إعاقات كثيرة تنجم عن الإصابة بفيروس شلل الأطفال دون أن يخطر في بال الكثيرين شيء اسمه «الإعاقة الذهنية»..!!. ولمعرفة المسبّب لهذه الإعاقة عن قرب بما في ذلك الإعاقة الحركية؛ علينا أولاً التعريج على تعريف شلل الأطفال، فهو مرض فيروسي حاد شديد العدوى، عادة يصيب الأطفال دون الخامسة، وينتقل من شخص مصاب إلى آخر سليم عن طريق الالتماس المباشر بالإفرازات الأنفية والفموية للمصاب أثناء العطس أو السعال.. بالإضافة إلى انتقال المرض عن طريق الطعام والماء الملوّث ببراز الشخص المصاب، وبالتالي يتمكّن الفيروس من الدخول إلى الجهاز الهضمي ثم يتكاثر ومن ثم ينتقل مع الدم ليغزو الجهاز العصبي المركزي، ويتوطّن وجوده في خلايا القرن الأمامي للحبل الشوكي، وأكثر الخلايا تأثراً بفيروس شلل الأطفال توجد في المخ والنخاع الشوكي، وهنا تكمن خطورة المرض، حيث إنه - نتيجة لذلك - يُحدث إعاقة حركية للطفل المصاب تباعاً لدرجة التدمير الذي تسبّبت به فيروسات الشلل في النخاع الشوكي، الأمر الذي يؤدّي إما إلى إعاقة حركة الأطراف السفلية دوناً عن الإطراف العليا أو إلى إعاقة في الأطراف السفلية والعلوية معاً، وقد يصل إلى حدٍ أسوأ وخطير جداً وهو الإعاقة الذهنية والعقلية من جراء تأثر الدماغ، فيفقد الطفل بذلك الحركة من خلال ارتخاء عضلات الأطراف أو عضلات حركية أخرى بالجسم كعضلات الجذع «أسفل الظهر» إلى جانب التخلُّف العقلي وتأخر النمو وتأثر الذكاء إلى الحد الأدنى بما ينعكس سلباً على مستوى التحصيل المدرسي للطفل بشكلٍ لا يمكنه من مجاراة أقرانه في كافة مناحي الحياة من لعب وتعلمٍ وغيره. هناك أعراض وعلامات مميّزة للإصابة بشلل الأطفال؛ تبدأ طفيفة نسبياً على هيئة حمّى وألم في الحلق واحمراره والشعور بالتعب والقيء، ثم تزاد هذه الأعراض قوة وحدّة، بمعية أعراض أخرى تتمثّل في: الشعور بألم في العنق والظهر والذراعين والقدمين وتشنُّج العضلات والتهاب السحايا, وبعدها تتطوّر هذه الأعراض إلى أن يصبح المصاب في طور الشلل نتيجة إصابة النخاع الشوكي أو الدماغ أو كليهما, لينتهي المطاف في هذه الحالة إلى حدوث الشلل لدى المصاب والتي من أعراضه فقدان الانعكاسات «ردّة الفعل المنعكس» والألم والتشنج الحاد في العضلات, ورخاوة الأطراف الناجمة وفقدان السيطرة عليها؛ فتبدو متدلية ورخوة، وبما أن مرض شلل الأطفال سريع العدوى ويسبّب عاهة مستديمة عند الأطفال تبقى مدى الحياة خاصة فإنها تولّد نوعاً من تردّي الحالة النفسية وحالة من اليأس والإحباط لدى البعض، ما يتعيّن على الآباء والأمهات وأولياء الأمور التحلّي بمستوى عالٍ من المسؤولية في المحافظة على صحة أطفالهم من أضرار هذا المرض بإعطائهم جرعات اللقاح المضاد لهذا الفيروس وبقية اللقاحات المضادة لأمراض الطفولة القاتلة بحسب جدول التطعيم ومواعيد اللقاحات المدوّنة في كرت التحصين الذي يمنح للطفل مع أول جرعة يتلقّاها في المرفق الصحي، كما أن هناك احتياطات وقائية تساعد في الحد من انتشار هذا الداء وذلك باتباع قواعد النظافة الشخصية والمنزلية وخاصة نظافة اليدين, إلى جانب حماية الأطعمة من التلوّث بهذا الفيروس. ورحم الله قائل حكمة بليغة تجلّت بأروع تصوير وحسن بيان والتي تقول: «إذا كان المرض يسبق الدواء، فإن الوقاية تسبق المرض» فالوقاية هنا خير من العلاج. وللعلم، فليس هناك علاج للإصابة بفيروس شلل الأطفال، إنما الحل كلّه يكمن في التطعيم باللقاح المضاد لهذا لفيروس. وأخيراً، أكرّر التأكيد على أهمية إيلاء الآباء والأمهات وأولياء الأمور اهتمامهم بأطفالهم ورعايتهم الكاملة وحمايتهم من الإصابة بهذا المرض من خلال الدفع بهم لتلقّي جرعة التطعيم التي ستعطى لهم أيضاً خلال الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال التي ستنفّذ جولتها الأولى لهذا العام في الفترة من (7 - 9 أبريل2014م) وهي من منزل إلى منزل تستهدف بلا استثناء الأطفال دون الخامسة من العمر بمن فيهم المواليد حديثاً ومن سبق تحصينهم على السواء. • المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني في وزارة الصحة العامة والسكان