بالرغم من النسبة الضئيلة لعددالنساء اللآتي يشغلن عضوية المجالس المحلية.. وهي نسبة لاتكاد تذكر إلا أنه وبعد مرور سنتين على الانتخابات المحلية الأخيرة يؤكد الكثيرون أن المرأة تفوقت على الرجل بامتياز من حيث الأداء الشخصي والاهتمام بالمسئولية في إطار أعمال المجالس المحلية. خدمات مباشرة إذ يرى الأستاذ منصور المخلافي، أمين عام المجلس المحلي بمديرية المظفر أن عضوات المجلس المحلي في مديريته أكثر نشاطاً من الأعضاء وأكثر ارتباطاً بأعمال المجلس وأكثر التزاماً بالمهام المناطة بهن.. كما أنهن أكثر اهتماماً بقضايا الناس في إطار دوائرهن المحلية وأكثر متابعة للخدمات المرتبطة باحتياجاتهم.. مشيراً إلى أن أغلب الأعمال التي يقمن بها هي تقديم خدمات مباشرة للناس كمتابعة حالات الضمان الاجتماعي أو إنجاز المعاملات الخاصة ببعضهم ورفع طلباتهم إلى الجهات المختصة.. وأوضح المخلافي أن نشاط المرأة في المجالس المحلية بصورة واضحة وبشكل أكبر من نشاط الرجل يعود إلى أن المرأة أو عضوة المجلس المحلي لاتسعى إلى الحصول على المناصب الوظيفية بقدر ماتحرص على إثبات جدارتها في خدمة الناس. إنجاز الواحدة = عمل عشرة رجال ويضيف المخلافي إنه بالرغم من أن عضوات المجالس المحلية لايملكن الفرصة للعمل طوال الوقت أو اليوم كما هو متاح للرجل إذ يرتبطن بأعمال والتزامات أسرية أو وظيفية أخرى .. إلا أنهن ينجزن في أوقات قصيرة وضيقة مالاينجزه زملاؤهن الرجال في أوقات طويلة.. كما أنهن أكثر التزاماً وتقيداً بقواعد العمل وأكثر دقة في حضور الاجتماعات.. وأكثر حرصاً على الاستفادة من الدورات وورش العمل التي تعقد لتنمية وتطوير مهارات أعضاء المجالس المحلية. ويختتم المخلافي حديثه قائلاً: نحن مرتاحون جداً لأداء عضوات المجالس المحلية ونشيد بأعمالهن وخدماتهن ومشاركتهن الاجتماعية وتفاعلهن بصورة أفضل من زملائهن الرجال بالرغم من قلتهن وندرتهن في المجالس المحلية وكنت أتمنى لو يحصلن على عدد أكثر من المقاعد المحلية لكان العمل المحلي أكثر نجاحاً وأكثر تميزاً.. فقد أثبتت لنا التجربة الحالية أن ماتنجزه العضوة الواحدة في المجلس المحلي يساوي إنجاز أو عمل عشرة أعضاء من الرجال. إثبات جدارة ويؤيد الأستاذ ياسر عبده حسان أمين عام المجلس المحلي بمديرية جبل حبشي الطرح السابق معللاً تميز أداء عضوات المجالس المحلية وتفوقهن على الرجل بالقول:- لأن الرجل يحظى بنصيب الأسد في عضوية المجالس المحلية وقلة تواجد المرأة يدفع النساء المتواجدات في المجالس المحلية إلى إثبات جدارتهن وكفاءتهن بصورة أفضل مما كان البعض يتخيلها.. لذا فإنهن يندفعن إلى العمل بحماس وجدية وإخلاص. ارتياح استطلعنا آراء مواطنين في دوائر محلية تمثلها نساء في المجالس المحلية، وقد أبدى غالبية من تم مقابلتهم ارتياحاً بالغاً لأداء مرشحاتهم في المجالس المحلية..في حين أبدى القليل منهم تحفظاتهم حول الموضوع لكن هناك شبه إجماع على أن العضوات الجديدات ظهرن بشكل أفضل ونشاط أعلى مقارنة بمن سبقوهن من الرجال في عضوية المجالس المحلية السابقة.. بل وأكد البعض في دوائر محلية عديدة ممثلة بنساء أن عضوات المجلس المحلي أكثر اهتماماً بشئون وقضايا الناس في إطار دوائرهن وأكثر نشاطاً وأفضل أداءً مقارنة باهتمام ونشاط وأداء الأعضاء الذين يمثلون الدوائر المحلية المجاورة أو الملاصقة لدوائرهم الممثلة نسائياً. ارتباط عملي الشيخ عارف محمد علي قال مؤكداً : بأن بعض النساء الاعضاء في المجالس المحلية أثبتن جدارتهن وكفاءتهن ،وكن أكثر اهتماماً بقضايا مجتمعهن المحلي..وأكثر تلمساً لهموم واحتياجات الناس في دوائرهن المحلية..والسبب يعود برأيي إلى أن كثيراً من الرجال الذين صعدوا إلى المجالس المحلية بعضهم يهدف من الصعود إلى تحقيق مصالح شخصية أوالبحث عن وجاهة جديدة أو حماية مصالح خاصة أو غيرها من الأهداف التي لايعلنها للناخبين...بعكس المرأة التي ليس لها طموح اجتماعي كالحصول على وجاهة ولذا فإن المرأة تنظر إلى وجودها في المجلس مهمة عملية أو وظيفة يجب أن تؤديها حسب ماهو متاح لها ، ولذا فقد كانت بعض العضوات أكثر إنجازاً ونشاطاً من الاعضاء الرجال الذين لا ينشط بعضهم إلا بقدر ما يخدم أهدافه الشخصية أو بقدر ما يعزز موقعه الاجتماعي أو الوظيفي..مع التنويه أن كثيراً من الاعضاء أثبتوا جدارة وكفاءة أيضاً ونزاهة في الأهداف والعمل. أمر طبيعي ويبدو الأمر طبيعياً بالنسبة للأخت أميرة علي سعيد ناشطة سياسية التي قالت: إثبات بعض النساء كفاءة وجدارة أكثر من المتوقع في مواقعهن كعضوات في المجالس المحلية...يعتبر في نظري شيئاً طبيعياً في ظل الامتيازات والإنجازات التي تحققت للمرأة اليمنية في عهد الثورة والوحدة، فمن الطبيعي أن يكون للمرأة اليمنية هذه الجدارة والكفاءة بعد أن حصلت على حقها في التعليم وتحررها من الجهل والأمية والانغلاق بنسبة كبيرة وحصولها على حقها في المشاركة السياسية وحقها في التوظيف والتواجد في كافة المستويات الوظيفية وصولاً إلى مواقع صنع القرارات. تميز تاريخي وأضافت: كيف نستغرب هذا النشاط البارز لبعض عضوات المجالس المحلية وهن حفيدات وخليفات الملكة بلقيس التي ذكرها القرآن الكريم وأول من عرف عنها النظام الشوروي وتاريخها معروف للجميع. ولانذهب بعيداً فتاريخ الملكة أروى بنت أحمد ما زال في أغلبه يتناقل شفافية وأثار حضارة مملكتها اليمنية ما زالت ماثلة وقائمة تحكي تفاصيل ازدهار مدني واجتماعي وسياسي..ولذا من الطبيعي أن تكون المرأة اليمنية الحديثة بهذا المستوى فتميز المرأة اليمنية سياسياً وعملياً يعتبر تميزاً تاريخياً. نبل الاهداف .. وإخلاص العمل واستكمالاً لهذا الاستطلاع كان لا بد من إجراء لقاءات مع عضوات مجالس مجلية كونهن المعنيات بهذا الموضوع وكان لقاؤنا مع الاستاذة هدية علي ناجي سليمان عضوة مجلس محلي وناشطة سياسية والتي طرحت لنا وجهة نظرها ورؤيتها قائلة: بالفعل حينما نقارن نشاط بعض عضوات المجالس المحلية بنشاط بعض الأعضاء الرجال وليس بنشاط الكل سنجد أنهن أكثر نشاطاً من بعضهم، وأكثر اهتماماً بقضايا مراكزهن أو دوائرهن المحلية وأكثر ارتباطاً ومتابعة لمهامهن. وهذا برأيي يعود إلى أن النساء حين يرشحن أنفسهن في الانتخابات لا يكون هدفهن السعي وراء المكانة الاجتماعية أو الحصول على المشيخة أو تعزيز الوجاهة وكل المرشحات تقريباً قياساً إلى ما ذكرت قدمن أنفسهن في المنافسة الانتخابية للفوز من أجل خدمة قضايا الناس المحلية والمشاركة في تنمية مراكزهن...أو من أجل تنفيذ برامج الاحزاب التي رشحت بأسمه فأني رشحت ممثلة عن المؤتمر الشعبي العام وهدفي تنفيذ برنامجه الانتخابي وتحقيق أهدافه ومشاريعه التي تتضمن تحقيق التنمية على المستوى المحلي وعلى المستوى الوطني.. وبعد فوزي تفرغت تماماً للعمل المحلي والسعي نحو تنفيذ برنامجي الانتخابي في إطار البرنامج العام لحزبي «حزب المؤتمر». في الوقت نفسه لم نجد هذه المميزات لدى بعض المرشحين الذين سعوا نحو تحقيق مصالح شخصية أو ارتبطوا بأعمال خاصة فالبعض ترشح للحصول على الوجاهة والمشيخة والبعض بعد فوزهم انشغلوا بتجارتهم أو بوظائفهم والبعض كان هدفه من الفوز تعزيز موقعه الوظيفي أو موقعه القيادي في حزبه أو الترقي وهكذا.. ومع ذلك لاننسى أن كثيراً من المرشحين الفائزين لم يدخروا جهداً في خدمة قضايا دوائرهم المحلية ومديرياتهم ويعملون بجد ونشاط وإخلاص وبمستوى عال من الأداء وبانسجام تام مع زملائهم وزميلاتهم في المجالس المحلية. واجب المسئولية وتضيف الاستاذة هدية موضحة واجب عضو المجلس المحلي في خدمة قضايا ناخبيه وكيفية القيام بهذا الواجب قائلة: عضو المجلس المحلي لكي يخدم قضايا الناس الذين يمثلهم يجب أن لايتقيد بجدول أعمال المجلس فقط، بل يجب مع التزامه بمهامه في إطار المجلس أن يسعى إلى خدمة الناس بوسائل وطرق أخرى إذ لم يجد متسعاً لذلك داخل المجلس المحلي... فأني مثلاً لم أقدم ولم أخدم عبر المجلس المحلي إلا في أشياء قليلة، وأغلب الخدمات والأعمال والانشطة التي أخدم بها الناس الذين أمثلهم أقوم بها من خلال العلاقات الاجتماعية والعلاقات التي أوجدتها مع بعض المرافق الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة غير المرتبطة بالمجلس المحلي للمديرية، فمثلاً والحمدلله سعيت لإنجاح وإنجاز مشروع الكهرباء في منطقتي والذي نفذ عبر كهرباء الريف، وبتعاون وجهد أشخاص آخرين أيضاً كان لهم مساهمة في ذلك وأشياء أخرى غير مرتبطة بالمجلس المحلي أخدم أهالي دائرتي من خلالها مثل مساعدة البعض على التجند أو بعض الطلاب على مواصلة دراساتهم الجامعية العليا.