فنان شاب, صاحب أداء متميز, يبهرك بأخلاقه وتواضعه واحترامه للآخرين, صاحب صوت جميل ,وابتسامة دائمة يعتبر من الفنانين اليمنيين القلائل الذين قدموا ما يعرف ب” الأنشودة الشبابية” المصطلح الجديد في الساحة الفنية العربية ، الفنان المنشد محمد العماد، من مواليد صنعاء عام ,1986 وعلى الرغم من قصر عمره الفني ,إلا أنه حقق نجاحات بارزة ,عن بداياته والأناشيد التي قدمها, وآرائه في الإنشاد والمنشدين في اليمن يحدثنا في أول لقاء صحفي له خص به «الوان الجمهورية » إلى الحوار: .. حدثنا كيف بدأت مسيرة الإنشاد ؟ كنت أنشد في المدرسة والمسجد بجانب حفظي القرآن الكريم وكنت أقرأ القرآن وكان صوتي جميلا وكان الآباء والعجائز الموجودون في المسجد يشجعوني فواصلت النشيد حتى جاءت فترة وكنت أحفظ أناشيد مناسبات الأعراس إلى أن بدأت الإنشاد في الأعراس ثم تطورت وبدأت أسجل أعمالا لشركات إنتاج ولبرامج تلفزيونية. .. وماذا عن أول عمل خاص بك ؟ كانت لدي أعمال قليلة وأول عمل خاص كان بي كان “ إلا اليمن ماني بناسيها “ وهذا العمل الذي وصل محمد العماد إلى كل بيت وكانت أول أنشودة ظهرت لي وحققت صدى غير عادي في اليمن ولدي أناشيد صنعانيه وأناشيد وطنية وأناشيد من التراث وثاني عمل اشتغلته نشيد” الله اكبر” . .. إذا توقفنا عند أنشودة : هوى اليمن عندي وبس ,لماذا حققت شهرة كبيرة.. هي وأنشودة “مادام اليمن أولاً دام الخير دام الهناء” ؟ سبب نجاحها يرجع لأنها بثت في ثاني أسبوع من أسابيع الثورة وكان أول اقتحام لساحة التغيير في الفجر ولاقت الأنشودة صدى غير عادي وكانت من أوائل الأناشيد التي حفزت للثورة ولله الحمد ولا يزال صداها إلى اليوم و أنا عندما أقوم بتأدية هذه الأنشودة أبكي متأثراً بها لأنها تذكرني بالشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية من أجل أن يكون اليمن أولاً . .. من يكتب لك كلمات أناشيدك ومع من تتعامل من الملحنين؟ الشعراء والملحنون المتميزون قلائل, وأنا أتعامل مع الشاعر دهاق الضبياني الذي يكتب لي أكثر الأناشيد التي قدمتها وتعامله جميل ويكتب لي الكلمات من خلال رسم الفكرة لأنشودة ما, وهو يعمل لي ما أطلبه بسلاسة الكلمة والرسالة الكاملة التي يمكن أن تختصر في شعره بأربع كلمات, أيضاً هناك الشاعر الرائع مجلي القبيسي وكذلك الشاعر ماجد السامعي الذي سيكون له مستقبل واعد في الإنشاد وهو صاحب الكلمات الرائعة أما الألحان فهي للأستاذ جميل القاضي , وبالمناسبة الأستاذ جميل القاضي من لحن لي “ما دام اليمن” ولا ننسى القادم بقوة إلى الساحة الفنية الإنشادية إبراهيم الصلاحي المنشد المعروف والمتميز وهو من لحن لي أنشودة “العيد عيد العافية” وأيضاً لحن لي أنشودة “غريب والغربة مرة والدمع في العين حراق امسي ويومي وبكره مشتاق يا أحباب مشتاق” وهي أنشودة عن المغتربين اليمنيين أيضاً الأستاذ عمار الشيخ الذي لحن لي أنشودة “أنا يمني وأسقي الكون بالإيمان والحكمة وطبع المؤمن الإيمان والأجر في كثر صبره “. .. المبدع محمد العماد نلاحظ أن أغلب أناشيدك فردية ,بمعنى لا توجد لديك ألبومات؟ أكون معكم صريح لسبب بسيط وهو أن الأناشيد الفردية تعينك على الظهور اكثر من الألبومات من ناحية إخراج الألبوم قد ربما الألبوم يلاقي صدى لكن ثلاث أو أربع أناشيد تحقق نجاح والباقية لا تأخذ نصيبها من الاهتمام وأنا أركز على الكيف وليس الكم من لحن وأداء وكلمات وتوزيع بحيث إنني استطيع أن أوصل للسامع رسالة وأحياناً يتأثر السامع بالنشيد أكثر من خطبة الجمعة وقد ربما تؤثر عليه إيجابياً في حياته اليومية ومن هذا المنطلق أعمل كليبات وأناشيد فردية و أنا لا يمكن أن أعمل البوما وأخسر عليه، نركز كما أخبرتكم عن الكيف فالأنشودة عندما تكون هادفة يكون لها معنى ومستمع فالأنشودة التي تحمل رسالة هي الأنشودة الصحيحة. .. برأيك هل من العادي أن يفصح الفنان أو المنشد عن انتمائه السياسي, أم أن هذا الشيء يؤثر في شعبيته؟ كلا هو حر في رأيه وتعبيره وفلسفته في الحياة, لكنني أقول دائماً أن المنشد هو منشد للوطن, وأنا أنشد لليمن ولا أنشد لأي حزب أو جماعة أو فئة سياسية، حزبي هو اليمن , المنشد في اليمن غير المنشد في دول أخرى سواء في الخليج أو في أي مكان في الوطن العربي للأسف الأحزاب والمنظمات والمؤسسات لا تهتم بالفن والفنانين والمنشدين قد ربما أن بعض المنشدين لا يجدون قوت يومهم بسبب عدم وجود داعم لهم، ولا يحصلون على دعم ويخسرون دائماً ويقدمون من حساباتهم الخاصة لإنتاج أعمال تخصهم.. أتمنى أن يوصل كلامي لكل المهتمين, المنشدين والمبدعين في اليمن كثر وقادرين على إيصال صوت اليمن في كل أنحاء العالم. .. لكن بعض المنشدين ادخلوا الموسيقى في أناشيدهم, وهذا غير محبذ عند بعض متذوقي الإنشاد اليمني ؟ البعض يستخدم الموسيقى صحيح و أنا استخدم الموسيقى ولكن في بعض الأعمال بإيقاع وبعض الأعمال بدون إيقاع مثلا بعض الأناشيد قمت بعملهم بثلاثة أوجه لأن الجمهور يريد هكذا, والناس انجذبوا للموسيقى وهذا الكلام أقوله بصراحة, أنا أقول أنه لم يعد هناك منشد يؤدي بدون إيقاع والآن الأورج طغى علي بأناشيد التراث وهذا خطأ وبالذات في الأعراس قديما لم يكن يعجب الناس إلا منشد الصوت فقط, لكن الآن ضروري أن أقدم زفة بصوتي فقط دون موسيقى ولو حتى 20دقيقه , والبعض يطلب الإيقاع والبعض يطلب الموسيقى وبداياتي كانت بدون إيقاع استخدم المشارب والقصائد. .. كيف تقيم وضع جمعية المنشدين اليمنيين ؟ دور جمعية المنشدين أكبر من أن أقيمه، وأنا لم أدخل الجمعية والذي أعرفه أن الجمعية تضم شتات المنشدين اليمنيين وأتذكر إنني زرتهم مرة واحدة واختبروني ولم أعد أراجعهم أردت أن أصنع شخصية إنشاديه خاصة بي وان أكد وأتعب، أقول ذلك لأن بعض المنشدين يتخذ النشيد مهنة، وهذا خطأ لأن النشيد هواية. .. وماذا عن منشدي الأعراس؟ ليس عيباً أن يستضيفوني أناس في أعراس أو حفلات أو في حفلات تخرج أو مؤسسات حكومية أو جمعيات أو منظمات، ليس عيباً أن آخذ أجرا مقابل عملي وأن أظهر موهبتي واستلم أجرا لا عيب في ذلك، لا أمارس أي عمل غير النشيد و شخصياً أحب أن أعمل في مجالات الإعلام والفن، و النشيد لا يذوب بعضهم يقول النشيد يذوب والأعراس أحياناً مواسم فمثلاً أيام الشتاء تقل الأعراس ولا يجد المنشد وبعض المنشدين أي عمل في جهات حكومية أو خاصة، ولا يمتلكون مهنا معينة، المنشد ليس بصوته ولا بجمال صورته ولا بجاهه ولا ماله ولكن بتواضعه وأخلاقه بين الناس. .. حدث الجمهور عن مشاركاتك في الحفلات والمناسبات داخل وخارج اليمن؟ حضرت مهرجانات في محافظات” شبوه، تعز، عدن والحديدة” وكنت أحضر لإحياء أعراس ومهرجانات الجالية اليمنية في المدينةالمنورة وقبلها كنت أحيي أعراسا في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. .. ظهرت في قناة يمن شباب وقناة سهيل ,هل القنوات الفضائية في اليمن تدعم المنشدين؟ قنوات تدعم المنشدين لا، هناك قنوات ظهرت بحكم أن المشاهد اليمني أصابه الملل من السياسة ,هناك قنوات رائده حاولت إظهار مواهب الشباب مثل قناة “ يمن شباب” التي اهتمت بجانب الفن أيضا قناة “سهيل” التي أظهرت كثيرا من المنشدين وأخرجتهم للنور وخدمة الأنشودة اليمنية, أما بالنسبة للقنوات الفضائية الرسمية لم تكن تدعم النشيد والمنشدين قبل الثورة الشبابية ولم تظهر أناشيدي في القنوات الحكومية “قناة اليمن وقناة سبأ والإيمان” إلا بعد الثورة الشبابية الشعبية السلمية والحقيقة أن المنشدين الشباب لم يظهروا إلا بعد ثورة الشباب. .. هل هناك أناشيد قمت بتقديمهما مع منشدين أخرين؟ هناك أعمال مع بعض المنشدين تحمل رسالة, وقد قمت بتقديم دويتو أنا والمنشد “ خالد مفلح” الذي اشتغلت أنا وهو أنشودة “جنح فؤادي وامتطى شوقه وحن لأهل الوفاء والجود “ وكان الدويتو الوحيد والآن هناك دويتو جديد مع المنشد “ عمار الشيخ “ وأيضاً عمل قادم مع مجموعة من المنشدين ،لدي أناشيد لم تظهر وقدمت أناشيد توعوية عن مرض الإيدز فمنذ 5سنين وأنا تطوعت بعمل حفلات في عدد من المحافظات حفلات توعوية لمرض الإيدز, وأول أنشودة كانت ضمن أوبريت تتحدث عن الإيدز وأنشودة أخرى مع عمار الشيخ “سجلنا طوينا صفحة الماضي لا تمييز ولا وصمة “ولدي أنشودة سجلتها عن الرزق الحلال وأنشودة” إلا اليمن ماني بناسيها “وأنشودة” الله اكبر شعبنا كبر من كل من قال أعلن الثورة “ وأوبريت “باسم الوطن” وهو عمل وطني جديد وأناشيد لمشاريع تخرج وإن شاء الله ستكون هناك أعمال جديدة عن المرور والإطفاء تخدم المجتمع. .. من قدوتك في النشيد؟ أنا اسمع لأكثر المنشدين لكنني أميل للأستاذ جميل القاضي والأستاذ عصام العصامي والأستاذ عمار الجالدي. .. هل صحيح أن هناك أنشودة شبابية أو غير شبابية؟ أؤدي الأنشودة الشبابية لأنها تناسبني, والشبابية عادة تكون راقصة أنشودة إلا اليمن هي أنشودة راقصة وعندما تحضر عند ناس ويكون إيقاعها بسيط لكن لا أحد يتفاعل معك ولو سجلت زاملا شعبيا فستحصل على صدى غير عادي . - لماذا تركز في أناشيدك على اللون الصنعاني ؟ أحب التنوع في الألوان و لست مركز على الصنعاني لدي أناشيد إيقاعها هندي وصنعاني وأخرى إيقاع مقارب للراب، المنشد عندما يتعدد في اختيار الألحان يحاول يرضي جميع الأذواق وأنا لست متمكنا من جميع الألوان ولكني أحاول أن أتقنها. .. برأيك هل سياتي يوم ويكون هناك أناشيد مشتركة بين منشدات ومنشدين في اليمن ؟ هذا موجود في بعض الدول الإسلامية وبالتحديد “ إندونيسيا وماليزيا”, ولا يوجد في اليمن هناك أطفال صغار إناث وذكور ينشدون في اليمن , وأنا تابعت أناشيد الحوار الوطني في اليمن وكانت جميلة فإذا كانت المنشدة ملتزمة وفي إطار الحشمة والأدب والخلق الرفيع, لا يوجد مانع أن أكون بجانب امرأة محترمة تقدم أنشودة ملتزمة وتحمل رسالة وأبعاد. .. البعض يقول المنشدون لم يعودوا منشدين أصبحوا فنانين؟ هل أنت مع هذا الطرح؟ أي شخص مبدع في عمله يقال له فنان والناس يقولوا في اليمن أن كلمة فنان عيب مثلا المصور عندما يصور باحتراف يقال له فنان، كلمة فنان ليست عيبا ,بعض الناس عندهم كلمة فنان عيب وهذا قصور في الفهم. .. بماذا يطمح محمد العماد؟ الطموح هو أن أكون نجماً على مستوى الوطن العربي والنية لله الحمد صادقة واسأل الله أن يوفقني في خدمة اليمن والإسلام والمسلمين وتقديم أنشودة وطنية ومحترمة, وأمنيتي أن أرفع اسم اليمن ويصل صوت اليمن إلى كل أنحاء العالم. .. كلمة أخيرة ؟ أشكر صحيفة الجمهورية وصفحة “ ألوان” التي تهتم بالمنشدين اليمنيين وشكراً لك على هذه المقابلة التي تعد أول مقابلة صحفية لي.