تواصلاً لرحلات البحث والتنقيب عن أولئك الرواد والأفذاذ في رياضتنا اليمنية الذين أسسوا بإبداعاتهم الخالدة مداميك الحب الخالد لعطاءاتهم الزاخرة في عديد الملاعب الرياضية.. هانحن اليوم وعبر هذه الإطلالة الأسبوعية من رياضة الجمهورية نواصل رحلة الغوص في محيط تلك الإبداعات التي ستظل خالدة وراسخة في أذهان الأجيال وفي أعماق الذاكرة الرياضية في بلادنا ،ومنذ الإطلالة الأولى لنا عبر هذه المساحة لم يحدث أن سلطت الأضواء على عطاءات وإبداعات أياً من النجوم الذين رحلوا إلى دار البقاء رغم أن مثل هكذا إبحار حدث من قبل مع أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء أهلي تعز (المهاجم الكبير الراحل عبدالله العسولي) واليوم وعبر هذه الإطلالة سوف نكون مع أحد أبرز نجوم كرة القدم في محافظة عدن وفي نادي الحسيني إبان العصر الذهبي للحسيني ولأندية عدن كافة إنه النجم الكبير صانع الألعاب الماهر وصاحب التسديدات الصاروخية القوية والمحكمة حسين محمد دعالة المولود في مدينة كريتر عام 48م والذي رحل عن دنيا الفناء في مطلع العام 2000م. دعالة.. والبدايات الأولى لم تختلف البدايات الأولى لنجمنا الكروي الكبير الراحل حسين محمد دعالة عن باقي أقرانه من نجوم الزمن الجميل في تلك الحقبة الزمنية من ستينيات القرن المنصرم فبالإضافة إلى تلكم البداية الأولى مع باقي أقرانه على مستوى الحي والحارة كانت البداية المبشرة والمفعمة بالألق والنجومية قد برزت جلياً من خلال التحاقه بمدرسة بازرعة في حي العيدورس بمدينة كريتر حينما كان عمره 13 عاماً كطالب في الصف السابع (الثاني إعدادي) يوم أن كانت المنافسات الكروية المدرسية تتسم بكثير من الإثارة والندية وكثير من المتابعة والاهتمام وعلى ضوء ذلك الألق الكروي المدرسي لنجمنا الكبير حسين دعالة جاءت المحطة الأهم في مسيرته الرياضية لتشكل من خلالها ملامح الألق والنجومية لنجمنا الرائع دعالة وذلك في العام 63م..يوم أن انخرط في نادي الحسيني الذي كان يضم كوكبة من أبرز نجوم كرة القدم ،حيث كانت أول مواجهة كروية يخوضها دعالة في إطار ناديه الحسيني بين كبار الفريق الأول لكرة القدم وأبرزهم والده محمد دعالة إضافة إلى جعفر محمد سعيد أبوبكر عوض خليفه محمد حسن خليفه والذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه كواحد من نجوم كرة القدم الذين قاوموا المحتل الإنجليزي الغاصب يوم أن ألقى بقنبلة يدوية على الإنجليز في مطار عدن في مطلع الثورة الأكتوبرية أوقعت في صفوفهم عديد القتلى والجرحى وفي تلك المباراة التي جمعت كبار الحسيني وصغاره كان والد حسني قد سأل شقيقه سعيد دعالة عن حسين قائلاً له إن لم يلعب حسين فليس هناك مباراة فرد عليه سعيد بأنه موجود وسيلعب المباراة ولم يكن ساعتها حسين قد ولج إلى أرضية الملعب لتبدأ المباراة بمشاركة شقيقه العملاق سعيد دعالة علي ميجر سعيد اسماعيل ليشاركهم .. الراحل حسين دعالة أحداث الشوط الثاني من اللقاء والذي حفل يومها بكل فنون كرة القدم كما أنه شكل في الوقت ذاته المحطة الأولى لانطلاقته المذهلة صوب النجومية كأفضل لاعبي خط الوسط في فريق الحسيني إلى جانب النجم الكبير رشاد جعفر وكلاهما كانا من أفضل وأبرز صانعي الألعاب إلا أن الراحل حسين دعالة كان يتميز كثيراً بإحرازه لأجمل الأهداف عبر تسديداته القوية والمتقنة والتي وصفها نجم شباب التواهي الرائع عبدالكريم الهتاري بالقذائف التي لاتصد ولاترد حينما وصفها بالقذائف البعيدة. الحسيني * شباب التواهي ورغم أن نجمنا الراحل حسين دعالة خاض عديد المواجهات الكروية مع ناديه الحسيني إلا أن أهم تلك المواجهات هي تلك التي خاضها الحسيني أمام شباب التواهي والتي انتهت نتيجتها بفوز فريقه الحسيني بأربعة أهداف نظيفه يومها سجل حسين وعلي حسن هدف لكل منهما فيما أحرز شقيقه الرائع سعيد دعالة هدفان وكانت تلك المباراة بمثابة البوابة التي ولج من خلالها إلى سماوات الإبداع والتميز إلى جانب كوكبة من زملائه في نادي الحسيني مثل علي حسن عبدالله علي صادق نورالدين منذوق الحارس وجدان عمر زين نصر حداد محمد عبده جبل فاروق الطاهري شكيب الطاهري المليجي. فيما كان أبرز نجوم تلك الحقبة في شباب التواهي عبدالكريم الهتاري المرحوم عباد أحمد والذي وصفه شقيقه سعيد دعالة المرحوم أحمد عمر عبدالله جامع أنور غفوري أما أبرز نجوم الشباب الرياضي فهم: إبراهيم صعيدي نصر الشاذلي عزام خليفة غازي عوض ونجوم الأحرار أبوبكر عوض محمد صالح موشجي والذي كان يعرف بملك المراوغة يسلم صالح..وعن أبرز نجوم الشيخ عثمان في كل من الواي والهلال عبدالعزيز مجذور عوضين القيراط المرحوم جواد محسن، أماأبرز نجوم الجزيرة (شمسان) فهم عبدالجبار عوض الأخوين معتوق وعبدالله خوباني أحمد محسن المشدلي، فيما كان أبرز النجوم في شباب البريقة فضل علي محمد الجرت جميل الفقيه عبده سليط الشوافي حسين قارح والذي احترف في نادي النصر الإماراتي. كأس الكوثر الجيل المريخ الشرطة ومن ضمن أهم المحطات الكروية في مسيرة النجم الراحل حسين دعالة تلكم المحطات التي خاض خلالها مواجهاته الكروية ضمن مسابقة كاس الكوثر والتي كانت تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة والتي حسمها الشباب الرياضي في المباراة النهائية أمام الحسيني بالتعادل السلبي حينما كان الحسيني يلعب للفوز بهدف في إحراز كأس البطولة بعد أن كان الحسيني قد أحرز البطولة ذاتها في مسابقتي الموسم الرياضي 64 66.. وفي العام 67م توجه نجمنا الراحل حسين دعالة إلى جمهورية الصومال ليبدأ هناك رحلة متجددة في عالم النجومية مع ساحرته المستديرة بعد أن انخرط في نادي الشرطة ليقدم معه أجمل اللقاءات الكروية كان أهمها ذلك اللقاء الذي جمع الشرطة أمام المريخ السوداني والذي كان يضم في صفوفه كوكبة من ألمع نجوم الكرة السودانية أبرزهم المازدا هو حالياً من أبرز المدربين وخلال تلك المباراة التي انتهت نتيجتها لصالح المريخ 4/2 برز المرحوم حسين دعالة مع شقيقه سعيد إلى جانب محمود كلر وسعيد اسماعيل ليس في مواجهة المريخ ولكن في مواجهات أخرى كثيرة ضمن بطولة الأندية البطلة في وسط وشرق افريقيا وفي العام 73م اتجه نجمنا الراحل حسين دعالة إلى عروس البحر الأحمر مدينة الحديدة ،حيث كان يعمل مع شركة مأرب للتأمين وهناك تولى الراحل حسين دعالة تدريب الجيل في الموسم الأروع للجيل موسم البطولة وبعد إحراز الجيل لدرع البطولة كان النجم الراحل قد طلب لتدريب الجيل من جديد حتى يبعده عن شبح الهبوط لكنه اعتذر لظروفه الوظيفية وفي الوقت نفسه لم يتخل عن الجيل بل نصحهم بالاستعانة بشقيقه سعيد دعالة وعبدالله الهرر وهذا مافعلته إدارة الجيل لينجو فريقها الكروي من الهبوط إلى دوري المظاليم بعد أن أسهم دعالة والهرر إلى جانب أبرز لاعبي الجيل محمد الجهمي محمد سلطان البنا في تجاوز الأربع المباريات المتبقية بنجاح والبقاء ضمن الدرجة الأولى. هوامش: يذكر أن نجمنا الراحل حسين دعالة كان قد مثل الشرطة وهو سعيد الصومالي في عديد المسابقات الافريقية إضافة إلى مشاركته الفاعلة مع المنتخب في مسابقة الكأس الافريقي للكبار والناشئين في اثيوبيا. النجم الكبير عبدالكريم الهتاري وصف حسين دعالة بأنه خير من يصوّب الكرة عن بعد بكل قوة ومهارة محرزاً عديد الأهداف بنفس الطريقة. نجم البريقة الأسبق فضل علي محمد الجرت وصف النجم الراحل حسين دعالة أنه لاعب بكير ومميز وأنه خير من يتعامل مع الكرات الهوائية بالرأس إضافة إلى تميزه بامتصاص معظم الكرات بالصدر ومن ثم الاستفادة منها بطريقة مثالية. أما نجم المنتخبات الوطنية الحارس نديم عبده حزام والد التلالي الراحل عبدالناصر نديم وشقيقه جمال فقد قال عن المرحوم حسين دعالة إنه واحد من أفضل لاعبي خط الوسط واصفاً إياه باللاعب المحترم والممتاز. أما نجم الجزيرة الأسبق أحمد محسن المشدلي فقد أشار إلى أن البدايات الأولى لحسين دعالة كان من خلال فريق الخريجين في العام 60م وهو فريق ضم نخبة من النجوم الذين أسهم في اختيارهم مجموعة من المدرسين السودانيين ممن كانت لهم بصمات في زرع الأسس الأولية لقواعد كرة القدم في مدارس عدن كافة خصوصاً بعد الزيارة التاريخية لنادي الموردة السوداني لمدينة عدن عام 62م. ويضيف المشدلي أن البذرة الأولى للفعاليات الرياضية المدرسية كانت من خلال الأستاذ مبارك فضل الله أحد أبرز المدرسين في مدرسة لطفي جعفر أمان في كريتر وهو من أسس فريق الخريجين الذي ضم كوكبة من ألمع نجوم كرة القدم الذين كان لهم فيما بعد شأن كبير في نادي الحسيني مثل أمين سر اتحاد كرة القدم الحارس وجدان عمر زين والذي أصبح أساسياً في نادي الحسيني إضافة إلى حسين دعالة وشقيقه سعيد دعالة سعيد اسماعيل بيجر أبوبكر عوض والذي شكل ثنائياً مع سعيد دعالة ونصر حداد وآخرين.
