كانت آخر مرة عهدي بالقائد الكشفي الأخ فضل أحمد يحيى «رحمة الله عليه» قبل وفاته بأسبوعين عندما أوصلني بدراجته النارية إلى مشواري الخاص، ونسقت معه لأن يتقدم للعمل مدرساً في مدرسة التميز كمدرس لمادة التربية الرياضية، نظراً لما لديه من حماس ونشاط وعطاء متجدد على طول، ولما لديه من خبرة كبيرة في المهارات الكشفية التى يجيدها. فضل كان شعلة من النشاط والحماس وقمة في العطاء لكل من يحتاج منه لخدمة ولم يكن يتردد في تقديم المعروف والفكرة لأحد، ولذلك فقد كسب حب كل من عرفه وكسب قلوب القريبين منه كثيراً. فضل شقيق لاعب الرشيد في تعز عبد الرزق الرقيحي الذي كان له جولاته ولكن لظروف العمل ولقمة العيش ترك اللعب مبكراً وتفرغ لعمله «معلم» ، بالإضافة إلى شقيقه الأكبر «خالد» خريج كلية التربية في تعز وهو زميل دراسة هو الآخر يجيد مهارات كثيرة. ولذلك فلا غرابة عندما كنا نرى الراحل إلى الله «فضل» مثل النحلة في نشاطه فكانت ابتسامته تسبق إلى قلب من يتعرف عليه أول مرة، فله روح جميله أسأل الله أن يتقبله بقبول حسن. تعرفت عليه كثيراً من خلال الأنشطة التى كان يقدمها في عدد من مدارس المدينة من خلال تواجده في مفوضية الكشافة بالمحافظة، لم يكن يتغيب عن معسكر كشفي أو مخيم أو نشاط يمت للحركة الكشفية بصلة، فقد كان محباً لهذه الحركة ومثابراً على تطبيق كل ماتعلمه من خلالها، فكان عضو كشفي متميز، لذلك فقد كان رحيله خسارة للحركة الكشفية بالمحافظة وكان رحيله مؤلماً لزملاء له في الحركة، ولكنها سُنة الحياة التى لايقدر المرء أن يتدخل في تقديمه أو تأخيره، فهي ساعة إذا حانت تعطلت كل عوامل التدخل وتعطلت كل محاولات التوسط لتأجيل الموت لحظة أو طرفة عين ، فهاهو فضل مات وماتت معه ابتسامته العفوية ولكن ستبقى روحه محلقة بين من عرفوه وعايشوه عن قرب. فضل الرقيحي، لم يكن موظفاً رسمياً رغم تخرجه من المعهد العالي لإعداد المعلمين «دبلوم متوسط» في التربية الرياضية، ولذلك كان مكافحاً ومثابراً في تحصيل لقمة العيش من خلال عمله في التدريب في مدارس أهلية أو من خلال دراجته النارية التى سبق وأن تعرضت لسرقة واشترى بدلاً عنها بجهده، فكان من الذين يأكلون لقمة عيشهم من كد عرقهم، ولم يكن متطفلاً على أحد لكي يأكل منه أو يتودد إليه، عاني من المرض «بلهارسيا الكبد» التى كانت سبباً رئيسياً في وفاته ولم يكن يظهر عليه أنه مريض، فكان يشعرك بالسعادة والمرح كلما قابلته وتحدثت إليه. رحيل فضل الرقيحي بتلك الصورة المفاجئة لا اعتراض عليها، لأنه لحظة القدر المحتم لكل من على هذه الدنيا ولكن العبرة في الموت هو الدرس الذي أتعلمه أنا والذي يجب أن يستوعبه كل شخص في الدنيا تمادى في حياته وتجاوز حدود علاقته مع الله إلى المعصية والمجاهرة بالسوء أن يراجع الموقف قبل الرحيل،لأن الموت أقرب من حبل الوريد..فمن يدّعى أنه مواصل التمترس في الدنيا فهو واهم ولا يدرك الحقيقة. رحيل الرقيحي رغم الألم لمحبيه ولأسرته إلا أنه رحيل لابد منه، لأن ساعته كانت تدق لكننا لم نكن نشعر بها ولذلك فموته رسالة لزملائه في الحركة وفي كل مكان أن لا تغتروا بالصحة ولا تغتروا بالقوة، فقد تكون قشرة موز أو خبطة بجدار، بل قد تكون شوكة سبباً في وفاة الإنسان..فهل نحن متعظين بالموت؟. أسأل الله العلي القدير أن يتغمد الراحل بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان..«إنا لله وإنا إليه راجعون». عمق الهامش: المرض قد يكون تطهيراً للإنسان قبل وفاته وقد يكون سبباً مباشراً لرحيل الإنسان من دنياه، ولذلك أسأل اللّه تعالى أن يمن بالشفاء على الأخ الكابتن أبو بكر مهدي (البكري) اللاعب السابق في فريق القوات المسلحة لكرة القدم إبان عهد التشطير من المرض الذي يعاني منه «ذبحة صدرية»، وهو شخصية هادئة وصاحب خلق كبير حيث تم إسعافه إلى المستشفى، لأن المرض أخذ منه صحته..فهل تشفع له نجوميته وعطاءه لكرة القدم في حياته وتدعي من كان يعرفه أن يكون قريباً منه اليوم في محنته الصحية. هناك كثير من لاعبي اليمن يعانون الأمرين مر الحياة وقهرها ومر المرض وآلامه..فهذا عادل سعيد كذلك يعاني من المرض ومعه مشكلة مع محتلي أرضه وتهديم منزله ،والأخ عبدالله قائد لاعب الصقر في الثمانينيات زامل العديد من نجوم الصقر منهم علي هزا ع، أحمد ناصر، خالد محمد علي، الكوكباني، محمد درهم، سمير ملاطف ولعب لفريق الصحه في بداية التسعينيا ت يعاني من إصابة في فقرات العنق، وعبدالله المتوكل كذلك وغيرهم كثير..السؤال هنا:مادور جمعية قدامى اللاعبين حيال النجوم الذين يتساقطون جراء قهر الحياة لهم وشظف العيش؟. [email protected]