غارت منابرنا، إرادتنا، تثاءب فجرنا سهداً، تثاءب مرة أخرى، وما فتئت تشيعنا العروبةُ والسيادةُ والزعامةُ والفخامةُ، في مدىً صدأت معالم أفقه حيناً، وما حانت نهايتهم، ما شاءت بدايتنا تطارح موعداً قد آن موعدهُ. ما زالوا جميعاً لعنةً طرأت مآقينا بيومٍ عامرٍ بالطين. مازالوا غياباً عن ضفاف القدس، عن أرض الفرات، عن السيادة والعروبة والزعامة والكرامة والصلاة. عن أرض غزة، عن رحاب الله، عن أحداق من مرّت تحيك الصبح رايات بكف تملأ الدنيا حياة، تملأ الدنيا نداء، تملأ الدنيا .. وما ملأت مسامعهم بقايا صوت من قالت أغيثونا، أغيثوا غزة ال تمضي على قدرٍ إلى الأقصى تطير حمامة القسّام، تطرق بابه الغربي، ويأتي الصوت«حيَّ »فارتقت أجسادنا روحاً، كما طرأت، كما طارت، كما انحدرت معالينا. ويأتي الصوت يبقى الصوت مرتجلاً وتبقى آية المعراج مسراها بأيدي البحر، من للبحر غير عصاك؟ تفرغه من الحانات والزعماء تجعل جزره مداً عسى نسمو ويبقى الصوت مرتجلاً، وتبقى آية المعراج. “2” ياقوتة زرقاء في كأس السماء تظل غزة آخر الأنفاس في رئتي، “مرايا الظل”، أغنية البقاء، صدى القصيدة، موطن الشهداء، أودية من النجوى، أهازيج الحجارة، مولد القربان، أشياء البقاء. هي من تقايضنا الغياب بصولجان الصبر، بالمعنى، بناي الحلم، بالميدان، بالقسّام بالنون الذي شاءته كاف الله. “3” يا أهل غزة قالها قلبي رسول النور لا زالوا على أكناف بيت الله، بيت المقدس العربي لازال مثواهم حياة كاليقين بشراكم « بشرى النبوة » أيها الباقون في غمد البطولة تزرعون الفجر أحلاماً تضيء لنا الطريق أنى سنلقاكم عسى تجلو ملامح أفقنا حيناً وقد حانت نهايتهم، كما آن اللقاء.