فاز الصقر وخسر شعب العاصمة في واحد من امتحانات دوري النخبة الجمعة الفارطة لحساب الأسبوع ال15 ، الفتيان أخفقوا على الطريقة المصرية في الحفاظ على التفوق المبدئي في شوط اللاعبين الأول ليدفعوا ثمن “اللعب” في شوط المدربين عندما اصطاد المدرب إبراهيم يوسف نقاط المباراة الثلاث من مواطنه مصطفى حسن!. إنتهت المواجهة على إيقاعات الفرح الصقراوية التي أكدت بقاء الغواصات الصفراء في القمة التي يزاحمه عليها إمبراطور العاصمة صنعاء الأهلي وبناقص مباراة للأخير ولكن ذلك لا يمنع من التأكيد أن الجولات القادمة ستعطي من يعطيها ، فكلا الفريقين مُنحا بطولة هذا الموسم نكهة خاصة وقوة من ضعفها!. ولعل المتابع لما حدث من شغب عقب لقاء الصقر وشقيقه الشعب كمن يلعب بالنار ، ودعوني أستعجل الحكم وأخالف الجميع لأشير بأصابعي صوب سبب المشكلة بين ناديين شقيقين يجمعهما الحب والرياضة وميدان التنافس منذ عقود. القصة فرح المشجعون وغادروا مبتهجين فقد حدث ما حدث في معركة الأقدام وانتصر الأجدر ، دقائق وصلت إلى الثلاثين أو يزيد وبات عش الصقر خالياً إلا من القائمين عليه ..ولاعبو الشعب والجهاز التحكيمي الذي لزاماً عليه كتابة تقريره كاملاً ، ومجموعة من لاعبي الشعب يحاولون الاستعداد لصلاة المغرب يغتسلون في الحمامات المخصصة للنادي بهدوء إستفز المدرب مصطفى حسن وخاض مباراة أفضل من تلك التي كان يجب أن يؤديها!. قام بثلاثة لاعبين «زهرة – العنبري – العولي» واعتدوا على المشجع عماد العيزري الذي سقط مغشياً عليه جراء ضربه بقوة بالإضافة إلى محاولة تهشيم رأسه بحجر!! وحدث بالفعل ومن هول الصدمة إعتقد الجميع أن الرجل قد مات ففزعوا وعادوا أدراجهم إلى الباص!! .. تسارعت الأحداث نيران تُطلق في الهواء لتفريق الجمع “القليل” ليس للترهيب فقط بل لتأمين الحماية للاعبين . جاءت الإمدادات كون الحادث قد حصل من الأمن و البحث الجنائي وفي ذات الوقت أُسعف “العيزري” سريعاً بأحد الأطقم العسكرية إلى مستشفى تعز ثم فلسطين قبل نقله إلى مستشفى اليمن الدولي ليرقد في العناية المركزة .. وبتأكيدات من إداري الصقر الكابتن أحمد عدنان فقد كان يرافقه الأخوان مراقب المباراة أمين غياث وإداري الشعب علي العواضي للإطمئنان على حالة “العيزري”. وبين شد وجذب بين التحقيق مع مفتعلي المشكلة والمعتدين والحاجة إلى بقائهم كون الحادث جنائي وبين رغبة اللاعبين بالرحيل سوية كما جاءوا وبالذات العدد وبين خوف من أن يقع الفأس في الرأس ويتأكد موت “العيزري” لاقدر الله. حاولت قيادة الصقر ممثلة بالأستاذ رياض الحروي نائب رئيس مجلس الإدارة ومعه الأستاذ زيد النهاري مدير مكتب المحافظ وأحد قادة الصقر السيطرة على الموقف و إحضار وجبة العشاء وتهدئة الجميع فالموقف ورغم صعوبته لكن النموذجية والمهنية تواجدت بقوة ليتم بعد ذلك السماح بمغادرة بعثة الشعب بعد تكفل محافظ المحافظة بعلاج “المصاب” والالتزام بذلك لأسرته والسماح لرجال الأمن والبحث بالذهاب. شاهد من هناك الصحفي والمصور الشاب عبدالناصر الصديق كان حاضراً ووصف لنا كل ما شاهده في السطور القادمة : في البداية كانت هُناك هتافات من قبل الجماهير والمباراة مازالت مستمرة ، هتف جمهور الصقر ضد مصطفى حسن و أنا ألتقط صوراً للقاء ، كان الأخ رياض الحروي نائب رئيس النادي يجلس كعادته في دكة بدلاء فريقه و يشير بيده للجماهير بعدم الهتاف ومواصلة التشجيع ، هذا ما حصل. ويتابع الصديق : في بداية الشوط الثاني بالتحديد ، صمت جمهور الصقر وعاد ليهتف مع تقدم فريقه وتحقيقه للفوز ، وبعد انتهاء اللقاء كنت متواجداً في غرفة الحكام أدون من سجلاتهم دقائق البيانات ، في هذه الأثناء جاء إداري فريق الشعب يطالب الحكم بسرعة إنهاء تقريره ، بعدها غادرت خاصة وأن نادر شخص حكم اللقاء وأكمل التقرير واستلم إداري الشعب نسخته وغادر هو الآخر غرفة الحكام. ويضيف : غادرت بعد حوالي عشرين دقيقة ، فدخل عبر حسابي الخاص في صفحة الفيسبوك المنسق الإعلامي لنادي الشعب يحدثني أن إدارة الصقر تحاصرهم بأطقم عسكرية !! هرعت مباشرة إلى النادي مرة أخرى فوجدت مصفحة عسكرية أمام البوابة الخارجية ودخلت سريعاً إلى إدارة النادي ووجدت ما يقارب 8 أطقم عسكرية من الأمن العام والقوات الخاصة ، ذهبت إلى الصالة المغلقة و لم يحدث ماحدثني به المسئول الإعلامي وكان الأمن قد احتجز لاعبين للتحقيق معهم على ذمة الاعتداء الذي قاموا به في البوابة الخارجية للنادي ولم يكن هناك جماهير تحاصر المكان وكل ما في الأمر أن الأمن أدخل اللاعبين لسلامتهم من أي اعتداء ، مع وجود أخبار أشيعت أن عماد العيزري المشجع الصقراوي قد فارق الحياة وكانت هناك أنباء عن نزول أقاربه للإنتقام وما منعهم هو تواجد الأمن أمام النادي وليس هناك من صحة لذلك. ويواصل الصديق : أخذ التحقيق ما يقارب الساعة والنصف مع اللاعبين المتهمين و الشهود وبعض من جماهير الصقر التي كانت حاضرة أثناء نزول اللاعبين من الباص أمام البوابة الخارجية للنادي وعند انتهاء التحقيق كانت الأنباء تصل إلى مدير أمن المظفر من المستشفى أن العيزري في العناية المركزة وفي حالة غيبوبة وهذا ما جعل مدير الأمن يطالب باحتجاز إثنين من اللاعبين ومغادرة بقية البعثة ، بعدها قام الأخ زيد النهاري عضو إدارة الصقر ومدير مكتب المحافظ بتقديم وجبة عشاء للاعبي الشعب داخل الصالة المغلقة وكان في ذات الوقت المدرب مصطفى حسن قد ذهب إلى السوق ، ثم جاء نائب رئيس النادي الأخ رياض الحروي وأمر بالسماح لكافة بعثة الشعب بالمغادرة وأكد أن إدارة الصقر ستتكفل بعلاج المشجع وكنت معهم وقمنا بعدها بمرافقة البعثة حتى نقطة القاعدة لسلامة اللاعبين من جماهير الصقر الغاضبة الذي تلقت نبأ وفاة أحد المشجعين ، هذا كل ما حصل. الدهبلي في الصورة الأخ محمد علي الدهبلي رئيس مجلس الشرف الأعلى للإتحادات الرياضية في المحافظة كان حاضراً وأكد أن الصورة تلاعب في جودتها .. المدرب مصطفى حسن ، وقد استطاع الصقر السيطرة على الموقف رغم عدم مسئوليتهم أو علاقتهم بما حصل من إعتداء كونه حدث خارج أسوار النادي وبعد ما يقارب النصف ساعة من إنتهاء المباراة التي كانت جميلة وسارت بشكل طبيعي والمسئولية كما أعتقد في الأول والأخير ملقاة على عاتق فرع اتحاد الكرة لكن الجميع تكاتف لأن الرياضة أهدافها عظيمة ولا تخترقها مشكلة أو يشوهها هروب ومن لديه الشك عليه العودة إلى التسجيل الكامل للقاء ومراجعة النادي الذي يمتلك كاميرات مراقبة في كل المنافذ ومعرفة مفتعلي المشكلة. ودعا الدهبلي إلى ضرورة الالتزام من قبل الأندية بالتحلي بثقافة الفوز والخسارة والتمسك بروح الرياضة السامية من قبل كل من يمثلوها لاعبين وإداريين وأجهزة فنية وجماهير ، مشيراً أن المشاكل قد تحدث في أي ملعب وليست مقتصرة على ملعب بعينه ، معتبراً أن تعز تبحث عن بطولة في الوقت الحالي والصقر ذاهب لتحقيق هذا الحلم وجماهير المحافظة والجميع سيقف خلف الفريق للضفر باللقب مع دعم سفيري تعز الآخرين الأهلي والرشيد في بقية المهام الانتحارية القادمة. العيزري : أبحث عن حقي “الجمهورية” زارت المشجع الصقراوي عماد العيزري “23” عاما والذي يرقد في مستشفى اليمن الدولي لمعرفة آخر التفاصيل ، البداية كانت عبر الاستفسار عن حالته الطبية التي استقرت بحسب التقرير الطبي على ضوء كشف جهاز الطبقي المحوري وجود ارتجاج في الدماغ وكسر صدعي أيسر. بعد ذلك تحدث العيزري في البداية شاكراً قيادة السلطة المحلية في المحافظة ممثلة بالأستاذ شوقي أحمد هائل لرعايته وسرعة التفاعل مع حالته مع قيادة نادي الصقر معترفاً بالجميل وتقدير ذلك الموقف غير المستغرب على النموذجي من جهة ومن قبل داعم الشباب والرياضيين. مؤكداً أنه قام بتوكيل محام للبحث عن حقه عبر القانون جراء ما لحق به ، فالضرر كما يقول أكبر مما قد يتصوره أحد ، فالمعتدون بحسب قوله يفترض أن يكونوا قدوة للشباب والرياضيين وإن حدث الخطأ من قبلنا فلا يمكن أن يقابل بخطأ لا يمكن أن يغتفر ولن أسكت عن حقي أبداً والقضاء بيني وبين من اعتدى عليّ ولو كان على سطح القمر. وبدموع لم يستطع حبسها أكد “العيزري” أنه يشعر بحالة من الإحباط جراء بقائه حبيس سرير المرض وجدران لاترحم ما أخره عن الإيفاء بالتزاماته تجاه أسرته وطفليه الصغيرين الذي لا عائل لهم سواه ، ولا يمتلك وظيفة سوى دراجة نارية يبحث من ورائها عن لقمة عيش تقيه ذل الحاجة. الشعيبي .. بلسم الكلمات من جانبه أبدى رئيس نادي الشعب في تصريح نشرته الشقيقة “الثورة” أسفه الشديد للأحداث التي أعقبت مباراة فريق الصقر و الشعب ، مشيراً أنه تفاجأ بما جرى من عملية شد وجذب من قلة قليلة من الجماهير المحسوبة على نادي الصقر وما رافقها من رد فعل غير مسئول صدر عن إثنين من لاعبي فريق الشعب. واصفاً ماحدث ب” سحابة صيف عابرة” ولن تؤثر بأي حال على العلاقات الأخوية والرياضية المتميزة التي تربط بين إدارة الناديي ، مؤكداً أنه قد وجه أمين عام نادي الشعب بالعمل على استقبال بعثة الصقر عندما يلعب هذا الأخير في العاصمة صنعاء وأن نادي الشعب سيكون تحت تصرف الصقراويين في أي وقت K شاكراً في ذات السياق كل من إحتوى المشكلة بعقلانية وهدوء وخص وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني ومحافظ تعز رئيس نادي الصقر شوقي أحمد هائل وأمين جمعان رئيس نادي وحدة صنعاء نائب أمين العاصمة ومدير أمن تعز مطهر الشعيبي والكابتن زيد النهاري عضو الجمعية العمومية لنادي الصقر والذين كان لتدخلهم الرائع الدور الأكبر في عدم تطور أو تأزم الأحداث إلى جانب حرصهم على مرافقة بعثة فريق الشعب وحتى مغادرتها تعز بسلام. نفي القدمي رئيس فرع اتحاد كرة القدم بأمانة العاصمة الأخ راجح القدمي أشار في تصريح نشرته جريدة “يمني سبورت” الاليكترونية أن العلاقة بين الصقر والشعب ستعود إلى ما كانت عليه سابقا كما هو الحال بالنسبة للعلاقة بين مصطفى حسن ورياض الحروي. وكانت الأخبار تؤكد أن هناك تهديدات وسب وشتم من قبل القدمي تلقاها الأخ محمد علي القدسي رئيس فرع اتحاد كرة القدم بتعز ومعه رياض الحروي ونوايا رد الدين في العاصمة حال خوض الصقر مبارياته القادمة هناك وهو الأمر الذي نفاه القدمي ، ولكن «ما من دخان بلا نار». القدمي أضاف لذات المصدر قائلاً : نادي شعب صنعاء سيرحب بنادي الصقر عندما يلعب في أمانة العاصمة ولا صحة لأية تهديدات تقول أن الشعباويين سيقوموا بأفعال معادية ضد أبناء الحالمة ونادي الشعب لن ينتهج غير شعاره الرسمي المحبة والإخاء والتعاون .. وأبدى القدمي استعداد نادي الشعب لفتح بوابته لنادي الصقر في أي وقت. للباحثين عن الإصطياد في الماء العكر خسر الصقر في ملعبه أمام الهلال ولم تُقدم جماهيره مكسورة الخاطر على فعل شيء فهتفت لفريقها وانتهى الأمر ، لعب الصقر وجاره الطليعة الموسم الماضي ومن ثم الأهلي وهذا الأخير معروف عن جماهيره الحضور الجارف والمؤثر فلم يحدث أي شيء في نهاية المبارأتين في ملعب الصقر وخرج الجميع متماسكين تكسوهم الفرحة والحزن وحب المدينة وخاضت جميع الفرق من كل المحافظات - ومنذ سنوات وسنوات - حرب الأقدام دون أن تفكر بالبحث عن أعذار .. فالفوز والخسارة واردان ..فلماذا يحاول بعض المشجعين افتعال «شيء من اللاشيء» سؤال على طاولة اتحاد كرة القدم ورئيسه أحمد صالح العيسي الذي لا يجب أن يتغاضى عما حدث وسيتحمل المسئولية لو استمر الحبل هكذا على الغارب. ولقيادة الشعب والصقر العلاقة التي تربط بينكما ليست وليدة اللحظة بل هي حصيلة عقود طويلة بين فريقين عريقين جمعتهما روح المنافسة في مختلف الميادين والرياضات و تعاون مستمر ومتجذر بينهما ، فلا يجعلا مجالاً لاصطياد أحدهم في الماء العكر ، وللعيزري الشفاء العاجل.
