبار رجال البلد، إلا أنها أمتنعت عنهم وكانت تفضح بالشعر كل من يحاول مراودتها كما في هذا النص: يا رجال البلد قد المثمر مخالف جاء يطوف الذرة أو جاء يطوف المكالف قال يشتي غزال وإلا يزيد الغرامة باضربه بالقذال وإلا اربطه بالعمامة لا رجع يا رجال ماشي عليّ ملامه امتلكت غزالة المقدشية كثرة الحس ووفرة تقاليد الشعر القبلي كما في نصها الآتي: قالوا غزال وأمها سرعة بنات الخُمس ما به خمس يا عباد الله ما به سُدس من قد ترفّع لوى رأسه وعدّ البُقش وقال لا بأس كم يحبس وما يحتبس سوا سوا يا عباد الله متساوية ماحد ولد حر والثاني ولد جارية عيال تسعة وقالوا بعضنا بيت ناس وبعضنا بيت ثان عينه ثانية عندما زوجها أبوها غيرما تريد، دخلت الباله ليلة الزفاف وأنشدت هذا الشعر الجميل: يا ناس ما كان ودي غير ناصر قراع ذي كان رفيقي من يوم ما كان ثوبي ذراع .. أما الشاعرة “ظبية النميرية” فقد أحبت فتى له عشرون من الأبل وأحبها ذاك الفتى فطلبها من أبيها فوافق على أن يدفع ثلاثين من الأبل فأغترب الفتى ليشتري ما بقي من الأبل فأرسلت بقصيدة تقول فيها: أمانة الله يا ذا العيس يا ماويات قلّي لذاك الصغير يا حسين الصفات قلّي لذي قد تلم زرعه وأصبح نبات أن بايجي يصربه وإلا فهو للممات غزالة المقدشية دخلت تاريخ الشعر لأنها كانت أغزر إنتاجاً، أما “ظبية” فقد كانت شاعرة مُقلّة.