طَلَعَ الربيعُ بموكبِ الأعيادِ في مولد الداعي البشيِر الهادي طلع الربيعُ مذكَّراً بهلالِهِ تاريخَ أحمدَ في سنى الميلاد المصطفى المختار من نشر الهدى وأقام ديناً راسخ الأطوادِ قد جاء والدنيا ظلامٌ حالكٌ فمحا الظلام بنوره الوقّادِ وتألقت في يوم مولده السما في كلِّ نجمٍ رائح أو غادِ *** يا خَير مَنْ للرّسلِ أصبحَ سيداً حتى دُعيتَ بسيّدِ الأسياد وهَدَيتَ بالوحي المقدس أمةً وأقمتَ دين الله بالمرصادِ وهزمت بالسيف المهنَّدِ زمرةَ الإشراك بين الناس والإلحاد وحباك بالإسراءِ ربٌك ليلة كانت وسام الفضل للآباد وخصصت بالمعراج وحدك دونما رسلٍ به سبقوا ولا روَّاد وصعدت للسبع الشداد بقوة الإيمان فارتفعتْ ثمان شدادِ ووقفت تحت العرش لا متهيباً هول الجلالة من سنى الأوراد وسألت ربك كلما قد شئته كرماً فنلتَ بذاك كلََّ مُرادِ واصطفَّت الأملاك حولك عندها شرفاً كموقفِ فرقة الأجناد واختارك المولى شفيعاً عنده لتصادم الأهوال في الميعاد ومضى وراك الأنبياءُ جميعهم وفداً فكنت طليعةَ الوفَّاد ووقفت عند حِرَا فكنتَ كمثله جبلاً يصدُّ مزاعم الحُسَّادِ وكسرتَ أصنامَ الجهالة كلّها بإشارة في عَزْمِةٍ وجهادِ ونشرت دين الله في كل الثرى وأقمته بحواضرٍ وبوادي وحكمت بالقرآن قوماً فارتضوا بهداك كل مسالمٍ ومعادي *** قُمْ يا (محمد) تنظر الحكام في بحر من البغضاء والأحقاد يتراشقون السيئات كفتية خسروا بذاك نجابة الأولاد قُمْ يا (محمد) تنظر الحكام قد عمدوا إلى التمزيق والإفساد إن حاولوا تدمير بعض بعضهم وسعوا لهدم عزائم الأمجاد مدُّوا إلى الغرب الخؤون أيادياً لِيُحَطِّمَ الأضدادَ بالأضدادِ كم موقف قد سخروا إعلامهم في كلِّ حفلٍ قائمٍ أو نادي يتآمرونَ وليس في آرائهم من حكمةٍ أو عزةٍ وسدادِ حكام قومك يأمرون بسجنهم نفر من الأنذالِ والأوغادِ حكام قومك أسلموا تاريخهم للغرب في وضح النهار البادي إن السيادة في البلاد بملكها لا حق للمتطاول المتمادي ركنوا إلى الأعداء حتى أفلتوا هرم السيادة في يد الجلاد قبلوا لجاناً للحقوق وأشركوا قوماً بلا وطنٍ لهم ومبادي كفلوا حقوق الناس منهم خدعة ورموا بكل الويل في (بغدادِ) قتلاهمو في كل وادٍ لم تزلْ تطفو على الأغوار والأنجاد سحقوا حقوق المسلمين تجبراً في كلِّ منطقةٍ وكلِّ بلادِ قم يا (محمد) إنَّ قومك أصبحوا يسعون في التحطيم للأوتاد لم يعلموا أن الرسالة لم تزل عبر الزمان قشيبة الأبراد ولسوف يحمي المصلحون جلالها بأظافرٍ حمرٍ وبيض أيادي كم قائل في كل عام مرة ولد الهدى بالفضل والإسعاد وإذا به يرمي بدين (محمد) خلف الردى بصلافة وتمادي يحيون عيدك يا (محمد) ليلة ويعود بين مآتمٍ وحداد واليوم إن تنهض تجدهم مسرحاً لنِفَايةِ الأفكارِ والنقادِ *** هذي فلسطينُ الحزينةُ لم تزل نهباً على مرأى من القُوَّاد في كلِّ عام قمة هدارة عزماً وترجع في لذيذ رقاد لم يقتدوا بمناضل في قومه ك(علي) ربِّ سماحة وجواد نادى باسم (القدس) في تحريرها وسواه لم يحدُ بذلك حادي ولسوف يبقى في المآذن صوته في سمع كل مكبر ومنادي *** أنصار دينك لاتزال سيوفهم يمنية الأنجاد والأغمادِ نزلوا ببدرٍ في سروج خيولهم يتواثبون كوثبةِ الآسادِ في كلَِّ مسمع ذرة من تربها ضربات سيف أو صهيل جياد