شاب طموح ووجه إعلامي جديد، وبمجرد مشاهدتك لبرنامجه الأخير «شباب آب» يثبت لك أن له قدرة غريبة على إثبات هويّته دون لفٍّ أو دوران، فبرغم من أن بشير الحارثي مازال إعلامياً يخطو الخطوات الأولى؛ إلا أنه استطاع أن يثبت وجوده كوجه إعلامي جديد قادر على الاستمرار، فقدّم شكلاً جديداً للبرامج «الشبابية» كان ل«ألوان» أن تجري معه حواراً تحدّث فيه عن مشاكل الإعلام والإعلاميين.. .. كيف بدأت حياتك المهنية كمقدّم برامج، وهل تيقّنت عند لحظة معيّنة بصواب اختيارك للوظيفة..؟!. بداية حياتي المهنية في جانب الإعلام كانت عندما التحقت بكلية الإعلام في جامعة صنعاء وتخصّصت في قسم الإذاعة والتلفزيون وتخرّجت من الجامعة؛ تقدّمت لوظيفة في وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» وعملت في صحيفة «السياسية» كمحرّر صحفي، بعدها بعامين تقريباً عملت مراسلاً ميدانياً لأكثر من عام في قناة «سهيل» بالتقارير والريبورتاجات الميدانية والقصص الإنسانية، وقُمت بعدها بتقديم نشرات الأخبار والعديد من البرامج كان أبرزها برنامج رياضي اسمه “خليك رياضي” استمررت في قناة «سهيل» حتى عام 2012م، بعدها انتقلت إلى قناة «يمن شباب» وقدّمت أول برنامج لي هو برنامج سياسي حواري اسمه “اتجاهات” انتقلت بعدها لتقديم برامج فنية ومسابقاتية “ليالي شباب” برنامج «فن» ومن ثم برنامج مسابقاتي اسمه “هلا شباب” في شهر رمضان المبارك لمدة عامين وإن شاء الله متواصل هذا العام، وحالياً أقدّم برنامج شبابي جديد اسمه “شباب up”. الحمد لله؛ رغم أني بدأت عملي في الصحافة؛ لكني بعد أن التحقت بالتقديم في التلفزيون؛ شعرت وقتها أنه المكان المناسب لي ووفقاً لطموحي ورغبتي، وإن شاء الله أكون خفيف الظل على المشاهدين، وأن أقدّم ما ينال إعجابهم، ونخدم الوطن من خلال هذه النافذة التي أعمل فيها. .. ما الذي لا يعرفه الآخرون عن بشير الحارثي..؟! بشير الحارثي إنسان بسيط جداً، يحب الناس جميعاً، يسمع من الحاسد قبل المحب، دائماً هذا الشيء يحسّن من عمله ويدعم تقدّمه في حياته ومجال عمله، أحب البساطة البعيدة عن التكلُّف في الحياة؛ لأن نظريتي في الحياة هي “كلما كنت قريباً من الناس؛ ازددت حبّاً وكُبراً في أنظارهم” وهناك مقولة أو حكمة: “الإنسان كلما كان قريباً من الناس يكبر في أنظارهم، وكلما كان بعيداً ومتكبراً نقص من أنظارهم؛ بل يختفي كالطير الذي نراه في السماء كلما دنا من الأرض كبُر في نظر من ينظر إليه، وكلما ارتفع صغُر وغاب عن أنظار الجميع” قد يظن البعض أني مغرور أو متكبّر؛ لكني عكس ذلك تماماً، فالكبير أبي، والصغير أخي، وأعتقد من الأشياء التي لا يعرفها الآخرون عنّي أني سموح جداً، وأسعد لسعادة الآخرين وأحزن لحزنهم، وكم يسعدني تقدُّم ونجاح أي شاب يمني في مختلف المجالات. .. من وراء فكرة برنامج «شباب آب» وما دوره في قنواتنا التي تهمّش ما يخص الشباب ومشاكلهم..؟!. جاءت فكرة البرنامج بعد أن وجدنا فجوة كبيرة وافتقاراً شديداً للبرامج التي تهتم بالشباب وإبداعاتهم ونجاحاتهم، وهذا البرنامج فتح نافذة كبيرة للشباب، ويتكوّن من عدّة فقرات «طموحات شبابية – وأفكار شبابية - ومبادرات شبابية - وإبداعات شبابية - وقصة نجاح شبابية» البرنامج من إعداد وتنسيق الزميلة إلهام عامر وإخراج الأستاذ عدنان الورافي، ويتم فيه عمل ريبورتاجات ميدانية لكل فقرة، ومن ثم يتم استضافتهم في الاستديو لنقل تجاربهم ونجاحاتهم عبر الحوار مع الشباب والشابات في الاستديو، حاولنا قدر الإمكان رغم الإمكانات البسيطة أن يكون البرنامج بشكل يليق بالشباب من حيث تجهيز الاستديو بشكل نعتبره من أفضل الاستوديوهات في اليمن. .. برأيك هل يساعد “الهندام” في نجاح مقدّمي البرامج، وهل هذا سبب لاهتمام بشير الحارثي بمظهره الخارجي بشكل ملحوظ..؟!. لا شك أن للهندام والمظهر دوراً كبيراً في تقبُّل المشاهد للمذيع؛ لأنه يعكس مدى ثقافة وتحضُّر المقدّم والمذيع التلفزيوني؛ لكن بقدر كبير وأساسي يعتمد على المادة التي تقدّمها للمشاهد؛ لأن المشاهد لم يعد غبياً، فقد أصبح يميّز بين المفيد وغير المفيد خصوصاً مع تزاحم القنوات الفضائية محلياً وعالمياً، ولابد لأي مقدّم أن يحرص على تقديم شيء يشدُّ المشاهد والجمهور إليه؛ مالم بضغطة زر سيعزف عنك وعن برنامجك. أما سبب اهتمامي بمظهري وشكلي الخارجي؛ فهو أنني أحب أن أظهر أمام المشاهد وأمام الجمهور بالشكل اللائق والجميل الذي يتماشى مع عادات وتقاليد المجتمع الذي نعيش فيه، وقبل الاهتمام بالمظهر أن أحرص وأدعو الله أن يرزقني حبّه وحب الآخرين؛ لأن هذا هو الأساس بالنسبة لي. .. ما رأيك في الإعلام الجديد، وهل سيحل محل القديم..؟!. حقيقة في الإعلام الجديد هناك نقلة كبيرة ونوعية في مختلف المجالات فنياً وتقنياً؛ لكن أصبحت السياسات للقائمين على هذه الوسائل الإعلامية تعمل بشكل يسيء إلى الإعلام والإعلاميين؛ لكن نحن نسعى، وأنا شخصياً أحرص على أن أقدّم بعملي الشيء الذي يقدّر المهنية الإعلامية بعيداً عن التضليل وتزييف الحقائق؛ لأن الحقيقة دائماً هي التي تنتصر مها كانت هناك من تشويهات وادعاءات كاذبة تخدم مصلحة أية جهة كانت، وأدعو كل زملاء المهنة إلى أن يتحرّوا المهنية في برامجهم وما يقدّمونه، وأن يجعلوا مصلحة الوطن والمواطن فوق الأهداف الشخصية الضيّقة التي لا تجلب سوى الاختلاف والاقتتال والدمار للوطن، أما مسألة الإعلام القديم وأن الجديد سيحل محلّه؛ فأعتقد أن إعلام اليوم أصبح أفضل من إعلام الأمس في شتّى المجالات. .. ما سر ابتسامة بشير الحارثي الدائمة..؟!. ابتسامة بشير هي تلك الوسيلة التي أدخل بها إلى قلوب المشاهدين والبسطاء من الناس، وأدعو الله دائماً أن تكون طلّتي وظهوري في كل ما أقدّم هي النافذة التي أرسم بها السعادة والفرحة على الجميع، وأدعو الله دائماً أن تكون ابتسامتي صادقة بعيدة عن التصنُّع والتزلُّف؛ لأن ما كان من القلب يصل إلى القلب. .. هل من الممكن أن يستفزّك النقد حتى لو تأخرت عن موعد التصوير بلحظات، وما مدى تقبُّلك للنقد في محيط عملك أو من متابعيك..؟!. من الطبيعي أن تتلقّى استفزازات كبيرة خاصة في مجال الإعلام؛ لأنها بيئة منافسة؛ لكن في وقت التصوير أو البرنامج؛ أمسك أعصابي إلى حد الجمود من أجل ألا تؤثّر على نفسيتي أثناء التصوير والتقديم؛ مهما كانت الاستفزازات أحاول استيعابها، وأقتل كل من يريد استفزازي بالابتسامة والكلمة الطيبة..!!. أما عن مدى تقبّلي لأي انتقاد؛ فأنا بكل أمانة أحرص دائماً على تقبُّل ملاحظات الجميع سواء من العاملين معنا في القناة أم من عامة الناس أو من أبسط المشاهدين، أسمع لها جيداً مهما كانت وأراجعها مع نفسي، وأي شيء أراه منطقياً أعمل به، والذي لا يكون منطقياً أسمع ممن يدلي بالملاحظة لي، ولا أحاول أن أتجاهل أي انتقاد أو ملاحظة مهما كانت، وقاعدتي في الحياة أن أسمع من الجميع حتى من الحاقد والحاسد مادام كلامه قد يحسّن من عملي ويجعل ما أقدّمه بشكل أفضل ومتميّز. .. هل يتدخّل بشير في تفاصيل برنامجه كالإعداد مثلاً أو الإخراج..؟!. أصدقك القول إني أتدخّل في أدق التفاصيل، من بداية البرنامج إلى نهايته؛ لأنه للأسف في بلادنا هناك قصور كبير جداً، وإذا لم يتابع المذيع أو المقدّم كل شيء ستكون هناك فجوات كبيرة ستؤثّر حتماً على ما يقدّمه المذيع، وفي الأخير أغلب المشاهدين يحمّلون الخطأ مقدّم البرنامج حتى ولو لم يكن هو المسؤول عن ذلك. .. هل يغار بشير من زملائه المذيعين، وهل للغيرة حضور تجاهك من زملائك في الوسط الإعلامي..؟!. لا شك أن الوسط الإعلامي مليء بالغيرة والحسد والمنافسة؛ لكني دائماً أتمنّى الخير للجميع، وأي نجاح لأي زميل أسعد به كثيراً، وقاعدتي في الحياة هي كما يقول المثل الشعبي: “نافس ولا تحسد” وأنا الحمد لله أحرص في كل أعمالي على أن أقدّم شيئاً جديداً لبشير الحارثي وبصمته فيه بعيداً عن أي تقمُّص لشخصية أو تقليد أخرى؛ لأنني أؤمن بالقاعدة التي تقول: «كن أنت، فغيرك يتمنّى أن يكون أنت». .. هل ستعود يوماً لخوض تجربة تقديم برامج حوارية سياسية، وإن لم يكن؛ فماذا ستختار غيرها من البرامج..؟. أحب البرامج السياسة الحوارية، وكان لي عدة تجارب وبرامج سياسية وحوارية قدّمتها، لكنني أفضّل وأميل إلى البرامج المنوّعة والشبابية والمسابقاتية وأجد نفسي أكثر تمكناً فيها. .. لمن يقرأ بشير، ولمن يستمع من الفنانين..؟. أقرأ كتب التاريخ والسياسة، وأحب أكثر الروايات بشكل عام خاصة لأحلام مستغانمي- نجيب محفوظ - والكاتب الروسي دوستويفسكي، وأحب أن أسمع الفن المحلّي للفنان العملاق أبوبكر سالم – خارجياً وديع الصافي – كاظم الساهر –وآمال ماهر - وكل شيء جميل بالتأكيد أسمعه وأحبّه. .. ما الذي يسعى إليه بشير ولم يحقّقه بعد..؟!. أسعى بإذن الله إلى أن قدّم للناس ما يخدمهم وينال إعجابهم بما يرضي الله ثم الوطن أولاً ومهنتي التي أعمل فيها، كما أسعى إلى تحقيق حلمي بأن أكون أحد الإعلاميين البارزين والمميّزين على المستوى المحلي والعربي. .. كلمة أخيرة لمتابعي «شباب آب»..؟!. إلى كل من يحبّني ويتابعني؛ أولاً حبّي لكم جميعاً، فبكم أزداد تألقاً، وبكم وبملاحظاتكم أزداد حرصاً على تقديم ما يرضيكم، علماً أن نجاح برنامج «شباب آب» هو بتفاعلكم أنتم وبأفكاركم ونجاحاتكم وإبداعاتكم سيستمر، «شباب up» هو النافذة التي سيكون الحاضن لكل ما تريدون، فقط تواصلوا معنا، ونحن بكل ما نملك سنعمل على إظهاركم بأحسن صورة وأكثر تميُّزاً، ونجعل من البرنامج الأرضية التي تصلون من خلالها إلى تحقيق أحلامكم في الحياة.