هذه البلاد تعيش في حيرةٍ دائمة ونحن معها نعيش في ذات الحيرة تجعل العشاق أشبه بالضحايا ولا تكلف نفسها أن تسألهم : ماذا يخطر ببالكم؟ وأنا لا أعرف كيف أحبكَ فيها هذه البلاد تعيسة تسيرُ على قدمٍ واحدة وعكازٍ هرئ وكلما رأت عصى كبيرة تقول هذه قدمي الثانية ؛ هذا حلمي الآن سوف أقف بثبات الآن سوف أركض لبعيد لنهرب الآن هذه البلاد بدأت تُعجب بأقدامنا هذه البلاد ستأكلنا ظلت الأبصار والأسماع شاخصة يملؤها تفاؤل بحجم اليمن حتى جاء نص القرار الرئاسي الذي قضى بأن الحالمة عاصمة اليمن الثقافية والجميع استبشر وتراقصت الفرحة والنشوة لدى أبناء تعز الحالمة الذي طال الانتظار وطال الحلم لكن ما لبث أن تحقق. اليوم تعز عاصمة الثقافة والإبداع والمواهب والإلهام ،تعز العصية على الانكسار أمام كل المشاريع الخاصة تعز اليوم غاية وهدفاً ومقصداً بل هي منبع كل المثقفين بمختلف انتماءاهم ومشاربهم أراد لها أعداؤها أن تخرج من دائرة الثقافة إلى مربع العنف والفوضى لكنها كانت عتية عاتية وأصرت واستكبرت بشعر الفضول والصريمي و عثمان أبو ماهر و أغاني أيوب وعبد الباسط عبسي غنوا فيها للأرض والوطن والإنسان للسهل والجبل والطل ينحتون بشعرهم وأهازيجهم في شغاف الحالمة . الثقافة هدف وغاية تعز الحلم الذي جثم على صدرها كثيراً و تحقق الحلم من بداية الثقافة والإلهام لكل أبناء اليمن الواحد الموحد. تعز لا تقاوم لكنها لا تستسلم ولن ترضخ لانتهاك حرماتها بالفجور البين. تعز الثورة أيقظت أمة تعز بساطه الإنسان وفكر المثقف وطموح العالم تعز خلاصة وطن ومنبع الثقافة ومصدر الإلهام تعز الفن والأصالة والمعاصرة تعز فاتحة العشق ومأوى الأفئدة تعز منها يبدأ الحلم و بها وإليها يتحقق كل ما نحلم سيسألونك عن تعز قل فيها ما يسر العاشق شعراً وجمالاً وفن فيها الخدود مثل الورود ضوء الفجر سيسألونك عن تعز قل فيها تسبيح وذكر وآثأر وحضارة (( نحن أولو قوة و أولو بأس شديد )) يسألونك عن تعز قل فيها شغاف قلبي المسكون حباً وهياماً بها وشوقاً إليها. تقول غادة السمان في (( في الصباح احلم بالعودة إلى بيروت وفي المساء احضن باريس وأنام )) وأنا اقبل تعز صباحاً ومساءً شتاءً وصيفا، إن كان حبك يا تعز داء فلا احتاج إلى الدواء،فلك حبي يا حالمة اليمن.