يحكي القاضي محمد العمراني: في أيام الحرب بين الجمهورية والملكية في اليمن في الفترة 1862 - 1967 ، وكان الجيش المصري قد جاء لمساعدة الجمهورية ، فكان الجندي المصري ربما يتخفى في صورة يمني إذا وقع في منطقة للقبائل مع الملكية ، فكان بعض رجال القبائل يختبرون من يجدونه ليعرفوا حقيقته فيقولون له: قل «بقرة» .. فإذا نطق بها عرفوه ، لأنه إذا قال «بقرة» فهو مصري ، وإذا قال «بغرة» فهو من المناطق الوسطى تعز وما حولها ، وإذا قال «بقرة» بالجيم القاهرية فهو صنعاني. **** كان في واحد معه دِم (قط) وكان دائماً يتفاخر به وبأدبه وبأنه علمه الأدب: الدِم حقي مؤدب .. الدم حقي نظيف.. الدم حقي منظم.. ما عاد ناقص إلا يقول الدم حقي ابن ناس وفي إحدى جلسات المقيل كان يتفاخر بالدم حقه فرد عليه أحد أصحابه: ولكن يا أخي الطبع غلب التطبع يعني مهما أظهر لك إنه مؤدب أكيد إن فيه شوية نيزغة (مشاكسة) فرفض الرجل هذا الكلام وقال: لا، لا الدم حقي ما بش مثله في أدبه وأخلاقه.. فرد عليه الرجل: خلاص يوم الجمعة القادمة نخزن عندك وأنا أثبت لك إن الطبع غلب التطبع وخلينا نتراهن من عشرة ألف إلى عشرة آلاف ريال.. وفي يوم الجمعة وهم مخزنين أدخل صاحب البيت الدم إلى المكان اللي هم مخزنين فيه وقد كان شكله مرتب ونظيف فأخرج صاحب الرهان فأراً كان قد خبأه في كيس وأخرجه إلى المكان .. عندها لم يعد الدم كما كان فقد جرى وراء الفأر وقلب المكان عاليه سافله إلى أن أمسك بالفأر عندها نظر صاحب الرهان إلى صاحب الدم وقال له: هيا مه صدقتني إن الطبع غلب التطبع هيا أقطب أدي العشرة الألف حقي. **** النمر الوفي هذه القصة سمعنا أنها حصلت زمان في إحدى القرى اليمنية.. تفاجأت إحدى العجائز بصوت نمر في باب منزلها فأحست بالخوف الشديد فهي وحيدة ولا تستطيع عمل شيء تسللت من خلف إحدى النوافذ لترى النمر فلمحته وهو يتوجع من قدمه قررت أن تغامر وتخرج إليه لترى ما به وعندما اقتربت منه بحذر شديد صاحت في وجهه (جاور يا أبو الحارث جاور.. هذه الكلمة مشهورة يقولها بعض الناس عندما يروا أمامهم نمراً وبمجرد سماعه لهذه الكلمة يكف عن إلحاق الأذى بهم) وكان النمر يتألم فقد دخلت شوكة كبيرة في قدمه ولم يعرف كيف يبعدها عندها قررت العجوز أن تبعدها من رجله وتعالجها وبالفعل استمر أكثر من يوم وهو يأتي إليها لكي تتفقد قدمه ولم يكن يمسها بأي أذى إلى أن تعافت قدمه وأصبح يزورها بشكل يومي وقد كان يأتيها بعض الأحيان بدجاجة أو أرنب أو أي شيء كتعبير عن شكره وامتنانه لها وقد كان كل ما يعطيها أي شيء تعطيه حصته منها فشعر أحدهم في القرية بالحقد عليها لماذا يأتيها النمر كل مرة بصيد وقرر أن يتخلص منه وبالفعل دبّر له حيلة تمكن من خلالها من قتله ليس لشيء بل لأنه كان نمراً وفياً.