على مشارف الذكرى ال 52 لثورة 26 سبتمبر يأتي السؤال على عجلة : ما دور مثقفينا في التخفيف عن الوطن آلامه ؟ ولمَ لا نتخذ هذا التاريخ نقطة لزرع مبادئ السلام والتسامح بين أبناء الوطن بدلاً من تأجيج الوضع بالمناكفات وزج الوطن بالأسوأ بالتعبئة الخاطئة والعمياء ؟! الحزبية والطائفية ذريعة سهلة للحروب والفتن ، وكلما انقاد إليها المثقفون زادت اشتعالات فتيل المشاكل والمآزق. مازلنا نتذكر أنه في خضم الثورة والانتفاضات التي شهدها هذا المجتمع برزت ظاهرة نزول مثقفين وفنانين من أبراجهم العاجية المعهودة إلى الشارع ومشاركتهم في المظاهرات وتعرضهم للقمع مثل غيرهم. كما تعرض العديد من الفنانين للملاحقة والقمع والاعتداء بسبب مواقفهم من الانتفاضات والثورات التي شهدتها اليمن وهذا يعد مألوفاً ومتكرراً في الثورات العربية أيضاً. ليس هناك حلول وسط فإما موال ومعارض وهذا ينسحب على الفن فلا حياد هناك إذا تعلق الأمر بوجودها. ولعل هذا ما يدفع بالفنانين والمثقفين لاختيار الطريق الأسهل والآمن بغض النظر عن الأداة والوسيلة والعاقبة ! و هذا بالفعل ما يلغي دورهم الفعلي والإيجابي في أحلك الظروف ، ولكن مازال هناك ثغرة ضوء للجميع فالوطن لن يسلم الأذية طالما وهذه الفئة تهمش دورها تحت أي مبرر ؛ هي الالتفاف حول مصلحة الوطن أولاً وأخيراً. مازال الوقت يتسع لترجيح كفة السلام وإعادة الأمن والأمان للشعب المغلوب على أمره ، فلتتكالب الجهود بداية منكم أيها المثقفون والفنانون فبكم ومن حولكم تنقلب موازين الحياة إلى الأفضل.