إلى روح شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني وأتيتُ كلي دهشةٌ وضياءُ وعرائسٌ ذهبيةٌ وغناءُ النحل أولادي وبيتي غيمةٌ شفافةٌ والأغنيات نساءُ والحب أول ليلةٍ مجنونةٍ وفم الحبيبة خمرةٌ وإناءُ والكون محرابٌ وقلبي مصحفٌ وقصيدتي قديسةٌ عذراءُ قلقي عصافيرٌ وظلّي نخلةٌ تمشي وصمتي نجمةٌ زرقاءُ فإذا تجلّى البوح فوق مباسمي سقط الملوك وغادر الشعراءُ أنا طفلك الأحلى وعطرك يا أبي الأعلى وأنت الورد والأضواءُ أزهو.. نعم أزهو لأنك في دمي يا سيدي أنشودةٌ بيضاءُ أغرقتني بالنور ثم تركتني طفلاً تحاول كسرهُ الظلماءُ لكنني أنت الذي لا ينحني أبداً, ولا تعلو عليه سماءُ ولسوف أكبر بالبلاد وكالمدى فأنا.. أنا الأحلام والشهداءُ مولاي أنت معي ترى ما لا يرى أحدٌ, فتضحك والزمان بكاءُ قالوا رحلتَ وكلما التفت الندى للزهر قال الفجر أنت بقاءُ في كل نافذةٍ أرى لك صورةً وتراك في مرآتها الإنحاءُ لك هذه الأحزان في قلبي ولي وطنٌ بوجهك يا أبي وضّاءُ في عين أمي أنت طفلٌ أخضرٌ وأنا بعينيكَ طفلةٌ سمراءُ والحب ملعب بيتنا لكنّهُ يخشى علينا فالحياة فناءُ إنّ الطفولة في بلادي يا أبي وجعٌ, وأفراح البلاد عزاءُ وشوارع الأحلام ألغامٌ وفي تاء الحديقة حيّةٌ سوداءُ لو أنّ آلَ الحرب آلُ حمامةٍ كان الهوى شجراً وأنت الماءُ صنعاء ضاقتْ بي وأغلق صمتها باب السلام ليدخل الغرباءُ والخوف يمشي في المدينة مثلما يمشي الغرور وتضحك الأخطاءُ يا “راهب الفنّ” الذي في حزنهِ شعبٌ وفوق لسانهِ أمراءُ “يا كافراً بالصمت” قلْ لي دمعةً إنّ الدموع قصائدٌ خضراءُ أنا منكَ يا ابتي واسمك كعبةٌ عظمى تطوف بظلّها الأسماءُ صليت في ذكراك ألف غمامةٍ فتفردس التاريخ والصحراءُ ومشيت فوق الماء قلبي في يدي ودمي.. دمي قمرٌ وأنت فضاءُ مولاي أيّ كرامةٍ خبّأتَها للطيّبين إذا طغى الجبناءُ المتعبون أنا وأنت نبوءةٌ والمعتمون حكايةٌ حمقاءُ لم يفرحِ الآتي ولن يأتي أبٌ حتى تعود لأمّها الأشياءُ أبناء بنت الليل يرتعشون لا هم والأسى ماتوا ولا أحياءُ وأنا أبٌ للصبح إلا أنني وحدي وحولي الحرب والأشلاءُ إني ثريٌ كالفراشة بالندى وأنا الأسى والحب والفقراءُ روحي محاصرةٌ وقلبي جائعٌ وفمي غريبٌ والبلاد شقاءُ حاولت كالشهداء أنْ أمضي إلى وطني فضاع الدرب والشرفاءُ مدن الحكايات التي ألّفتُها مسكونةٌ بالنار يا صنعاءُ وأبي بلا ذهبٍ.. بلا كتبٍ.. بلا نُصُبٍ.. وليس لروحهِ آباءُ لا بيت للكمات, لا مأوى لكمْ إلّا الأغاني أيها الشعراءُ صلّوا على حبّ البلاد وسلّموا إنّ الصلاة على الحبيب وفاءُ