الآن ومع وجود الفضائيات اليمنية إستطاع بعض الفنانين إعادة تسجيل أغانيهم القديمة، وهذا التوثيق شيء جميل إلا أنه جاء في وقت ضائع.. كيف ذلك؟ هناك من الفنانين من تم استدعاؤهم إلى الفضائية اليمنية وغيرها من الفضائيات اليمنية الأخرى لتسجيل أغانيهم وهم كُثر في الحقيقة إلا أن هذه التسجيلات لم تضف شيئاً إلى هذه الأغاني، لأن التسجيلات كانت فقط بالصورة أما الصوت فهو نفس الصوت الذي سُجّلت به الأغنية أيام زمان بإمكانيات محدودة.. فبدت أكثر الأصوات مهزوزة وتكاد أكثر الكلمات والعبارات لا تُسمع.. هناك نماذج كثيرة “محمد سعيد عبدالله- أيوب طارش- العطروش” ومجموعة كبيرة من الفنانين وعلى ذلك فالأغاني التي سُجّلت فيما مضى من الأيام، أي في العقود الماضية بصوت واضح ورُكِّب مع ذلك الصوت صورة حديثة للفنان فالتوثيق في هذه الحالة سيخدم الفنان والأغنية معاً.. ويبدو أن هذا التوثيق سيكون أفضل مع الفنانين اليمنيين الذين أُتيحت لهم فرصة تسجيل أغانيهم خارج الوطن في الستينيات والسبعينيات وربما في الثمانينيات.. فقد اتجه بعضهم إلى بيروت وهناك سجّل مجموعة من أغانيه “كأيوب طارش والأنسي وبلفقيه ومحمد سعد” ومنهم من سجّل أغانيه في مصر “كمحمد محسن عطروش وأحمد قاسم” ومنهم من سجّل أغانيه في الكويت, كالمرشدي وطه فارع.. مثل هذه التسجيلات النقية تصلح أن يعيد الفنانون توثيقها في الفضائية اليمنية وغيرها بأشكالهم وأعمارهم التي هم عليها الآن.. لأن الصوت الواضح النقي سيكون طاغياً على شحوب وجوه الكثيرين ونحالة أجسادهم.. وإذا كانت هذه المرحلة المتواضعة الإمكانيات قد مرّت نرجو أن يتم تلافيها الآن مع وجود تقنية تساعد على التسجيل والتوثيق.