يتجه في الآونة الأخيرة معظم خبراء التغذية إلى التحريض على تناول البراعم لما فيها من الفائدة المضاغفة بعشرات المرات من تناولها كثمار ناضجة، وقد سبق قديماً الطب الشعبي باستخدام براعم القمح وعشبة القمح في علاج أمراض كثيرة بدءاً بالإسهال وحتى تسكين آلام المفاصل والروماتيزم إلى أن قامت الطبيبة (ann wigmore) بإدخالها إلى الطب الحديث, ثم تتابع اكتشاف الفوائد العظيمة لبراعم البذور من كل الأنواع ونسب البروتينات والألياف العالية لها بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن والأنزيمات التي تحسّن من أداء الجسم البشري وتأخر الشيخوخة, والحصول على البراعم ليس بالأمر الصعب. كيف تحصل على براعمك الخاصة: كل ما تحتاجه هو بعض البذور وجرّة متوسّطة نظيفة وقماش لربط فم الجرّة، بعد غسل البذور تنقع بماء بارد ونظيف لأربع وعشرين ساعة في الظل يتم خلالها استبدال الماء لعدّة مرّات ثم يُصرف الماء وتُنقل البذور إلى ضوء الشمس داخل الجرّة مغطاة بالقماش, تُغسل البذور بالماء البارد النظيف مرتين في اليوم على أن تبقى في الضوء ثم ستحصل على براعم جاهزة للاستعمال بعد مرور أسبوع واحد. ما هي أنواع البذور التي يمكن برعمتها كل أنواع البذور القابلة للحياة يمكن برعمتها والحصول على أضعاف الفائدة من تناولها كثمار ناضجة؛ ولكن لا ينبغي تناول البذور قبل إتمام عملية البرعمة. وفي ما يلي أنواع البراعم الأكثر شيوعاً: 1 - البقوليات: الفول والعدس والحمّص والبازلاء والبرسيم والحلبة. 2 - الحبوب: الشوفان والقمح والذرة والشعير والأرز. 3 - البذور الزيتية: السمسم واللوز والفستق وعبّاد الشمس وبذر الكتان والفول السوداني. 4 - بذور الخضروات والأعشاب: القرنبيط والجزر والسبانخ والملفوف واللفت والكرفس والبصل والبقدونس والفجل والكراث والجرجير والخردل والخس والبرسيم. يُذكر أن هنالك بعض الثمار يمكن أن تكون سامة في طور البرعمة ولا يمكن تناولها وهي ما يُدعى بالفصيلة الباذنجانية مثل «الطماطم - البطاطا - الفلفل - الباذنجان» منها ما يفقد سمّيته بالطبخ وليس كلها, ويجب تجنب أيضاً البذور المعالجة حرارياً أو المغّلفة بمحافظ كيميائية. خمسة أسباب تدعوك إلى تناول البراعم والإكثار منها: كمّيات هائلة من الإنزيمات: يقدّر الخبراء أن البراعم قد تحتوي على مستويات من الأنزيمات يمكن أن تصل إلى 100 مّرة أكثر من الفواكه والخضار النيّئة، والأنزيمات تدعم جسمك لتحسين تمثيل الفيتامينات والمعادن والمواد المغذّية الأخرى من الغذاء الذي تتناوله. تحسين مصدر البروتين: إن أنواعاً من البروتين من الفاصوليا، والبندق والبذور قد تغيّرت بعد البرعمة وتحسّنت مستوياتها من الأحماض الأمينية، يعد اللايسن (lysine) من الأحماض الأمينية الضرورية لمنع القروح ويزيد من مناعة أجسادنا خاصة عند تناول البذور المبرعمة الغنية به. زيادة الألياف: تحتوي البراعم على الألياف المهمّة جداً للصحة أكثر بكثير من ثمارها، كما أنها تساعد على طرد السموم، وخفض مستويات الكوليسترول في الدم وتساعد في هضم الدهون. محتوى فيتامينات أكبر: بعض الفيتامينات تتضاعف بشكل كبير أثناء عملية التبرعم، فالبراعم عادة لديها مستويات عالية من فيتامين A، B-المعقّدة، C وE، ومع بضعة أيام فقط من البرعمة يمكن لبعض المواد الغذائية زيادة مستوى الفيتامين بنسبة تصل إلى 20 مرّة!. تحسين امتصاص المعادن: أثناء عملية التبرعم ترتبط المعادن بالبروتينات ما يجعلها أكثر قابلية للاستخدام في الجسم، وخصوصاً الكالسيوم والمغنيسيوم، كما أن البراعم توفر وسطاً قلوياً في الجسم خاصة إذا عرفنا أن العديد من الأمراض بما في ذلك السرطان تتكاثر في حال كانت الحموضة زائدة في الجسم، إنها طريقة رخيصة في الحصول على الطعام الصحي جدّاً نظراً للكلفة العالية لبعض الأصناف، كما يمكن اعتبارها صنفاً ممتازاً للنباتيين. يُعد الجانب السلبي المحتمل من إنبات البذور هو أن عملية الإنبات هذه يمكن أن تؤدّي إلى نمو البكتيريا الضارة، ولكن فوائده الجمّة وسهولة إنباته في المنزل تطغى على هذه الخطورة.