تتعدد وسائل وأساليب الحصول على المعلومات من يوم لآخر فيتم الاقتراب والوصول لما تريد البحث عنه من المكان والزمن الذي تريد ..... ولكن ... يبقى للكتاب جمهوره الخاص وتبقى الحاجة إليه قائمةً في ظل الانتشار الواسع للشبكة العنكبوتية ...... ويبقى البحث جار عن إمكانية إيجاد حل لجدلية معرفة “ الكتاب ... بين ضفتي .... الربح والتثقيف” فإلى أية ضفة هو أقرب؟! الكتاب المطبوع والإلكتروني ... صراع مستمر تتطور التكنولوجيا ويتطور معها القارئ مواكباً كل التقنيات الحديثة في شتى المجالات والعلوم .... حتى ما أن يجد ضالته في شيء سرعان ما يتوقف عندها ويظل حريصاً على الإمساك بها ... فهل سيتخلى قارئ الكتاب المطبوع عن رفيقه لصالح الكتاب الإلكتروني؟! ترى العديد من دور النشر المتواجدة حالياً في معرض الكتاب بتعز وغيرها أن الكتاب له قيمته الخاصة و مكانته المرموقة رغم عواصف التكنولوجيا و تقلبات الحاضر معللين ذلك إلى سهولة الرجوع إليه و ملازمته في أغلب الأوقات بالإضافة إلى إعطاء قدراً لصاحب الكتاب و ناشروه وذهب احدهم إلى أن الكتاب الإلكتروني يصبح أحياناً _وسيلة دعاية وتسويقه للكتاب المطبوع. ويذهب – أيضاً أصحاب هذا التوجه إلى أن كلا من الكاتبين المطبوع و الإلكتروني له مميزاته و عيوبه ويبقى العيب الأكبر: عزوف الجمهور عن القراءة بشكل عام و خصوصاً الجمهور العربي مرجعين ذلك إلى أسباب: تعليمة و وسائل إعلام غير مساعده و ظروف و تنشئه اجتماعية أيضاً .. فكل هذه الأسباب تؤثر بشكل كبير على نسبة الوعي القراءة ويأتي الظرف المالي –للبعض- للحيلولة دون اقتناء الكتاب أحياناً إلا إن ذلك لم يمنع من شراء الكتاب أطلاقاً. ما الإختلاف لهذا العام من المعروف ان مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة تقيم سنوياً معرض الكتاب وها هو حالياً في دورته الحادية عشرة بعد عامين فقط من اعلان تعز عاصمة للثقافة اليمنية .. فما الجديد في هذا العام لنرى ما رآه الزوار: الدكتور /عبدالله حاتم المخلافي قسم التاريخ جامعة تعز قال : المعرض هذا العام لم يتغير عن السابق.. حيث أنه أرتاد المعارض السابقة فوجد هذا العام كسابقيه دون إضافات جديدة مواكبة لما شهدته تعز من تحولات جديدة أبرزها إعلان تعز عاصمة للثقافة وعلى ضوء الإعلان بحث بين ثنايا وحنايا المعرض عن كتب تاريخية تتحدث عن تعز فلم يجدها : كتاريخ الجندي (السلوك في دول الملوك) وغيرها من الكتب الحضارية والثقافية التي يجب أن تكون في صدارة وواجهة المعرض. كما تساءل الدكتور المخلافي أيضاً عن أسباب غياب أو عدم إيجاد مكتبة إلكترونية خاصة للتعريف بثقافة وحضارة وتاريخ تعز المنسي. وتساءل أيضاً عن دور مكتب الثقافة في هذا الشأن. ودعا في ختام حديثه السلطة المحلية ومكتب الثقافة والقائمين على المعرض بتخصيص جناح خاص مستقبلاً يتضمن عرض وتعريف الجيل الناشئ بتاريخ تعز الثقافية. كما تم اللقاء بعدد من زوار المعرض فتنوعت آرائهم حول التنظيم الجيد لهذا العام وبين التنوع الواسع لدور النشر ، كما الإنفتاح على التوجهات الحزبية والفكرية والمدارس الأخرى. د/ وليد هزاع جامعة إب هندسة مدنية :يرى بأن المعرض حالياً كالأعوام السابقة دون حدوث أي إضافات جديدة مواكبة للأحداث التي شهدته تعز كإعلانها عاصمة للثقافة اليمنية. في حين أن الدكتور وليد أبدا انتقاده حول الفترة القصيرة التي يتم خلالها استمرار المعرض. وأنتقد أيضاً عدم تمثيل الجانب الأكاديمي في المعرض كجامعة تعز مثلاً. د/علي قايد كلية المجتمع الراهدة هندسة مدنية. رأى بإيجابية نحو إقامة مثل هكذا معارض كونها تسهل عملية الوصول للمعلومات بشكل مناسب وعرضها للجميع لتكون قريبة من متناول الكل. معارض الكتاب تؤثر على المكتبات كل لديه أهدافه ومراميه إنطلاقاً من تقديم خدمة الكتاب للجمهور سواءً في معرض الكتاب أو المكتبات الخاصة مروراً بالنظر نحو الربحية عن تلك الخدمة في الأسطر التالية استعراض لبعض وجهات النظر و مدى التأثير على هذه المكتبات: “تاج سبأ “ جناح خاص بالكتب العلمية يرى أن معرض الكتاب يؤثر على مبيعاتهم بشكل سلبي......... لاعتقاد الجمهور أن الأسعار تكون منخفضة نوعاً ما مقارنةً بالمكتبات إلا أن ذلك لا يوجد وأحياناً حسب مندوب تاج سبأ تكون الأسعار بالمكتبة أقل من معرض الكتاب. وإنتقالاً لمندوب و جناح “جيل الجديد” فإنه يشارك نفس النظرة نحو التأثير......حيث يرى أن التأثير سلبي لاعتقاد انخفاض الأسعار و للتنوع الذي يجده الجمهور في معرض الكتاب من تعدد الطبقات للكتاب الواحد و دور النشر، ويضيف سبباَ آخر ويتمثل في انتظار بعض الجمهور لموسمية معرض الكتاب ،ويرجع ذلك لضعف القيمة الشرائية لدى البعض. أما الجناح الخاص لابن القيم فيرى عكس السابقين حيث يجد ان التأثير إيجابي معللاً ذلك بأن الهدف العام هو خدمة الجمهور و بالتالي من خلال معرض الكتاب يتاح للقارئ الاطلاع على عناوين الكتب و التعرف على دور النشر المختلفة. و أخيراً: بالإيجابية يرى مندوب مكتبة خالد ابن الوليد إقامة مثل هذا المعرض كونه يعمل على جذب الجمهور نحو الإصدارات الحديثة ومن خلالها المعارض- تزيد نسبة المبيعات إجمالاً كونها مواسم ثقافية تمد جسور المعرفة و التعارف بين المؤلفين و الناشرين وبين الجمهور القارئ. و لعل ما وجدنها من إجابات و وجهات نظر متباينة حول مدى تأثير معرض الكتاب على مبيعات المكتبات نجدها مقنعة نوعاً ما. و نجد أيضاً وجهات نظر من قالوا أنها تأثيرات سلبية ربما هواجس خوف فقط إذ أنهم يشاركوا بفاعلية من خلال استجار أجنحة خاصة بهم والتعرض للجمهور القارئ أينما ذهب. تحسينات تلبي متطلبات الجمهور مدير معرض الكتاب محمد سعيد نعمان بدا متفائلاً للإضافات التي أًدخلت لمعرض الكتاب في هذا العام. فأكد أن الزيادة في دور النشر لهذا العام عن العام الماضي ارتفعت بنسبة 30 % حيث بلغ عدد دور النشر 100 دار تحمل ثلاثمائة ألف عنوان من غير الوسائط الإلكترونية. بالإضافة إلى إدخال مكتبات متخصصة بالكتب العلمية والتطبيقية ،وزيادة الاهتمام بالطفل من خلال الوسائل التعليمية المناسبة. أما عن الأداء الكلي للمعرض فأوضح أن المعرض في دورته الحالية يعتبر امتداد لمعارض الأعوام السابقة ،ومهما أضيف من تعديلات وتحسينات إلا أنه لا يستطيع أن يلبي كل احتياجات الجمهور رغم حرصه على ذلك دائماً. وعن الأنشطة التي تقام على هامش المعرض كالمحاضرات والندوات الفكرية والمسابقات الثقافية والمعارض التشكيلية فقد وجدت لها نصيباً وحظاً من الاهتمام من قبل إدارة المعرض حسب قوله.