احتفت وزارة الثقافة يوم أمس بالتعاون مع مؤسسة غيمان للتنمية الثقافية ومركز الدراسات والبحوث اليمني والمركز الثقافي الفرنسي وموقع «إنسان نت» بصدور الترجمة الثانية لرواية «الرهينة» للكاتب الراحل زيد مطيع دماج وإحياء ذكرى رحيله الرابعة عشرة. وفي الاحتفائية كرمت وزارة الثقافة المترجمة ندى غصن التي تولت ترجمة الرواية إلى الفرنسية. وبحسب وكالة «سبأ» قال رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح: نحن اليوم، وفي هذا اللقاء المتميز لا نحتفي بالكاتب والروائي والقاص الكبير زيد مطيع دماج في ذكرى رحيله الرابعة عشرة فحسب؛ بل نحتفي كذلك بالعلاقة الثقافية الوثيقة التي بدأت تنمو وتأخذ طريقها بين البلدين الصديقين الجمهورية اليمنية والجمهورية الفرنسية، ونحتفي كذلك بالترجمة البديعة التي أنجزتها الأستاذة «ندى غصن» من العربية إلى الفرنسية وهي الترجمة الثانية التي استدركت ما عجزت عن الوصول إليه الترجمة الأولى التي قام بها مشكوراً السفير الأسبق «لوك بالديه». وأضاف: ورواية «الرهينة» التي تم ترجمتها إلى أكثر من عشر لغات عالمية حتى الآن عمل أدبي فني هزّ وجدان الإنسان في الشرق على حدٍ سواء؛ لأنه يتناول بلغة سردية بسيطة سهلة وقريبة إلى قلب القارئ موضوعاً إنسانياً يتعلق بمشهد من حياة هذا الشعب في فترة من أقسى الفترات قسوة وقهراً، ومن حسن حظ هذا العمل الروائي أن وجد من ينقله بأمانة إلى اللغات التي تم نقله إليها. واستطرد: على مر التاريخ كان التلاقح الثقافي ضرورة تفرضها حاجة الآداب والفنون إلى التحرر من العزلة والجمود، وإذا كانت بلادنا قد عانت طويلاً وعلى مدى قرون من العزلة غابت خلالها عما حولها، فضلاً عن البعيد منها فإنها قد بدأت منذ ستينيات القرن الماضي تتململ وتخرج من عزلتها لتتواصل مع غيرها، وبدأ المبدعون من أبنائها يطَّلعون بشغف وإصرار على ما أنجزته شعوب العالم من إبداعات. وأشار إلى أن رواية «صنعاء مدينة مفتوحة» للمبدع الراحل محمد عبدالولي قد تم ترجمتها إلى الفرنسية في تزامن مع الترجمة الأولى لرواية «الرهينة»، إضافة إلى ترجمة العديد من القصائد الشعرية إلى اللغة الفرنسية تحت إشراف كبار الشعراء الفرنسيين الذين شاركوا في ملتقى الشعر العربي الفرنسي الذي انعقد في صنعاء برعاية منظمة اليونسكو عام 1989م. وقال: إن المبدع الكبير زيد مطيع دماج لم يكن يبحث -وهو يكتب الرهينة - عن العالمية، أو شيء قريب من ذلك، بل كان همه منصبّاً على رسم تفاصيل من ملامح التمرد الذي بدأته طليعة مستنيرة من اليمنيين في أواخر أربعينيات القرن العشرين ملتزماً قدر المستطاع التوازن بين معطيات الحقيقة ومؤثرات الخيال. وأضاف: وبذلك وجدت الرواية الصدى المطلوب على المستويين المحلي والعربي، ثم على المستوى العالمي. ولا أنسى في ختام هذه الإشارات أن أتقدم - نيابة عن الأدباء اليمنيين - بالشكر الجزيل لسفارة الجمهورية الفرنسية في صنعاء وللمركز الفرنسي وللسيدة الفاضلة الأستاذة ندى غصن، ولكل من شارك في هذه الفعالية المتواضعة التي يستحق المبدع زيد ما هو أكبر وأوسع منها اعترافاً بما لقيته بلادنا عربياً وعالمياً من تقدير وإعجاب من خلال أعماله الإبداعية. فيما أشادت نائب وزير الثقافة هدى إبلان بالاحتفالية، وقالت: نحتفل اليوم بالذكرى ال14 لرحيل الأديب والروائي الكبير زيد مطيع دماج، وهي الذكرى التي تأتي في ظل مخاضات إبداعية وسياسية عارمة نتذكر لحظتها هذا الرحيل الصعب لواحد من أهم الأقلام الإبداعية التي أثرت ساحة السرد وشكلت أولى مقدماته وتجلياته العالية. وأضافت: كان أكثر ارتباطاً بالقيم التاريخية والإبداعية والإنسانية.. ابن كل تلك المدن والوجوه وواحد من الناس الذين يشرقون في حياتنا وذواتنا ويرصدون اليوم المختف بروح العارف والعاشق.. وقالت: زيد مطيع دماج واحد من ريادة عالية ونضال متقدم وفنية متفردة ...إنه من نقل الإبداع إلى العالمية بصدق وبساطة وتنوع كتاباته. فيما أشاد نائب السفير الفرنسي بصنعاء الآن بوكلير بتجربة نقل الرواية إلى الفرنسية لكاتب من أشهر الكتاب اليمنيين، مشيداً بتجربة زيد مطيع دماج، منوهاً بخصوصية تجربة الروائي وأهمية نقل تجربته إلى الفرنسية. محيي الدين جرمة ألقى كلمة المنظمين، فيما ألقى مطيع زيد دماج كلمة الأسرة، وعبرت الكلمتان عن أهمية المناسبة وخصوصية الاحتفالية التي تأتي في ظرف استثنائي، مؤكدين عبقرية تجربة زيد مطيع دماج.. وكانت المترجمة ندى غصن قد ألقت كلمة استعرضت فيها تجربتها في نقل الرواية إلى اللغة الفرنسية. وأقيمت عقب الافتتاح ندوة بعنوان «مقاربات نقدية (الانبهار والدهشة) الكتابة فعل حرية» شارك فيها عدد من الأدباء والكتاب. فيما أقيمت مساءً بالمركز الثقافي الفرنسي ندوة ثانية ضمن برنامج الاحتفالية بعنوان «الرهينة فرنسياً.. زيد مطيع دماج عالمياً» شارك فيها عدد من الأدباء. كما تضمنت الاحتفالية عرض فيلم وثائقي قصير عن «دماج والرهينة».