راهنتُ جداً على قدرة فريق اتحاد إب تجاوز فريق التلال في المباراة التي جمعتهما بعد عصر الجمعة في الجولة الثانية من منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم، رغم أن المباراة في ملعب التلال وأمام جمهوره العريض، فضلاً عن اختلاف الأجواء بين مدينة إب معقل نادي الاتحاد ومدينة عدن معقل نادي التلال..! كنتُ على ثقة منذ عشية المباراة أن الاتحاد أقرب من التلال في تحقيق الآمال والحصول على المنال، بل إني كنتُ مرجِّحاً أن يعود «مبتسماً» من ثغر اليمن الباسم «عدن»، وهو يحمل الثلاث النقاط ويحصد الفوز، وهذا حدث بتفاصيله؛ إذ حقَّق الإبهار ونال الانتصار، رغم البُعد عن الدار والأنصار، مع أني وضعتُ نسبةً ضئيلةً لأن يكون الفوز من نصيب التلال، حتى وإن كنتُ سأعدَّ ذلك من باب المفاجأة، مع احترامي الكبير للتلاليين..!! لن يكون بإمكان أحدٍ أن يقول: إن عامل الحظ كان السبب الرئيسي وراء هذا الانتصار الاستثنائي للأحمر الاتحادي؛ ذلك لأنه جاء بفعل التقدّم مرتين، فبعد أن انتهى الشوط الأول اتحادياً بهدف، أدرك التلال التعادل مطلع الشوط الثاني، غير أن الضيوف القادمين من اللواء الأخضر أبوا إلّا أن يترجموا تألقهم بالفوز ويتوّجوه بالثلاث النقاط..! لم يكن رهاني من باب إلقاء الكلام على عواهنه البتَّة، ولكنه كان مبنياً على جملة معطيات يكون لها بالغ تأثيرها في حسابات معشوقة الملايين «كرة القدم»، تأتي في مقدِّمتها أن الروح المعنوية بدت عاليةً في أوساط الاتحاديين من قبل أن تبدأ عجلة منافسات الدوري بالدوران، إلى جانب وجود حالة من الانسجام والتفاهم بين أفراد الكتيبة الحمراء الذين يملكون مواهبَ على أعلى مستوىً، مع حالةٍ من الاستقرار الإداري، فضلاً عن الحماسة الاتحادية التي غالباً ما تكون حاضرةً بقوة في مثل هذه المباريات الصعبة..! أعتقد أن الجميع أصبح مدركاً لحقيقة أن فريق «اتحاد إب» فرض نفسه خلال آخر ثلاثة مواسم كأحد أفضل الأندية في دورينا الكروي، رغم أنه من قد يكون الأكثر معاناةً من ناحية الجوانب المالية الناتجة عن شحة الموارد الثابتة أو بالأصح انعدامها، وكل ما يقوم عليه ليس أكثر من التعويل على عوامل الموهبة والحماس والولاء، ولو توفَّرت نصف أو حتى ثلث إمكانات بعض الأندية لحقِّق الكثير من البطولات..! إنَّ من شأن هذا الفوز أن يدخل الاتحاديين مباراتهم القادمة أمام الضيف الثقيل «أهلي صنعاء» الجمعة القادمة في الجولة الثالثة من مراحل المسابقة وهم في جاهزية عالية، من النواحي النفسية والفنية والبدنية، ويقوي فيهم روح الإصرار والتحدي، وهذا يمكن أن يكون له بالغ التأثير الإيجابي، مع الاتفاق الكامل على صعوبة اللقاء وقوة المنافس، دون الاعتماد على اعتياد القوة الاتحادية في اللقاءات الأهلاوية، وبالذات التي تكون في مدينة إب.! [email protected]