انتهت جولات مشوار ذهاب دوري أندية الدرجة الثانية «المجموعة الأولى»، التي استضافتها مدينة عدن ،على مدار ثلاثة أسابيع فقط!! .. بمجموع مباريات 45 مباراة .. وضم التجمع فرق : فحمان أبين ، شعلة عدن ، طليعة تعز ، خنفر أبين ، نصر الضالع ، انطلاق الوهط اللحجي ، تضامن حضرموت ، شمسان عدن ،شبام حضرموت ، شباب عبس .. نهاية وضعت الكثير من التفاصيل في واقع الحدث الكروي الذي جاءت إليه الفرق المشاركة لتخوض تجمع مضغوط «ثلاث مباريات في الأسبوع» .. تفاصيل اكتسب المفاجأة بألوان فرق ظن البعض أنها ستكون صاحبة الكلمة العليا وفقاً لما تمتلكه من إمكانات وتاريخ في كرة القدم اليمنية .. وألوان أخرى كانت تضع مالم يتوقعه أحد ممن رصد مشوار ذهاب هذه التصفيات قبل انطلاقها وفقاً لمعطيات تتعلق بالفرق وحضورها وسمعتها في واقع اللعبة وملاعبها ومسابقاتها. فحمان الصدارة.. لغة الأرقام .. وجلاد الخصوم !! على غير المتوقع ، جاء فحمان أبين بلاعبيه الشبان ومدربهم الوطني محمد حسن البعداني ، وهو يحمل مالم يحمله أحد من الخصوم ، فكان يقف في مساحة من الثبات مع النتائج منذ محطته الأولى التي كان فيها يضع نفسه في مسار خاص لم يقرأه أحد إلا لاعبي الفريق الأحمر الذين برعوا وتفننوا في محاكاة الواقع التنافسي مع فرق ذات شأن وإمكانات أفضل .. فحمان ابتدأ مشوار التألق في مرحلة الذهاب .. من خلال مواجهة فريق الانطلاق الوهطي «اللحجي» ليكون في مسار بعيد عن عثرة البداية التي تعيق في كثير من الأوقات مسار الفرق. ليسجل بعده الانطلاقة جولة وراء أخرى ، حتى كانت نتاجه في التسع جولات .. سبعة انتصارات وتعادلين مع الشعلة وتضامن حضرموت في الجولة السادسة والأخيرة .. في تألق فحمان ونتائجه .. كثير من الأسباب التي قد نطرق بعضها من خلال السطور القادمة من واقع ما شاهدناه في أداء الفريق ومن يقف عليه فنيا ويحكم ظهوره التكتيكي والفني في بساط الملعب. فحمان لعب بروح اللاعب الواحد من خلال تشكيلة «أبينية خالصة» استطاع فيها الكابتن محمد حسن البعداني إن يوجد الخلطة السحرية التي شكلت منظومة ذات شأن قادرة على تحريك مقوماتها في مواجهة الخصوم وإن قابلت الكثير من الصعوبات أمام خصوم لديهم أيضاً ما يقدموه ، خصوصاً مع مرور الجولات والتفات الخصوم لما يقدمه هذا الفريق البيني من مواجهة إلى أخرى وقدرته على تجاوز الخصوم حتى ممن كانوا يحظون بنسبة في الاستحواذ على منافذ التصفيات. فحمان امتلك الإصرار وتسلح بالحماس في منظومة متجانسة من اللاعبين ، فكان العطاء وروح الجماعة وقدرات مدربه .. تضع اللمسة حيث ينبغي فخرج الجميع بالرضا والارتياح .. لأن ما تحقق شيء كبير . تفوق فحمان لم يأتِ صدفة لكنه ارتبط بمستوى شبه ثابت في المباريات، رغم الإعياء ألذي أصاب لاعبيه الذين بذلوا جهداً أكبر مع توالي الجولات وقدرتهم على تحقيق الفوز والتربع على الصدارة ، منذ تعادلهم مع الشعلة الذي كان الأبرز في الترشح ، ثم الاستفادة من سقوطه فخ التعادل مع الانطلاق ، لينفردوا ويعانقوا الحلم من أبهى سكة ، ويتوجوا عطاء بصدارة لختام التجمع رغم تعادلهم في الجولة الأخيرة أمام تضامن حضرموت .. إلا أن تعادل الملاحق أبقى أمورهم على حالها ، في انتظار القادم ومشوار الإياب الذي سيكون عليهم فيه مضاعفة الجهد للإبقاء على حلمهم بنيل إحدى بطاقتي العبور إلى دوري النخبة للمرة الأولى في تاريخهم . الشعلة .. بداية قوية لم تستمر !! قبيل صافرة البداية ، كان الجميع يتحدث عن التجمع بنظرة صوب الفريق الأصفر «شعلة البريقة» ليكون صاحب الكلمة العليا بما يمتلكه من قدرات ولاعبون محترفون وثبات في وضعه المالي ، الذي لا تظهر فيه أية مشاكل مع الرواتب والحوافز إلا في بعض الأوقات القليلة التي يتم وضع حلولها بصورة عاجلة .. إلا أن الحال الذي كشفته الجولات التسع في أروقة الفريق الأصفر فلم تكن مثلما توقعها العشاق والمتابعين ، فبعد جولات خمس مع الفوز والانتصار ، كان الفريق يمر باتجاه تنازلي ، كان فيه الفريق يخسر ست نقاط من أصل 12 لأربع جولات مما جعله يتوارى خلف المتصدر فحمان بنقطتين. الشعلة الفريق العريق وصاحب الصولات والجولات ، لم يعد مثلما كان في الأيام الخوالي ، وهذا أمر مفروغ منه ولا يمكن الجدال فيه .. الشعلة بقيادة مدربه محمود عبيد الذي تسلم مهمته متأخر جداً قدم ما أمكن وتأثر بأجواء ربما لم يلتمسها أحد ، فبدأ بداية قوية 5 انتصارات ، كانت المهمة تفتقد بعض جزئياتها لتتوقف بتعادلين ثم فوز ثم تعادل ، كان في الأخير يكتفي بالوصافة ، على الأقل قبل الانطلاق مجدداً في النصف الثاني. الفريق يعتبر من الفرق التي لديها تجانس بين لاعبيها الذين تمرسوا على خوض المباريات مع بعض ، مع وجود أسماء ذات نجومية ومحترف «امبو» صاحب اللمسة الجميلة التي افتقدت كثيراً من بريقها.منطقياً ، لم يكن الشعلة في الموقع اللائق ، وإن حقق ماقد يقبله المتابع ، لكن وفقاً لما يمتلكه ، كان الفريق المرشح للصدارة قبيل الانطلاق ، في اتجاه منقوص مع رغبته في العودة إلى مصاف أندية الدرجة الأولى ، التي غادرها في الموسم الماضي للمرة الثالثة في تاريخه .. لهذا نستطيع أن نتحدث عن نتائج مهزوزة للفريق الشعلاوي ، الذي حقق 6 انتصار و3 تعادلات .. وبالتالي سيكون مطالباً بجهد قادم لتفعيل أدواته للحصول على نتاج أكبر في المحطة القادمة و9 مباريات ستحدد مسار عودته للنخبة ، في ظل منافسة متوقعه من فرق الطليعة التعزي وخنفر أبين اللذين مازال لديهما قدرة الاقتراب من إحدى البطاقتين المؤهلتين عن المجموعة والتي يعتبر فحمان والشعلة أبرز مشرحين لها بما حصداه من النقاط والفارق الذي يفصلهما عن الثالث والرابع فريقي خنفر والطليعة. خنفر رغم الظروف !! في صيغة الفريق المجتهد ، كان لاعبو خنفر ومدربهم الكابتن ناصر فضل يحصدون الشيء الطيب في التسع المباريات فحققوا 4 انتصارات ومثلها خسائر وتعادل واحد .. ليحلوا في المركز الثالث برصيد 13 نقطة جعلتهم في موقع آمن في نصف المشوار ، وفي سكة دالة على قدرة تقديم الأفضل في قادم المحطات , رغم الظرف الخانق الذي يعيشوه وفقاً لما مرت به أبين في الفترات الماضية. خنفر في أوضاع لا يختلف عن فحمان .. فهو فريق أبيني خالص ، بمجوعة شابة استطاعت أن تقدم ماأمكن من خلال مهارات لاعبيهم وحماسهم ، ليتفوقوا على فرق ذات شأن ويكونوا في مساحة مقبولة للتمسك بآمالهم التي يبحثون فيها عن موقع دافئ يبقيهم في مصاف أندية الثانية بعد إخفاق تجربة سابقة ، جاءت بالتوازي مع أوضاع المحافظة الصعبة التي عاشتها قبل سنتين. طاهش الحوبان .. طهشوه !! خيب لاعبو فريق الطليعة التعزي «طاهش الحوبان» الآمال بظهوره الضعيف في مواجهات التجمع ، التي لم يكن فيها قادراً على السير بخط تصاعدي ، مما جعله ينهار ويخسر ثلاث مباريات ويفوز ويتعادل بمثلها ، ليكتفي بموقع غير لائق “رابع ترتيب المجموعة” برصيد 12 نقطة .. وهو ما يجعله في ممر قد لا يؤدي به إلى رحلة العودة التي ابتغاها وهو يخوض التصفيات. قبل الانطلاقة كان الطليعة برفقة الشعلة أبرز المرشحين لخطف بطاقتي التأهل عن المجموعة ، إلا أن واقع التنافس أظهر غير ذلك لأبناء المدرب عادل المنصوب ، بعدما ظهروا عاجزين عن تقديم الشيء اللافت وهم المدعمون بعدد من المحترفين من خارج وداخل الوطن .. ويعيشون ظروف مقبولة رغم ما يمر به النادي من فوضى إدارية .. الطليعة سقط في فخ النتائج السيئة ولم يكن سوى «اسم» في نصف المشوار ، وصعب مهمته في النصف الأخر لأن فارق النقاط بينه وبين ثاني الترتيب تسع نقاط كاملة و11 عن المتصدر .. وهو فارق قد يعجز في تجاوزه في تسع جولات فقط هي ما تبقى .. إلا إذا؟! تضامن حضرموت .. هدف محدد من بين ممثلي للكرة الحضرمية في المجموعة ، كان تضامن المكلا ، الأفضل في حضوره من شقيقه فريق شبام ، وفقاً لما تحقق في نتائج المباريات التسع ، والتي كان فيها التضامن يحقق ثلاثة انتصارات وتعادلين ، استقرا به من نهاية التجمع ، في المركز الخامس ، ليس ببعيد عن مواقع الهبوط التي يمتلك فيها ثالث الترتيب من الأسفل «شمسان» تسع نقاط .. وهذا جعل التضامن في وضع غير مريح ومعقد في حسابات قادم الجولات .. التضامن، غادر مدربه وتركه لتوكل المهمة للإداري أو ربما المساعد .. وهو ما يضع القائمون عليه في اتجاه مهم لترتيب الوضعية في فترة الراحة بين الذهاب والإياب .. ليكون نتاج ملاعب صنعاء ، أفضل ويقيه خطر التراجع إلى منحدر الهبوط . انطلاق الوهط .. نتائج متذبذبة !! عانى فريق انطلاق الوهط في مشواره تذبذب النتائج وظل في اتجاه يفتقد فيه للثبات مع أية نتيجة جدية يحققها ، فكان بطلاً للتعادلات التي حقق فيها 4 واكتفى بفوزين ، ليضع نفسه في المركز السادس 10نقاط .. ليبقى في دائرة الشك في ظل ما يعانيه مثل باقي الفرق في أموره .. الانطلاق بدأ بمدرب من أبناء النادي ، ثم استعان بجمال نديم الذي لم يغير شيئاً ، وهاهو يستبدله بمحمد عبدالله سالم ليكون ربان الإياب ، ويأمل من ذلك حال مختلف يكون فيه قادراً على الصمود والبقاء بين أندية الثانية التي صعد إليها مرة وعاد باكراً إلى دهاليز الثالثة... التضامن ربما يرتبط بتاريخه في قادم المواعيد لعله يستطيع تغيير شيء والتمسك بشيء في نفس لاعبيه نصر الضالع .. العنوان واضح !! في مشاركة فريق نصر الضالع ، كان الجميع يدرك أن ظروف هذا الفريق ستكون متأثرة بما يحصل في المحافظة ، وهذا فعلاً تأكد من جولة وراء أخرى .. فقد كان حضور الفريق الضالعي ، في أدنى مستوياته ولم يقوَ على مجابهة خصومه وإظهار الندية التي تحفظ له التوازن مع النتائج ليرتبط بمنافسات مواقع الريادة في المجموعة .. النصر اكتفى بمركز سابع وحصاد لتسع نقاط من فوزين وثلاثة تعادلات فقط .. ليبقى رهن إشارة ما سيقدمه في الإياب لتغيير واقعه المغلق. شمسان .. مأساة فريق عريق !! خيبة الأمل الأبرز في تصفيات المجموعة ، جاءت بألوان برتقالية ، بعدما سقط شمسان سقوطاً ذريعاً ، في المباريات والموعد الذي ظن فيه المحبون والعشاق ، أن شيئاً في الطريق لخلق الجديد في واقع الفريق الذي أدمن الدرجة الثالثة وهو الفريق العريق المنتسب لتاريخ طويل مع كرة القدم في عدن واليمن. شمسان خسر خمس جولات وفاز في اثنتين وتعادل في مثلها .. وهو أمر مخيف يؤكد سوء العمل الجاري في أروقة حقول البرتقال والجبل الذي تحول إلى كوم من الرمال يمر عليه الخصوم بسهولة ودون معاناة .. شمسان انتهى به مطاف الذهاب إلى استبدال مدربه يقضان ثابت بالكابتن جمال نديم الذي قاد الانطلاق فأبعد .. ليبقى في اتجاه غير واضح المعالم ، فيما يخص قدرته على البقاء في مواقع الدفء ، بعدما فقد أية جزئية في أمل بالمنافسة على إحدى البطاقتين. شبام مازال في الأمل بقية .. أكدت نتائج فريق شبام حضرموت ، أن كل ما يمكن أن يصل إليه هو محاولة التمسك بآمال البقاء ، خصوصاً بعدما نجح في أخر جولة ، تحقيق فوز مهم على شمسان ، كان الثاني بالنسبة له ، ليرفع رصيده إلى 7 نقاط وضعته قريباً جداً من رصيد الأندية التي تسبقه في سلم الترتيب ، لينتقل إلى باقي المنافسات بروح أفضل ومعنوية أفضل ، قد يكون لها حيز في مساعيه تجنب السقوط إلى دوري الثالثة وتجمعات المحافظات. عبس .. كأنها عودة !! أخر المطاف سيكون حديث مقتضب في جزئيات حضور فريق شباب عبس ، الذي لم يقدم ما يمكن أن يكون له تفسير في قدرته على البقاء ضمن أندية الثانية بعدما تجرع سبع هزائم وحقق فوزاً وحيداً ، ليخرج في نهاية المطاف بأربع نقاط .. اعتقد أنها عنوان صريح لإمكانات الفريق وقدراته على الملعب .ويبقى أن بإمكان عبس إذا أراد تحسين وضعه وموقفه ، بذل جهد أكبر والظهور بصورة مختلفة في المنازلات التي ستجمعه مع نفس الألوان و الفرق في أجواء صنعاء ، حتى يكون لديه سكة أمل متجددة في مايريد تحقيقه. تلك وقفة تحليلية لما مر به تجمع ذهاب المجموعة الأولى في عدن ، من خلال متابعة وحضور لواقع المنافسات وحال الفرق وظهورها .. ويبقى لكرة القدم شأنها .. وللفرق رأيها في مارصدناه وفيما يلي ترتيب فرق التجمع في مرحلة الذهاب : 1 - فحمان 23 2 - الشعلة 21 3 - خنفر 13 4 - الطليعة 12 5 - تضامن حضرموت 11 6 - انطلاق الوهط10 7 - نصر الضالع 9 8 - شمسان 9 9 - شبام 7 10 - عبس 4