قال لي منكوب من المستشفيات الخاصة كثيرون يدخلون غرفة الإنعاش وقليل يخرجون منها أحياء ولهذا أسموها (إن...عاش )إنها حقيقة مؤلمة يعايشها الكثيرون ممن يرتادون أغلب المستشفيات الخاصة التي تحولت غرفة الإنعاش فيها إلى غرفة خمسة نجوم السكن إجباري لكل من شكى مرضاً قد لا يتعدى الحمى والصداع النصفي وأمراض أخرى قد يكون علاجها استشارة من أقرب صيدلي يا صيدلي كنا زمان نشكو من أصحاب العيادات أنهم أول ما تشكي له مرضك يحملك شوالة من العلاجات دون أن يجري الفحص المطلوب الآن تغير الحال الدكتور تطور كثيراً مع هبوط سعر الريال وصار يقرر لك فحوصات ما أنزل الله بها من سلطان وبعدها يتحول إلى أشبه بالحاوي أو المشعوذ الذي يوهمك بالمرض وخطورته على حياتك وينصحك لوجه الشيطان أن تأخذ فترة راحة واستجمام في غرفة العناية المركزة. غرفة الإنعاش كان بمجرد سماعها (تخضل) لها الأرجل خوفاً على المريض من ينتهي به المطاف إلى حفرة قيمتها ثلاثون ألف ريال كأقل تسعيرة في مقبرة خارجة عن التخطيط الحضري. لي قريبة دخلت غرفة الإنعاش تشخيص مرضها أنها مصابة بحمى غير معلومة... شفتم نصب أكثر من كده غير معلومة إلا أن ما شفطوه من مال كان معلوما لدى الطبيب المعالج الذي استوردوه من الخارج حتى يشعر المريض أنه بيد أمينة ويا ريته يصحى من مرضه ويلقى أمينه أقل شي بايحلل (زلطه) إلا أن لسان حال بعض المستشفيات الخاصة تقول راحت فلوسك يا صابر. إني استغرب لدينا وزارة صحة ووزير مسبع مربع وفروع في كافة المحافظات إذا كانت الصحة لا تستطيع أن تقدم التطبيب للمرضى في مستشفياتها أقل شيء تنظم نزولا ميدانيا إلى المستشفيات الخاصة وبالذات غرف (إن...عاش) لتتأكد أن هؤلاء النزلاء إن كانت إقامتهم قانونية وأن هناك ما يستدعي مكوثهم أياما وليال في تلك الغرف لا لشيء سوى لاستنشاق أسطوانات الأكسجين التي تصل قيمتها عشرة آلاف ريال (بالميت) ضف عليها أجرة الغرفة والمغذيات وفي الأخير تكتشف أنك ضحية لأن الطبيب المعالج أول ما يجدك تتذمر من التكاليف الباهظة وبدأت ترفع صوتك في وجهه لا تطلع شمس اليوم الجديد إلا وكتب لك إفراج من الغرفة وكأنك مسجون على ذمة المرض. نتمنى أن تقوم وزارة الصحة بدورها الرقابي الإنساني تجاه من حول الصحة إلى تجارة أرهقت كاهل المريض حتى أن هناك مرضى يظلون رهنا لدى المستشفى يرفض خروجهم إلا بعد تسديد فاتورة خراب البيوت أتذكر كيف أن أسرة مريض أول ما وجدوا فاتورة غرفة الإنعاش بلغت أكثر من ثلاثة ملايين كيف أنهم صاروا أشبه بفص ملح وذاب.