إذا كان الخبراء قد قسموا مسيرة الإعلام إلى ثلاث مراحل رئيسية الأولى دشنها ظهور المطبعة والثانية دشنها ظهور وكالات الأنباء والثالثة الإذاعة والتلفزيون. فإن ملامح المرحلة الرابعة قد تم تشكيلها اليوم عبر أجيال جديدة من الحاسبات الإلكترونية المتقدمة وتقنيات الاتصال والألياف البصرية والتدفق الحر للمعلومات أسهمت في إدخال تغييرات جذرية على نهوض الإعلام وسيلةً وتحولاً ورسالةً وتأثير. وبذلك برز(الإعلام الجديد) وأصبح للتقنية الإعلامية والفضاء الإلكتروني دور في صناعة وتشكيل الرأي العام وإنتاجه على المستويين المحلي والعالمي فتعاظم دور الأفراد والجماعات والمؤسسات لنقل وتبادل وإنتاج المعلومات ونشرها بين قطاع عريض من الجمهور يجتمعون حول قضايا مُشتركة تؤثر فيهم ويؤثرون في إعادة انتشارها في ظل الاستخدام المتنامي للإنترنت وما يرتبط به من أدوات جديدة دفعت إلى تحقيق نوع من التواصل الإنساني من كافة أنحاء العالم . وفي هذا السياق برز التفكير باستخدام الإنترنت في الترويج السياحي لأول مرة عام 1999 في اجتماع الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية الذي عقد في (سانتياغو) بتشيلي، حيث خرج الاجتماع بتوصيات تضمنت ضرورة استخدام الإنترنت في الترويج السياحي. ومع اتساع توافد وتعدد المستخدمين وتناميهم باختلاف أصنافهم ومستوياتهم و انتشار أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لدى المستخدمين أصبحت الخدمات السياحية الإلكترونية في الوقت الحالي ضرورة لا يمكن لأي نشاط سياحي تجاهله. حيث تشير التقارير المختصة تجاوز أعداد المستخدمين للإنترنت إلى أكثر من 3.29 مليار مستخدم حول العالم منهم اكثر من 135 مليوناً في الوطن العربي وما يقارب 3 مليون مستخدم في اليمن أعمهم الأغلب من شريحة الشباب. فتزايد الاهتمام بالشبكة العنكبوتية من قبل كثير من الدول والشركات الرائدة السياحية نظراً لما ترتبط به هذه الشبكة من أدوات جديدة تختصر الكثير من الجهد والوقت والمال وكعناصر مؤثرة وفاعلة تتفاعل مع المرسل والمستقبل الذي اصبح شخصاً واحداً. غير أن القليل من الدول النامية قطعت شوطاً لا بأس به في هذا المضمار اليمن ليست منها والسبب يعود إلى أن الوعي المجتمعي في اليمن يعاني من صعوبات مركبة القت ظلالها السلبية على مقومات ومصادر السياحة بكل ما تزخر به ومد من غربة كل ذلك قلة الإمكانيات لتحقيق أهداف ومشاريع خطط التنمية والترويج السياحي إلى جانب ضعف خدمات البنية الأساسية الداعمة للسياحة في المقاصد السياحية القائمة والمستهدفة للتنمية والاستثمار. ناهيك عن نقص المهارات والكفاءات السياحية اللازمة عوامل متضافرة قادت إلى تدني مستوى توظيف القدرات التي تتيحها خدمات الشبكة العنكبوتية وما يرتبط بها من وسائل وشبكات للتواصل مع المواطنين في الداخل والتفاعل مع الجمهور في الخارج لنقل وتبادل وإنتاج المعلومات السياحية التي يحتاجها قطاع عريض من المستخدمين والذين يجتمعون في قرية مصغرة بعيداً عن الحواجز المكانية والفواصل الزمنية . وتأتي أهمية الإعلام الجديد ووسائله كونها تؤسس لمرحلة جديدة للترويج بالمعالم السياحية باختلاف أصنافها ونشر الوعي السياحي. وتزويد وإشباع المستخدم بما يحتاج إلى معرفته من المعلومات التي تساعده على اتخاذ القرارات وتحديد المواقف قبل الرحلات السياحية، فالمستقبل اصبح اليوم أكثر استجابة وارتباطاً بما يدور حوله في عالمه الافتراضي أكثر من مجرد كونه مستقبلاً عادياً. إلى ذلك تتيح وسائل الإعلام الجديد التواصل بسهولة مع المتخصصين في مجال السياحة والمجالات التي تتعلق بها تمكن القائمين من حل المشاكل المشتركة وتزيد من تبادل الخبرات وتطوير الصناعة السياحية بأسلوب علمي . وتؤكد التجارب أن الإعلام السياحي الجديد يمتلك القدرة على توصيل المعلومات وتبادل الخبرات والتجارب والأفكار والابتكارات المتخصصة بالسياحة والمجالات المتعلقة بها بأساليب متنوعة ووسائل متعددة يسهل على المستقبل فهمها واستيعابها والتأثير على المواقف والاتجاهات. بالإضافة إلى أن هذه النوافذ والوسائل تعد فرصة للعاملين والقائمين على السياحة وكذلك المستثمرين للإعلان والترويج لمشروعاتهم وأنشطتهم السياحية والتوسع فيها. وعليه فإن المتابع لاستخدام هذه الوسائل في الترويج السياحي لبلادنا يلاحظ عدم كفاية أدائها في دعم السياحة اليمنية وتوجيهها وتنشيطها بما ينسجم مع تجارب الكثير من الدول ومع ما تشهده خارطة الخدمات الإلكترونية السياحية من تجدد متسارع باعتبارها عاملاً من عوامل التطور والتقدم لأي مجتمع . صفوة القول أن التطور السريع لوسائل الاتصال الجماهيري وكذلك الاتساع المضطرد لنطاق التدفق الحر للمعلومات وبشكل قياسي غير مسبوق أدى إلى تحول في طبيعة وأساليب وأشكال وقوالب العمل الإعلامي لصالح طابع الإعلام الجديد أعاد بدوره تشكيل خارطة العمل الإتصالي في المجتمعات المعاصرة . لذلك يتطلب الأمر إحداث نوع من المواءمة وشيء من المرونة من قبل القطاعات الحكومية الإعلامية منها والاجتماعية وتوظيف القدرات التي تتيحها هذه الوسائل والشبكات للتواصل مع الجمهور الداخلي والخارجي والتفاعل الإيجابي معها من خلال تجميع المعلومات عنها وكيفية الدعاية السياحية و أنواع قنوات الاتصال السياحي ومن يعملون فيها وتدريب الكوادر الإعلامية التي تهتم بالإعلام السياحي وتنمية قدراتهم في التعاطي مع وسائل الإعلام الجديد كسمة من سمات العصر لتكون المحصلة الترويج للسياحة اليمنية بكل ما تحمل من مقومات تمتاز بها عن دول المنطقة والعالم، بطريقة جذابة ومثيرة وملفته للنظر. فما أحوجنا اليوم لاستقطاب العوائد النقدية من العملات الأجنبية وتشغيل الأيادي العاملة ومكافحة الفقر. وكونه كذلك يتطلب الأمر إعادة النظر في تضمين علاقة الخطاب الرسمي الإعلامي بشبكة بالإنترنت وما يرتبط بها من أدوات التي أصبحت وثيقة الصلة بإنسان اليوم وما يمكن قوله في الأخير هو أن الإعلام الجديد سلاح ذو حدين يقتل و يحيي ينفع ويضر.