رغم حقيقة أن دماغ النساء أصغر من الرجال، إلا أنهن الأفضل في الاستدلال الاستقرائي وفي بعض المهارات العددية، والأفضل أيضاً في مراقبة ومتابعة المواقف المتغيرة، مع أن الرجال أفضل في الذكاء المكاني.. ذلك ما توصلت إليه دراسة حديثة، خلص فيها الباحثون إلى أن دماغ المرأة قادر على إتمام المهام المعقدة بل وحتى التفوق فيها بطاقة أقل وبخلايا عصبية أقل.. ومن هذا المنطلق استطلعنا رأي بعض الأشخاص في موضوع متصل حول «المرأة والرجل» وأيهما أكثر كفاءة في الإنتاج الوظيفي والالتزام بمواعيد العمل؟. البيئة يقول إبراهيم الرعيني: لا فرق بين الرجل والمرأة حين تتعادل أو تختلف الكفاءات بينهما من ناحية الإنتاج الوظيفي أو من الانضباط بالدوام, و يرجع ذلك أساساً إلى بيئة العمل أولاً قبل كل شيء، فالبيئة هي من تتحكم بالكفاءات. - فيما تعتقد نوال أمين - أن ما أثبتته الدراسات أكبر دليل واضح على أن المرأة هي الأكثر إنجازاً والأكثر كفاءة رغم التزاماتها الكثيرة بالأعمال الأساسية داخل المنزل, فهي تملك النية الصادقة والحب والإخلاص لعملها. - عبد العزيز جباري، يقول: في تقديري الأفضلية ليست في الجنس ذكر أم أنثى، الأفضل لمنتج أجود وأحسن بغض النظر عن الجنس. نوع الوظيفة وردة محمد- ترى أن الكفاءات تحسب على أساس نوع الوظيفة حسب قولها، قد توجد وظائف تحتاج جهداً بدنياً فتختلف هنا الكفاءة, إضافة إلى ذلك الخبرة قد تجعل الأعمال سهلة التنفيذ فإن وجدت الشهادة دون الخبرة في إدارة العمل فلا معنى لها, فمستوى الكفاءات يعتمد على الخبرة والشهادة لكل من الرجل والمرأة. - وردة علي توافقها الرأي، تقول الأخيرة: نتكلم عن الموضوع بحيادية، الكفاءة تقدر حسب نوع العمل، ففي بعض الأعمال تتفوق المرأة على الرجل خاصة في الأمور التي تميزها كالطبخ والخياطة والتطريز وتربية الأولاد، لكنها ضعيفة في الأمور القيادية كالرئاسة والقضاء والإمامة وقيادة الجيش, الله تعالى خلق قدرات ذاتية بداخلنا تتوافق مع طبيعة التكوين الجنسي, فالمرأة والرجل كل منهما لديه الكفاءات في المجالات المتاحة له. - مها حسن - تبدأ تعليقها بقول الله تعالى “قل اعملوا فسيرى الله عملكم” وعلى ذلك فالله لم يفرق بين الرجل والأنثى إلا بالعمل، فلماذا نحن نعمل العكس، وأرى أن المرأة أصبحت تعمل لتثبت ذاتها، بينما الرجل يعمل لأنه لا مناص له من ذلك، حتى لا يصبح عالة على المجتمع، وفي الأخير الرجل هو من يعمل أكثر أكان جديراً بذلك أم لا؛ لأن النظرة الذكورية في مجتمعنا لن تعترف بقدرة المرأة وإن أثبتت ذلك. دراسة هناك دراسة علمية أجريت مؤخراً، تبين أن هناك فروقاً في هيكلية الدماغ لدى كل من المرأة والرجل، ومع أن دماغ الرجل أثقل بنسبة 10% إلا أن دماغ المرأة يمتلك كمية أكبر من الخلايا العصبية في بعض المواقع الحساسة, والجسم الجاسي ( كتلة ألياف عصبية مهمة) في دماغ المرأة أكبر منه لدى الرجل، ما يجعل حواء أقدر على نقل البيانات والمعلومات بين النصف الأيسر للدماغ، المختص بالعمليات الحسابية والحركية، والنصف الأيمن المتعلق بالحدس والمعاينة البصرية, وبينما يعتمد الرجل المدير على النصف الأيسر من دماغه، ويحسب أموره اعتماداً على قدرات ذلك النصف أساساً، فإن قرارات المرأة تكون ثمرة مزيج من الحسابات المحسوسة والحدسية والمنطقية والعاطفية معاً. بحاجة إلى مصداقية يقول جمال الحبيشي: مهما كانت المقارنة فإنها تظل ناقصة؛ علينا أولاً البحث عن عدد الذكور والإناث في كل الجهات حتى نتمكن من عمل مقارنة عادلة, حين أنه يلاحظ أن هناك عوامل تؤثر على كفاءة المرأة وأخرى على كفاءة الرجل, المرأة يغلب عليها إحساسها بالأنوثة ونبذ المجتمع الذكوري الوظيفي لها ما يجعلها أكثر التزاماً تجنباً للمخالفات. وأضاف: علينا أولاً قياس نسبة التزام الذكور ونسبتهم إلى الإناث، الرجال كثير وبالتالي تزداد عليهم الضغوط، وعندما لا يجد الذكور الإنصاف يتمردون في العمل؛ لكن الإناث عادي ويحصل العكس, الموضوع بحاجة إلى مصداقية في التناول لدينا نحن الذين يدلون بآرائهم . أثبتت جدارتها تقول نجاة العودي: المرأة هي الأكثر كفاءة والأجدر من ناحية الإنتاج الوظيفي والانضباط في الدوام بالرغم أن مقدار الكفاءة نسبي وليس مطلقاً, المرأة أثبتت جدارتها خاصة في الآونة الأخيرة ولها رصيد واسع في مجالات كثيرة من الأعمال المختلفة، ولا ننسى أنها في مجتمع ذكوري، ففي المسألة تحد لذلك أثبتت نفسها. تدفع ثمن ذلك آمال الجعدي، قالت: أعتقد أن المرأة أكثر كفاءة بسبب إحساسها، وعاطفتها تحتم عليها الخجل الذي يدفعها لعدم تقبل أي نقد أو انتقاص؛ لكنها تدفع ثمن ذلك الكثير من صحتها، والتنازل عن طبيعتها كأنثى في بعض الوظائف، وكذلك تخسر جوانب هامة في حياتها الخاصة، فقد يدفع ثمن نجاحها طرف من أطراف أسرتها وإما أبنائها أو زوجها, يظل الوضع الطبيعي للمرأة العمل المناسب لطاقتها، وتحملها الأعمال المنزلية خاصة تربية الأبناء التي هي من أعظم الواجبات. هي الأفضل لو كان هناك تشابه بين رجل وامرأة من ناحية الكفاءة فإنه لا بد أن نبحث عن معايير أخرى للتمييز بينهما ولو حتى بالقرعة! ويكمل عارف السلمي: أما إذا كنا قد أدركنا مسبقاً بأن المرأة أكثر كفاءة فسنختارا حتماً لأنها الأكثر كفاءة, وهو المعيار الأساسي والرئيسي في التمييز والمفاضلة بعيداً عن الجنس أو النوع. يقول فوزي الكاهلي: الغالب أن المرأة هي الأفضل والأكثر التزاما بإنجاز عملها في الموعد المحدد، وهذا مالمسته من خلال عملي رئيساً لتحرير بعض الصحف في فترات سابقة. - يوضح علي عمر الصيعري: مصطلح إنتاج مرتبط بالكفاءة، ومفردة انضباط مرتبطة بمصطلح كفاءة, وعليه فإني وبحكم خبرتي مديراً عاماً سابقاً لأكثر من عشرين عاماً أفضل المرأة المنضبطة أولاً والكفاءة ثانياً بحكم طبيعة العمل في المؤسسة المطبعية, ولا أرى فرقاً بين الرجل والمرأة في الأداء, ولكن الرجل إذا لم يكن منضبطاً في مؤسستي أعطيه ثلاثة إنذارات ولجنة تحقيق واطبق عليه قانون العمل ولو أتى بالنقابة العامة لمكتبي. كما لاحظت أن المرأة أقل خروجاً من المؤسسة بعكس الرجل، والمفارقة الوحيدة التي تعزز من مكانة الرجل عادة من تأتي من تحت عمامة رجال الدين وغواة الفتاوي، فيقول العامل لي: ألست قواماً على النساء ؟ فأجيبه ساخراً: اذهب لبيتك وكن قواماً على امرأتك، ولا تنس أن حرمانك من راتبك لن يبقيك قواماً عليها.