نهاية الانقلاب الحوثي تقترب.. حدثان مفصليان من مارب وعدن وترتيبات حاسمة لقلب الطاولة على المليشيات    الأحزاب والمكونات السياسية بتعز تطالب بتسريع عملية التحرير واستعادة مؤسسات الدولة    لحظة إصابة سفينة "سيكلاديز" اليونانية في البحر الأحمر بطائرة مسيرة حوثية (فيديو)    شركة شحن حاويات تتحدى الحوثيين: توقع انتهاء أزمة البحر الأحمر رغم هجماتهم"    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    يوم تاريخي.. مصور يمني يفوز بالمركز الأول عالميا بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في برشلونة (شاهد اللقطة)    تشافي لا يريد جواو فيليكس    مركز الملك سلمان يمكن اقتصاديا 50 أسرة نازحة فقدت معيلها في الجوف    تفجير ات في مأرب لا تقتل ولا تجرح كما يحصل في الجنوب العربي يوميا    للزنداني 8 أبناء لم يستشهد أو يجرح أحد منهم في جبهات الجهاد التي أشعلها    عودة الكهرباء تدريجياً إلى مارب عقب ساعات من التوقف بسبب عمل تخريبي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    هجوم جديد على سفينة قبالة جزيرة سقطرى اليمنية بالمحيط الهندي    رئيس جامعة إب يطالب الأكاديميين الدفع بأبنائهم إلى دورات طائفية ويهدد الرافضين    نابولي يصدّ محاولات برشلونة لضم كفاراتسخيليا    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    عقب العثور على الجثة .. شرطة حضرموت تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة بعد ضبط متهمين جدد .. وتحدد هوية الضحية (الاسم)    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    اتحاد كرة القدم يعلن عن إقامة معسكر داخلي للمنتخب الأول في سيئون    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بني حشيش أرض القصور والمخزون الغذائي

مديرية بني حشيش أرض القصور والحصون والمدن التاريخية، والصناعات النسيجية، والعديد من الصناعات كصناعة العقيق والجزع والجلود والثياب اليمانية الموشاة وصناعة الأصباغ المختلفة نتيجة زراعة النباتات التي تتكون منها. وأرض المخزون الغذائي الذي يمد العاصمة بالخيرات، وقد شهدت مديرية بني حشيش إنجاز العديد من المشاريع في كافة مجالات التنمية، ففي مجال الاتصالات وتقنية المعلومات شهدت المديرية توسعات كبيرة في إجمالي السعات المجهزة فيها (9928)خطاً هاتفياً موزعةً على اثنى عشر موقعاً تتثمل في (4)سنترالات، و(4) كبائن ألياف ضوئية، و(4) محطات ريفية منها محطة يمن موبايل، هذا ما ورد في كتاب (محافظة صنعاء وخيرات الوحدة 1990-2005م)، وقد ورد في نفس الكتاب أن المشاريع التي تم إنجازها في مختلف المجالات نذكرها على النحو التالي: مجال الاتصالات وتقنية المعلومات (7)مشاريع، مجال الصحة العامة والسكان (6)مشاريع، مجال المياه والبيئة (8)مشاريع، مجال الكهرباء (2) مشروعان، مجال الأشغال العامة والطرق (3)، مجال الداخلية والأمن (1)، مجال الزراعة والري (9)مشاريع، مجال التربية والتعليم (32) مشروعاً، مجال الأوقاف والإرشاد (9)مشاريع. ويلاحظ أن الكثير من الخدمات في وقتنا الحالي ينقصها الموازنة الخاصة بالتشغيل والإدارة لهذه المشاريع، فلا ترصد في موازنة هذه المشاريع إلا مبالغ زهيدة تكاد أن تكون رمزية، وبعض الأحيان لا ترصد المبالغ اللازمة للتأثيث والتجهيز.
الزراعة في بني حشيش وما جاورها من المناطق
لقد عرفت اليمن منذ الأزل بأنها أرض زراعية، ولقد وصفنا أرضها بالمعجزة، قال تعالى(لقد كان لسبأٍ في مسكنهم آية جنتان بلدة طيبة ورب غفور)سورة سبأ، ومديرية بني حشيش ذات تضاريس جبلية، وتوفرت فيها العوامل الأساسية من المناخ الجيد والتربة الخصبة والمياه الوفيرة. وقد استطاع الفلاح اليمني في عموم اليمن وفي مديرية بني حشيش التي كانت وديانها مصدر خير وثراء، وكانت الآبار المنتشرة في طول وعرض وديان بني حشيش سواء كان مطوية أو غير مطوية، أن يستفيد من خصوبة أراضيها ويقوم بزراعة كل ما يمكن زراعته من فواكه ونباتات وحبوب، كما أشرنا إلى ذلك في الحلقة الأولى من بني حشيش، وبذلك تنوعت المحاصيل الزراعية في بني حشيش ومنها: البر، الحنطة، القمح، العلس، الشعير، الذرة. ولقد وصف الهمداني الذرة بأنواعها (البيضاء، الحمراء، الجعراء، الغبراء، التي لا شبيه لها). وكانت الحنطة في صنعاء – وما جاورها ومنها بني حشيش وسنحان وبلاد الروس ونهم – تزرع على دفعتين والذرة على ثلاثة دفعات وأربع. وتكثر زراعة الذرة في مناطق صنعاء وغيرها من مدن اليمن الأخرى لأنها تتحمل الجفاف. وقد جاء في كتاب (صنعاء الحضارة والتاريخ) أن صنعاء (وكانت تعتبر بني حشيش من صنعاء) كثيرة الفواكه، ومن أشهرها أشجار الكروم (العنب) وقد أشرنا إلى ذلك في الحلقة الأولى من بني حشيش وهي المفضلة لدى اليمنيين، إلا أن ما ورد في كتاب (صنعاء الحضارة والتاريخ) يشير إلى أن أنواع العنب تصل إلى قرابة سبعين نوعاً. وقد ذُكِرَ في المصدر المشار إليه أن صنعاء والمناطق المجاورة لها كانت تزرع الموز، وكانت ثمرته تقطع كل أربعين يوماً، وهذا يدل على وفرة المياه لأن زراعة الموز تحتاج الماء الكثير، أما الآن فقد نضبت الكثير من الآبار بسبب (الأرتوازات) التي تسحب المياه لأجل زراعة القات، وصدق الله العظيم القائل: “إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم”. ويزرع أيضاً قصب السكر، والنخيل، وربما أن تغير الطقس الآن كما كان عليه في الماضي من الأسباب المؤدية لعدم زراعة هذه الأصناف الآن، أو الإهمال وعدم الاهتمام من المزارعين كما كان أجدادهم قبل مئات السنين، وهذا تأكيد لوصف اليمن بالخضراء لم يكن نابعاً من فراغ، وإنما من كثرة أشجاره وتنوع مزروعاته حتى طغت الخضرة على جبالها ووديانها لكثرة الأمطار فيها، وإذا كان يوجد في مراكز النواحي قبل الثورة ولدى بعض كبار المزارعين مدافن يدفن فيها عشرات الألآف من الأقداح من الحبوب والذرة والشعير والقمح وغيرها من الحبوب، وكانت الدولة في ذلك الوقت تأخذ من المزارعين الزكاة عيناً وتقوم الدولة بخزنها في المدافن أو الشُّوَن التي عرفتها اليمن في عصور ما قبل الإسلام وما بعده، نظراً لخبرتها في خزن الحبوب. وكان الفلاح اليمني حريصاً على منتوجاته من الحبوب فحفر مدافن في الأرض في بيته لخزنها فيها، إذ أن البر يبقى فترة طويلة في هذه المدافن دون أن يتغير. كما تزرع الإجاص المعروف الآن بالإنجاص، والمشمش، والسفرجل، والتفاح الحلو والحامض والخوخ الحميري والفارسي، والخوخ الهندي، والكمثرى واللوز والتين والرمان وهو أربعة أصناف: الماوي والمليس والصنعاني والبلدي والحامض، والبطيخ (الحبحب) والذي يزرع في قرية العصري في بني حشيش وهو من أجود أنواع الحبحب في اليمن كافة وهو شديد الحلاوة، والبرقوق، والفرسك، والجوز.
كما اشتهرت صنعاء بزراعة أنواع الرياحين، وتنوعت فيها أنواع الأزهار، فيزرع فيها الورد، والياسمين، والنرجس، والسوسن. كما يزرع فيها ضروب الزهور، والبردقوش.
الصناعة في بني حشيش
الصناعة في بني حشيش وما جاورها من المناطق كصنعاء وخولان وسنحان وبني بهلول، ومن المعروف أن مدينة صنعاء والمناطق المجاورة لها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً كانت يوجد فيها المواد الخام اللازمة للصناعة حيث اشتهرت صنعاء وما جاورها بازدهار العديد من الحرف كصناعة السيوف نظراً لتواجد معدن الحديد في جبل نقم، ويروى أن الإخباريين يرون أن أول من عمل السنان من حديد هو (ذو يزن الحميري)، واستطاع الصانع اليمني أن يطوع الحديد لصناعة الأدوات والآلات، والأسلحة كالسيوف، وقد وصف ابن المجاور سيوف صنعاء: “يضرب في صنعاء متقدم قصير لأنه سيف الرجّالة يقطع اليابس والرطب”، ونالت السيوف شهرة فائقة حتى أنه من أراد تكريم أحدٍ أهدي إليه سلاحاً يمانياً، وقد وصفت بأنها أحسن السيوف ذات بريق في الظلام. ونظراً لتواجد مادة العقيق في بني حشيش وفي سعوان، فقد اشتهرت صناعة العقيق في داخل اليمن وخارجها، كما اشتهرت صنعاء والمناطق المجاورة لها بصناعة الجلود لتوفر المواد الخام من الأغنام والأبقار والثيران بكثرة نتيجة توافر المراعي في السهول والجبال، وتوفر مادة القرض الذي يزرع في كثير من المناطق اليمنية وقد تكونت قاعدة انتاجية للتصنيع والتصدير في صنعاء وفي المناطق المجاورة لها. ويذكر أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتبعثني يا رسول الله إلى اليمن أهل المصنع والصنائع”. وقد اشتهرت صنعاء بالعديد من هذه الصناعات مثل: صناعة الغزل والنسيج، ويظهر في نصوص المسند أن الملوك اليمنيين اهتموا بهذه الصنعة وأسسوا دوراً للنسيج، استمرت إلى بعد الإسلام ونالت شهرة فائقة خارج اليمن في الشام والعراق والعالم الإسلامي، واشتهرت بالعديد من المنسوجات والثياب. وارتبطت بصناعة الغزل والنسيج حرفة الصباغة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالألوان، وصناعة الألوان وتثبيتها يرتبط بالكيمياء الصناعية.
نظراً لتواجد معدن الذهب والفضة في جبال صنعاء والمناطق المجاورة لها، ومنها منجم الرضراض في نهم، فقد اشتهرت صنعاء (التي تقع بني حشيش ضمن تسميتها هذه) بصناعة الذهب والفضة، وقد نالت شهرة فائقة إذ قدمت صورة رائعة عن مهارة اليمني في صناعة الذهب والفضة، بداءً باستخراج الذهب ثم ما يمر بها من مراحل معالجات متعددة بحيث يحصل بعدها على جوهر المعدن الخالي من الشوائب، حيث كان يتقنها اليمنيون اتقاناً كبيراً..
شبام الغراس قبل الإسلام
يعود تاريخ مدينة شبام الغراس إلى (القرون الثلاثة الميلادية الأولى) على الأقل - إن لم تكن قد بنيت في ( القرون التي سبقت الميلاد ) - ، وكانت تمتاز بتحصينها الطبيعي حيث بنيت عند سفحي جبلين، ويحميها من خلفها تحصينات أقيمت لحمايتها، وتنتشر في منحدرات جبلية الكثير من الممرات الضيقة التي يصعب اجتيازها من قبل القوات المهاجمة، وقد كانت مدينة شبام هذه حاضرة لقبيلة من ثلاثة فروع كانت تشكل اتحاد قبيلة سمعي الكبيرة التي تقع أراضي القبيلتين إلى الشمال والشمال الغربي من شبام ، وهذه القبيلة هي التي تطلق عليها النقوش اسم قبيلة (يرسم ثلثن ذهجرم) أي ثلث القبيلة الكبيرة المسمى ذي هجرم – أو الذي في المدينة شبام – لأن القبيلتين الأخيرتين هما حاشد وحملان، وقد كانت قبيلة سُمعي الكبيرة، تعتبر إحدى القبائل التي انضمت إلى اتحاد قبائل دولة سبأ، وأراضيها تندرج ضمن نطاق الأراضي السبئية منذ (القرن السابع قبل الميلاد)، ولكنها بدأت في الظهور كقوة قبلية مع بداية أفول دولة سبأ في (القرنين الأول والثاني الميلاديين)، حيث وقفت إلى جانب الدولة السبئية في صراعاتها مع أعدائها التقليديين الحميريين أو الريدانيين ، وقد وصل أفراد من هذه القبيلة إلى كرسي الحكم في مأرب من أمثال “وهب إل يحوز” الذي حكم في منتصف ( القرن الثاني الميلادي).
وقد نحتت مقابر “شبام الغراس” في الصخور الشديدة الانحدار لجبل ذي مرمر، وجبل قهال، وجبل مصلح – الذي يقع في جنوب شبام وهو الذي استخرجت منه المومياوات – وقد نحتت هذه المقابر في الصخور على هيئة غرف، وفي داخلها وضعت الجثث المحنطة.
هجر العلم في بني حشيش
ذكرنا في الحلقتين السابقتين من مديرية بني حشيش العديد من الهجر العلمية فيها، وهي: (هجرة الأبناء، هجرة بيت السيد، هجرة الحنكة، هجرة شعب زايد، هجرة أهل صراب، هجرة ذي مرمر)، واليوم سنتحدث في هذه الحلقة عن هجرة بهمان، وهي هجرة من هجر عديدة في هذه المديرية المشهورة بكثرة هجرها العلمية التي خَرَجَ العلماء الذي دَرّسوا فيها من تحت أيديهم عدد كبير من التلاميذ والذين أصبحوا لاحقاً علماء، وهي:
1- هجرة بهمان: وقد ذكر مؤلف (مكنون السر) أنها من محاسن الجهة، وأهلها فقهاء فضلاء أهل معارف، ونساؤهم كرجالهم في الديانة وقراءة القرآن. وأسسها أهلها على مقتضى حسن النيات، ووقف لها أهل الفضل والديانات، وعلى مسجدها الوقوفات الصالحات المعتبرات، وجعلوا مصرفها أهل العلم والحاجات، ومن وفد إلى مسجدها من المستحقين وأهل الطرقات (السبيل) حتى صارت مقصودة لجميع الإرادات. ولكن هذه الهجرة هجرها الأعيان، وصرفوا فيها العنايات، وأخذوا لها الكفالات من القبائل وأهل الولايات. من أعلامها: علي بن رفيق الله (وأولاده): هو الفقيه الفاضل العارف المبارك جمال الدين علي بن رفيق الله الأزهري، وأولاده: الفقيه الأجل الأكمل فخر الدين عبدالله، وعماد الدين يحيى، وصارم الدين داود، وبدر الدين محمد، أولاد المترجم له فهم من أهل الفضل والديانة والمعرفة، لاسيما فخر الدين وعماد الدين فإنهما من أهل المعارف قرأوا على أبيهم القاضي علي بن رفيق فاستفادوا. وصار عماد الدين مفتياً بل حاكماً مشهورا مقصوداً في السر وخارجها.
من أعلام بني حشيش
تعجُ كتب التاريخ والسير بأعلام بني حشيش من العلماء والفقهاء والمفكرين والحُكام وغيرهم، الذين اشتهرت بهم بني حشيش على مر العقود، ونحن هنا حاولنا ذكر البعض منهم، ولو بشكل مختصر لعدم كفاية مساحة هذا المقال للتوسع في الكلام عن هؤلاء الأعلام، رغم أن هناك الكثير من أعلام بني حشيش الذين لا يمكن إلا أن نسهب في الحديث عنهم، ولكن مكرهٌ أخاك لا بطل. ونورد منهم:
1- عبدالله بن مفتاح: (شارح الأزهار): كان عالماً فقيهاً محققاً زاهداً عابداً، سكن قرية غضران وعمر فيها مسجدها، شرح الأزهار، وقد عم الانتفاع بشرحه للأزهار مئات السنين أجيالاً، توفي يوم السبت 7 ربيع الأول 877ه في صنعاء، وقبره جنوبي صنعاء مشهور في شارع تعز والذي يعرف بالقبر الأبيض.
2- محمد حسن حميد: كان عالماً فقيهاً وله مسموعات كثيرة، قرأ على الفقيه محمد بن أحمد مرغم وغيره وله شرح على التذكرة موسوم ب(المصابيح الزاهرة لالتقاط لآلى التذكرة الفاخرة)، وله (السلوان المنتزع من ابن خلكان) وشرح على (رسالة الحور العين)، وشرع في شرح على (البحر الزخار) فمنعه الحِمام عن التمام.
3- صارم الدين إبراهيم الوزير: إمام المعقول والمنقول، قرأ بصنعاء وصعدة ومشائخه وتلاميذه كثيرون وله إجازات، صاحب التصانيف المفيدة منها (الفصول اللؤلؤية) في أصول الفقه، و(هداية الأفكار إلى مذاهب الأئمة الأطهار) وفيها زيادة على ما في الأزهار، و(الفلك الدوار في الحديث) جمع فيه بين روايات أهل البيت والمحدثين، وله مختصر في (المعاني والبيان)، والبسامة المسماة (جواهر الأخبار) والتي ذيلها العديد من العلماء والأئمة. وله اطلاع كبير على أخبار الأولين والآخرين. توفي بصنعاء في 12 جمادي الآخرة سنة914ه.
4- محمد بن أحمد مرغم: القاضي الحافظ الكبير، من أكابر الأعلام في عصره وله شهرة، من شيوخه القاضي عبدالله بن محمد النجري كان يذهب إليه من الأبناء إلى قرية القابل يوم السبت ويعود يوم الخميس. من اجلّ تلاميذه الفقيه محمد بن حسن حميد. توفي بالأبناء في رجب سنة 931ه عن عمر 95سنة.
5- يحيى حميد صاحب الفتح: الفقيه العلامة المحقق ، قرأ على محمد أحمد مرغم، ومحمد بن يحيى بهران، ومحمد بن أبي بكر الشافعي، رحل إلى مكة ولقى (ابن حجر الهيثمي) وسأله بمسائل وكان يسكن السر من أعمال صنعاء، وفي ترجمته (بالمستطاب) أنه أحد العلماء الأعلام تعجز عن وصفه الأقلام، أخذ عن الإمام (شرف الدين). وقال صاحب (مطلع البدور) أنه نشأ يتيماً في حجر أبى أمه الفقيه عبدالله بن مطهر. وهو صاحب المؤلفات النافعة منها: (شرح الأثمار) المسمى (بالوابل المغزار)، وله (توضيح المسائل الفعلية والمذاهب الفقهية في أصول العدلية)، و (مشاكل الزيدية)، و(التنقيح في جُمل من مسائل أصول الدين)، و(نزهة الأقطار في ذكر بعض مؤلفات الزيدية)، وغيرها. توفي بصنعاء في رجب سنة 990ه، عن 82عاماً.
ومن أهم المراجع التي رجعنا إليها عند إعداد هذا المقال:
(نتائج المسح السياحي في الفترة 1996 - 1999م)، (اليمن دراسة موجزة للمحافظات/ تأليف المرحوم الأستاذ عبدالله بن أحمد الثور/ مطبوعات مطبعة الاستقلال الكبرى – القاهرة)، (اليمن الكبرى/ للأستاذ حسين بن علي الويسي)، (معالم الآثار اليمنية/ إعداد القاضي حسين أحمد السياغي/ من إصدارات مركز الدراسات والبحوث اليمنية- صنعاء)، (هجر العلم ومعاقله في اليمن/ للقاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع)، (صفة جزيرة العرب/ للهمداني)، (الموسوعة اليمنية/الطبعة الثانية)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للعلامة المرحوم محمد الحجري)، (شبام الغراس/ محمد عبدالله باسلامة/ من إصدارات مؤسسة العفيف الثقافية)، (محافظة صنعاء وخيرات الوحدة 1990 - 2005م/ من إصدارات محافظة صنعاء)، (خلاصة المتون في أبناء ونبلاء اليمن الميمون/ للمرحوم السيد العلامة المؤرخ الشهير محمد بن محمد بن يحيى زبارة)، (تاريخ اليمن المسمى فرجة الهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن/ للعلامة الشيخ عبدالواسع بن يحيى الواسعي اليماني)، (الموسوعة اليمنية/ من إصدارات مؤسسة العفيف الثقافية)، (مكنون السر في تحرير نحارير السر/للعلامة المرحوم يحيى بن محمد بن حسين بن حميد المقرائي/ تحقيق العلامة زيد بن علي الوزير)، (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع/ للقاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني/ جمعه محمد محمد يحيى زباره/وضع حواشيه خليل المنصور). (موسوعة القلاع والحصون في اليمن، للباحث الاستاذ/ محمد سعد الغراسي، تحت الإعداد)، (صنعاء الحضارة والتاريخ/ من إصدارات جامعة صنعاء في المؤتمر الدول الخامس للحضارة اليمنية).
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.