الجحلة: وعاء من الفخار بيضاوي الشكل له فم واسع يستعمل لتبريد ماء الشرب. اشترى رجل جحلة من السوق وأتى بها إلى منزله مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك , وقال لزوجته إنها جحلة رمضان , وكان قصده ألا تستعملها إلا عندما يهل شهر رمضان. ولكن الزوجة أساءت الفهم وظنت أنها أمانة عند زوجها لشخص اسمه رمضان. وبين الحين والآخر كان يسألها عما إذا حافظت على جحلة رمضان , وعما إذا نظفت جحلة رمضان , وعما إذا أعدت لها مكاناً مناسباً في الدار يقيها شر الكسر. وكانت الزوجة ممن يرعون للأمانات حقها , فقد كانت فعلاً مهتمة بالجحلة حتى لا تعرض ذمة زوجها للخدش. وعلم جارهما بالحال فأراد أن يداعب الزوج فذهب إلى زوجته في غيبته عن المنزل , وقال لها إنه رمضان يطلب جحلته من زوجها وإن الزوج أرسله إليها لتسلمه إياها , فما كان من الزوجة إلا أن حمدت الله إذ جعل صاحب الجحلة يأتي إليها لأخذ جحلته ويريحها من عناء الاهتمام بشيء تافه, وسلمته إياها من وراء حجاب, وعاد الزوج إلى منزله فأخبرته بماحدث فثارت ثائرته وعنفها أشد ما يكون التعنيف متهما إياها بالبله - وهي كذلك - وعندما سألها عن هوية الرجل ردت بأنها لا تدري لأنها أعطته وهي مستترة فازداد حنقه واستبد به الغضب حتى كاد يهلكه. كل ذلك والجار الخبيث يستمع هو وأفراد أسرته إلى الحوار المأساوي الدائر عند جارهم , ثم بادر رمضان المزيف وراح يطرق باب دار جاره قائلاً له إنه رمضان اكتشف أن الجحلة ليست جحلته وإن الزوجة غالطته فأدرك الزوج الذي عرف صوت جاره المزّاح - المقلب الذي أوقعه جاره فيه فضحكا كثيراً وصارت الجحلة حديث ليالي شهر رمضان.